تمثلات الاعلام البترولي من خلال الخطاب الادبي
م.م.حيدر علي كريم الاسدي
باحث واكاديمي عراقي
حينما نتحدث عن الاعلام البترولي او الصحافة النفطية فلا نعني بذلك ما تبثه الميديا وتشتغل عليه منظومتها التكنولوجيا ، بل هناك صحافة بترولية غير مباشرة ، متمثلة بما يكتب من نصوص على مستوى التأليف والتنظير والطروحات الفكرية التسويقية بهذا الصدد، فعلى المستوى الادبي في الوطن العربي فقد عرضت شركة سينمائية أوروبية على الروائي أحمد المغلوث في خطاب أرسلته له رغبتها في تحويل روايته (أرض النفط) الصادرة عن دار الكفاح للنشر في العام 2009، إلى فيلم سينمائي، لما تتميز به الرواية من معلومات عن مرحلة مهمّة من تاريخ المملكة السعودية. كما أن التحولات التي أحدثها النفط في مفاهيم أبناء المنطقة لم تغب كثيرًا عن منظومة الأدب وحتى الدراسات العلمية فهناك العديد من البحوث تناولت هذا الشأن ومنها (روايات عبدالرحمن منيف وتركي الحمد، ومؤلفات غازي القصيبي، وعبدالله المدني مثالًا) ففي الكويت مثلا أعلنت مؤسسة البترول الكويتية عام 2014 عن إصدار قصة نفطية جديدة للأطفال بعنوان (من حقل برقان إلى موانئ اليابان) من تأليف الدكتورة زهرة أحمد علي تتناول نشاط الاستكشافات البترولية والحفر والانتاج بهدف غرس الثقافة النفطية وأن اصدار القصة يأتي في اطار مشروع نفطي يسعى إلى غرس الثقافة النفطية لدى الجيل الناشئ وتعريفه بالثروة الوطنية النفطية للكويتي وتم تأليف قصص نفطية أخرى مثل (حكاية نفطان) وشخصية نفطان ابتدعتها مخيلة الفنانة الكويتية غادة الكندري خلال تعاونها الأول مع مؤسسة البترول الكويتية لإصدار أول قصة نفطية للأطفال حول النفط بعنوان حكاية نفطان في العام 2002. وثمة نصوص سردية تتشابك مع موضوعات مشابهة ، مثل مجموعة (الهاجس والحطام) لسليمان الشطي التي تحلل حياة الكويت ما بعد النفط والحنين إلى كويت الماضي، وهناك الشاعر السعودي عبدالواحد الزهراني الذي تحدث عن صورة الخليجي السلبية في العالم بسبب البترول في قصيدته (البترول) ولا ننسى خماسية عبد الرحمن منيف (مدن الملح) التي قدمت رؤيتها الروائية لمرحلة معينة من التاريخ والاقتصادي والسياسي والاجتماعي بتفاعلاتها المتعددة الأبعاد وكيف كان النفط بطل التحولات في ذلك التاريخ. وبهذا الصدد لابد من التأكيد على ان منيفاً درس اقتصاديات النفط، ونال درجة الدكتوراه فيها، وعمل كخبير في هذا التخصص، في سوريا والعراق، وفي بغداد رأس تحرير مجلة النفط والتنمية. هذا الأمر أتاح له معرفة تفاصيل دقيقة عن الصناعة النفطية وهذه المعرفة المعززة بالتجربة جسَّدها في (مدن الملح)، التي بدأ فيها عارفًا بتقنيات النفط، واثرها على الحياة الاجتماعية في الجزيرة العربية. وعلى الصعيد العربي هناك كتابان مهمان في الاعلام البترولي هما كتاب (الإعلام البترولي في الوطن العربي) للأستاذ عبد الله بدران وكتاب علي خليل كتاب حول (الاعلام البترولي) عن دار اسامة للنشر عام 2018 ، وبهذا أسس الباحث والاديب العربي لمفهوم الاعلام البترولي في ادبياته وخطاباته ونصياته ، مما يعكس اهمية وضرورة الاهتمام بتوثيق هذا النتاج الذي يفضي لتأشير نزعة الاديب للاهتمام باقتصادات بلدانه وبخاصة الثروة النفطية الهائلة التي نباهي بها اقتصاديات بلدان العالم اجمع.