اللغز الروسي.. ضوء يُنير العَالم
الاكاديمي \ مروان سوداح
روسيا ليست ضمن الدول التي تعاني من جائحة كورونا حد التقهقر اقتصادياً وسياسيا أو اجتماعياً كما هو واقع مجموعة من الدول التي في مقدمتها الغربية، التي ضربها الوباء فأضعف حكوماتها وشعوبها من دون إشهار السلاح أو إعلان الحرب.
تُحيّر روسيا العالم في كل شيء: ابتداء من ريادتها الفضاء الواسع ونجاحاتها التي لا تنتهي في عوالمه، إلى نبوغ مواطنيها بخاصة الشباب منهم في العلوم المختلفة، وكذا تقنياتها العسكرية المذهلة التي يتلاحق الجديد فيها إثر الجديد، ويتابعها شباب العرب وشِيبهم بمشاعر جُلها العزَّة والمحبة والإكبار، إلى اجتذابها الشعوب لِمِثَالِهَا الناهض وسياسة ربّانها – الزعيم العالمي فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين، الذي يُضرب المَثل بِبُعدِ بصيرته وصلابته الروحية وصلادته السياسية، ناهيكم عن ذكائه الحاذق وحكمته في التفكير العقلي السليم وإدراكه الفوري المواقف المعقَدة وخلفياتها المكتومة.
ومن أجمل ما قِيل في الحِكمة والذكاء، الذي ينطبق على القائد بوتين، قول الشاعر ( طرفة بن العبد).
:
إذا كنت فى حاجةٍ مرسلاً :. فأرسل حكيماً ولا توُصهِ
وإن باب أمر عليك التوى :. فشاور لبيباً ولا تعَصـهِ
نتعاطف مع روسيا زعيماً ودولةً وشعباً لأجل استقرار حالات الإصابة بجائحة كوفيد-19. فبالنظر إلى الأيام المطوية، تنهض روسيا كماردٍ بعدما خطفت بنجاحاتها نشرات الأخبار وتعليقات المُعلّقين المُنبهرين بانتصارها على الوباء اللعين، من خلال إعلانها المفاجىء عن تصنيع عُلمائها دواء قاصماً وقاضياً على الوباء الخطِر، وباتراً بسيفها البتار روحه، وقد أكد ذلك مُجدداً رياديتها العلمية والعملية في تقديم الخير للإنسانية، فروسيا كما كانت ما زالت تقضي على كل عدو يرفع راية العدوان عليها، لينتهي به المطاف بالاضمحلال والذوبان وكأنه لم يكن على وجه هذه الكرة الأرضية، ولينتهي في تاريخ البشرية وعالم الكتب وذاكرة الإنسانية.
العَالم العربي من محيطه إلى خليجه مبهور اليوم لكل جديد ونافع ينبع من موسكو، عاصمة المَعمورة ومَهوى قلوب العرب عبر العصور والألفيات، ليضيء العالم بمصابيحه البراقة الجاذبة ومنقذاً هِبة الحياة المقدسة التي تحرص موسكو عليها حرصها على كل مواطن من مواطنيها، الذين ورثوا مواهب النصر والنجاح كابراً عن كابر، بحرص ورعاية القائد بوتين لمواصلة تعبيد سبُل المجد الروسي الذي سيبقى متألقاً وجاذباً العرب صوب موسكو، وما طريق "أرباط" التاريخي المُستقيم الذي لا اعوجاج فيه إلا واحداً من مَعَالِم الثقة المتبادلة الباقية إلى أبد الدهر بين الشعوب العربية والأمة الروسية المتعددة القوميات والأجناس، والمنصهرة في بوتقةِ الوِحدةِ والوطنية والأممية بطبعها وطبيعتها المُحبّبة، وبتركيبتها الروحية والسيكولوجية الطافحة بالبساطة والمتآخية مع الآخر، وبمراميها الكونية الشريفة وعقليتها المتميزة والمتفتحة على كل جديد وصديق، فهي أمة تقع في تضاد كامل مع عالم الهيمنة على الإنسان وعينه وعقله.
وفي هذا الاتجاه، وتأكيداً على دور روسيا القيادي في العالم وله، قال مدير عام (صندوق الاستثمارات المباشرة) الروسي كيريل دميترييف، كلمات عميقة المعاني صَدّعت أدمغة الأعداء، إذ أكد أن اللقاح ضد كوفيد-19، يجري تصنيعه بشكل جيد، وبفضل العُلماء الروس والبُنية التحتية الروسية قد ينُجز قبل البلدان الأخرى، وها هو قد أنجز فعلاً وواقعاً، وبدأ العرب بتلقفه وتفعيل فاعليته وإنقاذ الأرواح من موت كاد يكون مُحقَقاً قبل النجاح الروسي بتقديم اللقاح على طبق الصداقة والمحبة للعالم بأكمله.
بهذا الدواء - الأُعجوبة المُنْتَج على يد نطاسيي روسيا المَهرة والحَاذقين، تصيب الدهشة العالم من جديد. فروسيا بقيت في المقدمة ترتدي تاج المجد، واستعادت مكانتها الريادية التاريخية في الطب وفي مراميها الإنسانية كذلك، وصارت بعض الدول العربية أول مَن يتسلم هذا الترياق – المُعجزة الشافي، تأكيداً على أن "أرباط" يُزهر في قلوب العرب كما في قلوب الأشقاء الروس.
شكراً روسيا.. شكراً بوتين العظيم.
صُحفي وكاتب أُردني، ورئيس رابطة القلميين العرب أصدقاء وحُلفاء روسيا
الأكاديمي مروان سوداح