قوةُ السعادةِ من روائع الادب الإنكليزي ترجمتها للعربية زهراء عباس باجي \ جامعة البصرة
قوةُ السعادةِ
لقد كنتُ واحدةً من اكثرِ
الناسِ تعاسةً بينَ الناسِ الذينَ اعرِفهُم في حياتيِ. التعاسةُ كانت بِمثابةِ
جزءٍ من حياتيِ، حَتى إني لَم أستَطِع تَمييزَها مَن غَيرِها منَ الامورِ في ذلكَ الوقتِ.
ثُمَ، بَعدَ أكثرَ مِن أربعينَ سَنةً منَ العيشِ في تعاسةٍ تامةِ، كلُ شيءٍ تَغيرَ
فجأةً. افضلُ جزءٍ بالنسبةِ لي إنِ الحلَ كانَ بسيطاً. مِن خِلالِ تَغييرُ أمرٍ واحدٍ
في حياتيِ فَقط، لَقد مَررتُ بِالاكتئابِ الحادِ،
امٌ عزباءَ بدونِ عملٍ مُستمِرةً بِشُربِ الخمورِ، إلى إدارةِ اعمالِ شِركتي الخاصةِ
باِلنشرِ.
أتذكرُ اولَ مرةٍ
حاولتُ فيها الانتحارِ. حيثُ أسرعتُ إلى ألحمامِ باكيةً. فِتِحتُ خزانةَ الأدويةِ
وَ أخذتُ كُلَ الحبوبِ ألَتي بِمَقدوري إيجادُها وَ بلَعتها كُلَها. أنا كُنتُ فَقط
أريدُ أن أموت. أنا اصلاً لا اعتقدُ إني كنتُ
أعِرفُ ما كانَت كلمةُ إنتحار تعني، لأني كنتُ في التاسعة ِ مِن عُمريِ فَقط. وَلكِن
الشيءُ الوحيدُ الذي اعرفهُ بإن هذهِ الحبوبُ سَتُؤَدي بيِ الى اموتِ، لِأنيِ فَقط
أردتُ أن اموتَ.
لقد كانت الأولى مِن بينِ
عِدة مُحاولات إنتحار أُخرى على مرِ السنينِ ألَتي عِشتُها. الحبوبُ، قطعُ وريدِ الرسغِ،
الشنق. احدُ المراتِ، عِندَما كُنْتُ مُراهِقه، صَوبتُ المسدسَ نحوَ رَأسي، وَلكِن
والِدايَ عاداَ باكِراً إلى المنزلِ لِذلك أرجَعتُ المسدسَ إلى الطاولة ِالتي بجانبِ سَريريهِما
وَ ركضتُ إلى غُرفَتيِ. في بدايةِ سنِ العشرينَ،
تحولتُ الى شربِ الخمرِ. لقد مضيتُ فيهِ ولم يعد لديَ أيُ وضيفةٍ أو علاقاتٍ بينما
كنتُ مستمرةً بالتنقلِ. لقد تحولتُ من كوني مُفلِسةً مادياً إلى عاطلةٍ عن العملِ حتى
إني خسرتُ منزلي تحتَ الرهانِ. لقد مررتُ بمعاناةٍ معَ المِ الظهرِ مستمرةً بِتَحَجُجي بِمرضِ سرطانِ الثديِ. والتي
كانت هذهِ هيَ اوقاتي السعيدهَ فقط.
بعدَ مرورِ سنتينِ، واخيراً
قررتُ أن أُلاحِقَ حُلُمي بِأن اصبحُ روائيةً للقصصِ و الرواياتِ الخياليةِ التي
تُحاكي النفسَ ، ولقد فَعلتُها. أصبُ ما في نفسي الى كتبيِ، التي تباعُ بشكلٍ مُبهِرٍ.
بعد ذلكَ وَ في احدِ الايامِ كنتُ جالسهً على حاسوبيِ، مُستَعِدةً للبدءِ بكتابةِ
كتابي السادسِ، وبنفسِ الوقتِ لم اكنٌ اريد ذلك.
كنتُ مُتعَبةً، مُنهَكةً
و مُكتَئِبةً. لقد عملتُ بجدٍ لتحقيقِ حلمي بِأن اكون روائيةً. كنتُ حقاً قد عدتُ
الى تفكيريَ المظلمِ. لم أكن اصدقُ هذا. اعتقدتُ إنهُ هوَ، و وقعتَ في قنوطٍ عميقٍ. لقد كنتُ انامُ كثيراً، أحتَسي( الخمر)، و كنتُ
فقط أشعرُ بالخدر. لقد احتككتُ بالعالمِ بأفضلِ ما عِندي وَلكني بنفسِ الوقتِ كنتُ
اشعراشعرُ إني منبوذةٌ. كنتُ أُماً عزباءَ لفتاتينِ، لذلكَ الانتحارُ لم يكن
خياراً. لذا كنتُ أُصارِعُ الحياةَ بإفضلَ ما لديَّ، أخبرُ أحِبائي بِما يُريدونَ سَماعهُ
لِأنني لم أفهم حتى حقيقةَ الموقفِ.
درستُ وتعلمتُ عن قانونِ
الجذبِ لِسنوات، لكن احياناً كنتُ انساهُ بدونِ معرفةِ السببِ . بعدَ عدةِ اسابيعٍ
بدأتُ أضيفُ بعضَ الافكارِ إلى مُخيلتي مثل كَوني رِوائيةً هوَ ليسَ الشيءُ الذي منَ
المفترضِ فِعلهُ لِأصنعَ من نفسيِ شخصاً سعيداً.
كررتُ قَوليَ مجدداً، حَتى أُختُصِرَ ب" سَأجعلُ من نفسيَ سعيدةً، سَأجعلُ من
نفسيَ سعيدةً". عدتُ بأفكاريَ الى الاوقاتِ التي شاهدتُ وقرئتُ وأستمعتُ فيها
عشراتَ المراتِ الى السرِ وَ ما تقولهُ روندا
بيرن، "يَجِبُ أن تشعر بالرضِا".
أتضح لي بعدَ ذلكَ.
ماذا لٌو إنَ كل ما أردتهُ منْ كلِ شيءٍ إخترتهُ
كان ليس للحصولِ على الشيءٍ بحدِ ذاته ولكن لِأكون سعيدةً وأشعرُ بِالرِضا؟ حتى إنَني
لا أعرِفُ ما يعنيهُ هذا؟
لقد ادركتُ إني لم اعرفُ
كيفَ اكونُ سعيدة ً. بالطبعِ، لَديَّ لَحَظاتٌ
سعيدة ٌ، ولكن ليسَ بِالمعنى الحرفيّ للسعادةِ، لا. لِأنني أنا لم أخترها ولم أشعُر بها أصلاً. لذلك، كانت هذهِ
هي اللحظةَ التي قررتُ فيها إني بحاجةٍ إلى تَعَلُم كيفَ اكونُ سعيدةً، والوحيد
الذي يستطيعُ تعليمي هو نفسي.
لقد وضعتُ قائمة ًوكتبتُ
فيها عشرةَ اشياءٍ يُمكنها حقاً جَعلي سعيدةً و قررتُ إدراجُ هذهِ الاشياءِ في حياتي
اليوميةَ. ثم بعد ذلك الحياة اخذتْ مجراها الطبيعيِ و لم افعل ايً منهم، لكن كنت
لا ازال انضر الي القائمه كل صباح وافكر كيف سأقوم بهذه الاشياء حتى لو بمخيلتي.
وخمن ماذا حصل؟ بدأت
اشعر ب ال سعاده. لقد كنت اعانق الصباح بأعطاء افكار للاشياء التي تجعلني سعيدة بشكل
استباقي. اولاً، لقنت عقلي وجسدي كيف يكونان سعيدين، بدأت الاشياء السعيده تتجلى، ولاني
كنت اشعر بالسعاده، انا جلبت اشياء جميلة اكثر الى حياتي بصوره طبيعيه.
اتمنى أن اعود واخبر
نفسي ذات التسع سنين، " أنتي لا تحتاجين لاخذ هذهِ الحبوب لجعل الألم يختفي. يمكنكِ
جعل هذا الشعور البشع يذهب بعيدا. كل ما تحتاجينه هو كتابة قائمة السعاده وكل شيء
سيكون بخير. بل ستكون اكثر من بخير، ستكون النتائج عظيمه". ولكن لايمكنني
العودة للوراء. كل ما يمكنني فعله الآن هو مشاركة قصتي مع الاخرين واخبارهم بهذا،
بعد اكثر من اربعين عاما من التعاسه، كل هذا تغير في مرة واحده انا اصبحت اختلق لي
السعادة مسبقاً، وقانون الجذب تولى الباقي. اذا كان كل شيء مررت به هو لأيصال هذهِ
الرساله للعالم، اذا كل شيء كان يستحق العناء.
چيكو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية