• اخر الاخبار

    شجرة التفاح والفلاح قصة قصيرة ترجمه للعربية أمل فوزي مولى خضر\ جامعة البصرة



    شجرة التفاح والفلاح
    قصة قصيرة ترجمه للعربية أمل فوزي مولى خضر\ جامعة البصرة

    في سالف الأيام، عاش فلاح في قرية، بالقرب من غابة. كان عنده حديقة كبيرة فيها شجرة تفاح قديمة ونباتات وأشجار وزهور جميلة. عندما كان الفلاح فتى، أفنى معظم وقته في المرح مع شجرة التفاح. في تلك الأيام، منحته شجرة التفاح أحسن أصناف التفاح. غير أن ، مع مرور الوقت، أصبحت شجرة التفاح هرمه وانقطعت عن حمل الثمار.
    والآن حين لم يعد الفلاح يحصل على أي تفاح من الشجرة، عزم على أن الشجرة كانت بلا فائدة. لذا، صمم على قطع الشجرة واستعمال خشبها لعمل شيء من الأثاث الجديد. أدرك بما أن الشجرة كانت كبيرة وهائلة، لم يكن عليه علاجها، وستشكل أثاثاً رائعاً. غفل عن أنه كفتى قضى طفولته كلها يتسلق الشجرة ويتناول تفاحها.
    في هذه اللحظة كانت شجرة التفاح مسكناً للكثير من الحيوانات الصغيرة في الجوار. تضمنت تلك السناجب والعصفور ومجموعة هائلة ومتنوعة من الطيور والحشرات. حينما أخذ الفلاح فأسه وباشر بتقطيع الشجرة، أقبلت جميع الحيوانات الصغيرة تتعجل.
    بدأت جميع الحيوانات في الترافع مع الفلاح. احتشدوا حول الفلاح وقالوا: "رجاء لا تقطع الشجرة. كنا نتسلى معك حينما كنت طفلا اسفل هذه الشجرة. هذا هو منزلنا وليس عندنا مسكن آخر نذهب إليه".
    كان الفلاح عازما. حمل فأسه وحدثت الجلبة.
    صاح السنجاب: " رجاء لا تقطع وتحطم منزلي وأطفالي."
    صاحت الطيور الصغار مخاطبة: "رجاء لا تقطع عشي وتحطمه."
    صاح الجندب: "رجاء لا تقطع شجرة التفاح."
    لكن الفلاح غفل عن طفولته وأصدقائه من الحيوانات. بدأ بتقطيع الشجرة بقوة. أصبحت جميع الحيوانات الصغيرة فاقدة للأمل، وأرادت حراسة شجرة التفاح بأي ثمن.
    قالت الحيوانات الصغيرة، "سننشد لك حينما تبتعد في الحقول. سنهتم بولدك الصغير. لن يبكي، بل سيكون مسرورا فرحا. ستحب أناشيدنا ولن تحس بالتعب."
    غير أن نداءهم للمساعدة سقطت على مسامع صماء. بالرغم من كل مساعيهم، مضى الفلاح في قطع الشجرة.
    على حين غرة، لمح شيئا لامعا. حين. أمعن النظر فيه، علم أنه خلية نحل، مليئة بالعسل. أخذ القليل ووضعه في فمه. افاق مذاق العسل الفتى الصغير فيه. لوهلة، عادت ذكريات طفولته بسرعة. مذاق العسل جيدا لدرجة أنه يطلب المزيد. جلب له الشعور بالفرح. أبتسم وصرخ مندهشا: "هذا طعمه رائع."
    بعد فهم التغيير في موقف الفلاح، تكلمت الحيوانات الصغيرة بانسجام: قالت النحلة، "سأمنح لك دائما العسل الذيذ." قال السنجاب، "سأقاسمك أي كمية من المكسرات التي تريدها." صاحت الطيور، "سنغني ما شئت من الأغاني."
    أخيرا، أدرك الفلاح حماقته، والقى بفأسه. لقد عرف أن الشجرة كانت مسكننا للكثير من الحيوانات الجميلة التي زودته بأشياء عديدة. شاء أن يحظى ولده الصغير على طفولته.
    أدرك الفلاح أن شجرة التفاح لم تكن غير مثمرة. الفتى الصغير أنقذ شجرة التفاح.
    ألقى الفأس بعيدا وقال للمخلوقات الصغيرة، "أعد بأنني لن أقطع هذه الشجرة. لقد علمت خطئي ويمكنكم جميعا الآن العيش في طمأنينة وانسجام."
    شكرت الكائنات الصغيرة النحلة بكثرة. لو لم يكتشف الفلاح خلية النحل، لكانوا قد أصبحوا مشردين حتى هذه اللحظة. مضوا في العيش بسرور في شجرة التفاح القديمة.
    العبرة: كل شيء حي في الطبيعة له نفع: لا يجب أن ندمر أي كائن حي.

    ___________________________________________

    أمل فوزي مولى خضر\جامعة البصرة\كلية التربية للعلوم الإنسانية\ قسم اللغة الإنكليزية\ المرحلة الرابعة


    ad728