الاعتداء على كوادر الجيش الابيض ( اسبابه، نتائجه و معالجته .... )
بقلم : فرح غارس عدنان
برزت ظاهرة الاعتداء على كوادر الجيش الابيض و بقوة في الساحة العراقية بعد عام ٢٠٠٣م و كان من ابرز اسباب ظهورها : هو انعدام الانظمة و القوانين التي تحكم البلد و التسيب و انعدام العقوبات و الاجراءات المتخذة بحق اولئك المعتدين، كذلك عدم القدرة على الوقوف بوجه اولئك الذين ينتمون لجهات معينة تمكنهم من التصرف بالطريقة التي تناسب اهوائهم الشخصية، و من الاسباب ايضاً هو ازدياد ظاهرتي الجهل و التخلف اللتان تحكمان نسبة غير قليلة من افراد الشعب العراقي في ظل الأزمات السياسية و الاجتماعية و الصحية و الثقافية التي عاشها العراق طوال الاعوام المنصرمة، حيث يعتقد ذوي المريض بأن ازدياد معاناة مريضهم او حتى سبب وفاته ناتج عن تقصير من الطبيب و اهماله، علماً ان وظيفة الطبيب هي متابعة حالة المريض لعله يشفى بأرداة الله ( فإذا مرضتُ فهو يشفين ) . و من الضروري هنا ان نبين ان شريحة الاطباء في العراق هم من الخريجين ذوي المعدلات العالية، حيث يقضي الطبيب من ( ٤ _ ٦ سنوات ) اثناء فترة الدراسة و التدرب في المستشفيات على تشخيص و معالجة الحالات المرضية، كذلك التدرب على استخدام معظم الاجهزة الطبية، يستغرق بعد ذلك حوالي ( ٤ _ ٨ سنوات ) لاكمال الاقامة و التدرج الطبي و الحصول على الشهادات العليا كالدبلوم العالي و الماجستير و الدكتوراه، بعد كل هذه السنوات الطويلة في الدراسة و تقديم الخدمات للمجتمع و العمل لمدة ٢٤ ساعة يوميا كذلك الخفر في المستشفيات، لا يتقاضى الطبيب العراقي سوى ما يتراوح بين الـ ( ٧٠٠ _ ١٠٠٠ دولار امريكي شهرياً) بينما يتقاضى خريجي الكليات الطبية الجدد في الخليج ما يقارب ( ٢٠٠٠ الى ٧٠٠٠ دولار شهرياً )، و كانت هذه الرواتب القليلة قياساً الى ما يقدمه الطبيب من خدمات في المستشفيات و المستوصفات و العيادات، كذلك التهديدات التي تصل في كثير من الاحيان للتصفية و القتل و التعرض للضغوطات في العمل سبباً لهجرة نخبة كبيرة من الاطباء العراقيين لخارج العراق، مما ادى لحصول نقص كبير في الكفاءات و تراجع اكبر للمستوى الصحي بين كافة ابناء الطبقة الضعيفة و المتوسطة من ابناء الشعب العراقي . علما ان الطبيب العراقي هو الموظف الوحيد في الدولة الذي يعمل بدوام كامل بينما ينهي اغلب موظفي الدولة ساعات دوامهم بحوالي الساعة الثانية و النصف ظهرا او يعملون بنظام المناوبات . و من هنا و لمحاولة معالجة هذه الظاهرة التي تصاحب في معظم الاحيان تخريب و تكسير للأجهزة الطبية الموجودة في المستشفيات تلك التي يعاني العراق نقصاً حاداً في توفرها، ندعو لفرض عقوبات صارمة جدا بحق اولئك الذين تسول لهم انفسهم الاعتداء على الكوادر الطبية و عرقلة ادائهم لوظائفهم الانسانية، و كذلك تقديم النشاطات و البرامج الثقافية و التوعوية لزيادة الوعي الثقافي بين كافة شرائح المجتمع، و للتأكيد حول اهمية و احترام و تقدير الطبيب صاحب المهنة الانسانية الذي يقضي سنوات حياته في التضحية و الدفاع عن اعمارنا و اجسادنا، لا سيما بعد اجتياح فايروس كورونا للعالم و العراق و تضرر نسبة كبيرة جدا من الاطباء و وفاة و خسارة الكثير منهم .