• اخر الاخبار

    المملكة العراقية .. تأسيسها ، نشأتها و السقوط ........ بقلم :فرح الطه

    انطلاقاً من مبدأ فهم الحقيقة و التاريخ و بعيداً عن تمجيد العهد الملكي في العراق إلا انني و بعد دراسات عديدة أرتأيت ان نتطرق بالحديث " للعهد الملكي .. العهد الذهبي في تاريخ العراق" و نذكر هنا رأي د. علي الوردي الباحث في علم الاجتماع " نحن لا نعود للماضي لجماله، ولكن لبشاعة الحاضر" حيث عُرِف العهد الملكي بتأسيسه نواة الجيش العراقي وبناء مؤسسات مدنية تخص التعليم والقضاء والصحة والادارة والزراعة، وبالرغم من ان بناء هذه المؤسسات جاء من اجل تحقيق المصالح الاساسية لسلطة الاحتلال البريطاني إلا أن تلك المؤسسات ساهمت بالتأكيد في اقامة دولة وادارات ومؤسسات لم يألفها العراقيون قبل تلك الحقبة ... و قد ساهم جيل العهد الملكي بولادة مجتمع جديد و دولة حديثة ذات نزعات قومية ووطنية ليبرالية ومحاولات لتشكيل نخبة مثقفة من ابناء المجتمع تأخذ بيد البلاد نحو الوحدة و الاستقرار و تعمل على نشر الوعي والروح الوطنية وبناء منظمة اجتماعية وثقافية و مؤسسات سياسية . تم تأسيس المملكة العراقية على اثر تداعيات الثورة العربية الكبرى للشريف حسين بن علي والد الامير فيصل و قد كان لديه طموح انشاء حكم العائلات المالكة في المنطقة لتولي زعامة دولة العرب ونقل نظام الخلافة الذي انهار في اسطنبول إلى احدى العواصم العربية و هي : ال سعود في نجد والحجاز كونها الاسرة الحاكمة في الاراضي المقدسة الاسلامية مكة والمدينة, والتي شهدت تاسيس نظام الخلافة العربي الاول على عهد الخلفاء الراشدين. والعائلة الهاشمية زعيمة الثورة العربية الكبرى في شمال الجزيرة والعراق ، والعائلة العلوية من سلالة محمد علي في مصر . و كانت المملكة العراقية الهاشمية أو المملكة العراقية أول حكم عراقي في العهد الحديث، بدأت رسميا بتعيين الملك فيصل الأول ملكا على العراق عام 1921م ، و ذلك رغم أن البلاد لم تنل الاستقلال إلا بعد عام 1932 لتكون من أوائل الدول العربية التي استقلت عن الوصاية الأوروبية، وتحديدا الانتداب البريطاني. المملكة العراقية الاولى ... تمثلت بزعامة الملكين فيصل الاول وغازي الاول و كانت هذه الفترة هي فترة تأسيس الدولة العراقية وبناها التحتية بحق، وامتازت بالنزعة الوطنية والطموح لبناء دولة تستحق ان تكون عاصمة للخلافة بعد سقوطها في تركيا، و قد تنافست مع الاسرة العلوية في مصر والاسرة السعودية في الحجاز. و من اهم اهداف هذه الدولة تحقيق الوحدة مع الولايات العربية المنحلة عن الدولة العثمانية والتي تشكلت منها دولا حديثة بلا قدرة على الاستقلال، وقد عرف الملك فيصل الاول برجاحة عقله ودبلوماسيته وابتعاده عن المواقف الحادة في سياسته الداخلية والخارجية خصوصا مع الانجليز، الا ان توجهات الملك غازي الاول 1933 – 1939 الوطنية والصارمة ومن ثم وزارة رشيد عالي الكيلاني باشا 1941 المناهضة لبريطانيا كان لها الأثر الأوسع لدى الشارع العراقي الذي أصيب بإحباط كبير عند دخول الجيش البريطاني وإسقاط الحكومة بغية تنفيذ استراتيجيات الحرب العالمية الثانية في العراق والمنطقة . اما المملكة العراقية الثانية : فهي تتمثل في مرحلة ما بعد خروج القوات البريطانية و بدأت بتشكيل الوزارة من قبل نوري السعيد باشا وهو المعروف بحنكته وبوطنيته وحبه للعراق وولائه لحكومة " صاحب الجلالة " البريطاني ، عاقدا العزم على تأسيس حلف يضم الوصي على العرش الأمير عبد الإله الهاشمي وبعض مراكز القوى من الوزراء والشخصيات التي تمثل الطوائف والأعراق المختلفة. و من الجدير بالذكر ان المملكة العراقية مرت بظروف قاسية بل و قاهرة منذ تأسيسها وذلك بسبب النشأة الفتية للدولة والقوى الدولية الطامحة للسيطرة على مقدراتها والهيمنة عليها و في مقدمتها بريطانيا. نهاية الحكم الملكي في العراق ... تشابكت مجموعة من العوامل الداخلية والإقليمية والإستراتيجية في لعب دور كبير في تهيئة الظروف المؤاتية للإطاحة بالنظام الملكي، اهمها تكمن في أن الحكم الملكي كان يثق بالجيش العراقي و لذلك حرص بشكل كبير على ابعاده عن النزاعات السياسية إلا أن هذا الجيش يحمل بين جنباته نقيضين يتمثلان بالنزعة الوطنية من جهة وضباط كانوا يريدون السلطة بأي طريق ولو بالاستلاب وبناؤهم النفسي لم يكن محصنا تتضح آثاره بالإبادة البشرية البشعة التي وصلوا بها إلى السلطة وتخريب الدولة المدنية وانهاء الإرادة العامة و ذلك تبعاً لإرادة هذا الضابط او ذاك، و في صبيحة الرابع عشر من تموز 1958م تحركت ثلة من ضباط الجيش، بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم والعقيد عبد السلام عارف والنقيب عبد الستار العبوسي والمكلفين بواجب الدفاع عن الحدود الغربية واعتقلت الضباط الذين رفضوا الحنث باليمين الذي اقسموه والتمرد العسكري وأثناء مرورهم بالطريق الذي يمر من مقابل قصر الرحاب أبادوا العائلة المالكة نساء ورجالا واستلبوا السلطة ليتم الاعلان عن تأسيس الجمهورية العراقية في حركة اختلف المؤرخين في تسميتها ما بين الأنقلاب و الثورة.


    المقالة تعبر عن رأي الكاتب وليس راي الوكالة ..
    ad728