منظمة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية وبدعم منظمة Konrade Adenauer Stiftung الالمانية تنظم ورشة عمل لعدد من رجال الدين والاعلاميين في البصرة.
البصرة \ ANA\ خاص
بدعم من منظمة Konrade
Adenauer Stiftung , اقامت منظمة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية ورشة عمل تدريبية لرجال دين وإعلاميين
في البصرة لمواجهة خطابات الكراهية في العراق. وذلك على قاعة اتحاد رجال الاعمال
في البصرة ليومي الجمعة والسبت من كانون
الاول الحالي 2017 .
الدكتورة أمنة الذهبي مديرة المشاريع
التنفيذية في منظمة مسارات تحدثت عن الورشة بقولها:
منظمة مسارات وبدعم من منظمة ( كوند راد اون
اور) الالمانية تعمل على اعداد وتأهيل رجال دين واعلاميين ونشطاء مدنيين لمواجهة خطابات الكراهية في العراق , من خلال
الرصد والتحليل والمتابعة لمثل هذه الحالات.
وهذه هي الورشة التدريبية الاولى انطلقت من
البصرة ضمت رجال دين واعلاميين وشخصيات عشائرية من وسط وجنوب العراق نقوم بتدريبهم
ليكونوا مؤهلين لتدريب الاخرين , وذكرت الذهبي "ان عدد الذين ندربهم نحن
كمنظمة 40 شخصية مختلفة سيقومون هم بتدريب فرق اخرى كل متدرب معنا علية ان يدرب 20
شخص اخرين ليكونوا فريق عمل متكامل يكون فريق انذار مبكر لرصد وتحليل خطابات
الكراهية التي تبث وتصدر من اي جهة سواء كانت دينية او سياسية او قومية ". وتستمر
الورش طيلة عام 2018 .
"الغاية من هذه الورش هو اعداد وتأهيل
1600 شخص من مختلف الشرائح وعلى عموم العراق
يكونون فريق رصد وتحليل لكل خطاب يحرض على الكراهية والاقتتال بين ابناء
المجتمع الواحد.
كون المرحلة القادمة مرحلة انتقالية مهمة في
تاريخ العراق اذا استطعنا ان نتعامل معها بذكاء واستطاع رجال الدين والاعلاميين من
قيادة المجتمع فيها بطريقة صحيحة من خلال توجيه السياسيين ونبذ الشخصيات التي تروج
لفكر الكراهية وتعمل على تفكيك الشعب , اذا نجحنا بإيقاف هؤلاء وهذا ما نعمل علية
ستسير سفينة العراق الى بر الامان للمباشرة ببناء الدولة وعمرانها في مرحلة ما بعد
داعش".
وعن الشروط الواجب توفرها في الشخصية التي
تصبح مدرب في هذه الورش اجابت الذهبي
"يجب ان يكون المدرب شخصية اكاديمية
معتدلة يؤمن بالعمل بعيداً عن الفئوية والمناطقية والنزعة الدينية والقومية
المتشددة لأننا نسعى من خلال هذه الورش لأعداد قيادات اجتماعية تحد من الخطاب
المتطرف" .
وذكرت الذهبي ان المشاركين في هذه الورشة
حضروا الى البصرة من محافظات مختلفة هي الانبار وصلاح الدين وميسان والناصرية
وستكون لنا ورش في بغداد وشمال العراق لإكمال العدد المطلوب وتأهيلهم لتدريب
الاخرين.
وتتخلل الورشة تدريبات عملية للمشاركين من
خلال تشكيل مجاميع تعمل على تحليل واستنتاج وتحديد الخطاب وعرض كل مجموعه لنتاجها
لتمكين المتدربين من تحديد وتشخيص الخطابات المتشنجة.
واوضحت الذهبي: "انه من 1\7 ولغاية
1\11 تم رصد 76 رسالة كراهية في اليوم الواحد تبث على جميع المواقع المسموعة والمرئية"
.
وعن النسب التي احصاها مرصد مسارات فقد كشفت
الذهبي: "انه ومن خلال دراسة ورصد اعلامي دقيق تم تحديد نسب لشخوص من شرائح
مختلفة عملوا على بث خطابات الكراهية في المجتمع العراقي وكما موضحة
15 % اعلاميين
42 %
سياسيين
43 % رجال دين
وهذه النسب حددت بعد عمل متواصل ومتابعة
دقيقة لجميع الوسائل والشرائح المختلفة".
اما الشيخ عباس الفضلي رئيس مركز العراق
للحوار والتعايش المشترك فقد تحدث عن مشاركتهم في الورشة بقوله:
"الغاية من المشاركة هو لتوحيد الرؤى
وتوحيد الخطاب المعتدل لان العراق عانى في السنوات الماضية الاخيرة من خطاب
الكراهية الذي استخدمه العديد من رجال الدين واعلاميين وسياسيين من ضعفاء النفوس فبثوا روح الفرقة بين ابناء ومكونات المجتمع
الواحد واستطاعوا تأجيج الشارع على اساس طائفي وقومي وعرقي لمصالح شخصية ضيقة .
وعن نبذ الخطاب المتطرف اجاب الفضلي :
ننبذ كل الخطابات التي تصنف تحت هذا التصنيف
سواء كان دينياً او اعلامياً ونبذ كل شخص يروج او يعمل على اثارة هذه
الخطابات التي تستغل لتجنيد البسطاء
وتكتلهم على اسس طائفية الهدف منها الحصول على مغانم سياسية واقتصادية , وأضاف
الفضلي:
في الفترة الاخيرة لمسنا تجاوب كبير من
ابناء الشعب العراقي ومن مناطق متعددة وشرائح مختلفة دينية وسياسية واعلامية ترفض
كل خطاب من شانه ان يبث روح العداوة بين الشعب وهناك شخصيات كثيرة معتدلة تعمل على
معالجة هذه الافة الاجتماعية .
ونحن في هذه المرحلة بأمس الحاجة لمثل هذه
الورش لأننا مقبلين على مرحلة صعبة ولدت نتيجة تراكمات سياسية خاطئة نتج عنها
ضحايا واحتلال مدن وخطابات متشنجة سببت بدمار العراق.
الشيخ محمد العيداني رجل دين وناشط مدني احد
المشاركين في هذه الورشة خاطب رجال الدين بالعمل على التأكد من المعلومة قبل نشرها
لتكون الدقة عالية في نقل اي معلومة مهما كانت لأن رجل الدين هو الاكثر تأثيرا في
الافراد وعلينا كرجال دين ان نكون معتدلين نعمل بما اوصانا به اسلامنا الحنيف بحقن
الدماء وبث روح التسامح التي اسسها نبينا نبي الرحمة وال بيتة وصحبة,
مشاركتي في الورشة تأتي من باب الحرص على ان
نكون مساهمين بتدريب الاخرين لأعداد فرق مثقفة معتدلة ترصد وتنبذ كل الحالات الشاذة التي من شانها ان
تسيء لسمعة الانسان والاسلام . كون رجال الدين هم الاكثر تأثيرا وهم الصوت المدوي
في المجتمع ويجب ان نعمل مع المرجعية الدينية على ان يكون المنبر الديني مركز
اشعاع لرفض الخطاب المتطرف مهما كان نوعه او قائلة وطالب الشيخ العيداني : "على الجهات
المعنية في رئاسة الوزراء والبرلمان تشكيل لجان معتدلة وقانونية لمراقبة ومحاسبة
الخطباء والدعاة والائمة والمؤوسسات
الدينية التي تخرج عن نطاق الانسانية فتكون ذا تأثير سلبي وخطاب متشنج يمكن ان
يصنع الكوارث في بلدنا الحبيب.
لا يختلف اثنان على ان ما حصل في العراق من
دمار وقتل على الهوية جاء نتيجة انتشار الخطاب المتشدد الذي عمل علية اصحاب
المصلحة الشخصية والمنفعة الدنيوية فولد كوارث انسانية راح ضحيتها الابرياء تاركين
افواجاً من الارمال والايتام\\ انتهى.