المواطنة الرقمية في المدارس العراقية
بقلم: المدرس المساعد/ مهند خضير الزبيدي
أدى دخول التكنولوجيا واستخداماتها في كافة مجالات الحياة الى تسمية المرحلة الزمنية التي يعيشها العالم اليوم بالعصر الرقمي ولاسيما مع وجود الرغبة والقدرة والبنية التحتنية لتسهيل استخدامها مع جميع الفئات المجتمعية وفي كافة المناطق من الكرة الأرضية وربما تعد اكثر الفئات انجذاباً وتمسكاً بها فئة الطلاب في المدارس فهي بلا شك تستجيب لاهتماماتهم وتحقق رغباتهم.
إن مفهوم المواطنة الرقمية له علاقة قوية بمنظومة التعليم لأنها الكفيلة بمساعدة المدرسين والمعلمين عموماً وأولياء الأمور لفهم ما يجب على الطلاب معرفته من اجل استخدام التكنولوجيا بشكل مناسب فالمواطنة الرقمية هي اكثر من مجرد اداة تعليمية بل هي وسيلة لاعداد الطلاب للانخراط الكامل في المجتمع والمشاركة الفاعلة في خدمة مصالح الوطن عموماً وفي المجال الرقمي خصوصاً.
لذا لاشك اننا في حاجة ملحة اليوم الى تدريب طلابنا على اكتساب قيم المواطنة الرقمية و كذلك تمكينهم من ممارسة المهارات الحياتية المرتبطة بها سواء على المستوى الشخصي او المجتمعي لذلك يجب تدعيم الطلاب و تزويدهم بالمهارات المناسبة للتعامل مع المتغيرات التكنولوجية المختلفة و تاصيل عادات المجتمع و ثقافته و قيمة بما يمكنه من مواجهة الغزو الثقافي الفكري و الاخلاقي للعالم الافتراضي .
وتسعى المواطنة الرقمية لبث الروح في الإنسان ليكون مواطن رقمي فعال يقوم بعمله ويحترم القوانين والمسؤوليات والحريات ويستخدم التكنولوجيا بشكل منتظم وذكي لخدمة مجتمعه والناس من مواطني دولته.
لذا لابد من وضع الاستراتيجيات المناسبة لنشرثقافة المواطنة الرقمية بين جميع شرائح المجتمع لإعداد جيل رقمي صالح وفق برامج ومشاريع بدءاً بالأسرة وتمتد إلى جميع المؤسسات التعليمية والتربوية حتى نتمكن فعلاً من تعزيز حماية مجتمعنا من الآثار السلبية المتزايدة للتكنولوجيا مع تعزيز الاستفادة المثلى منها للمساهمة في تنمية مجتمع المعرفة وبناء الاقتصاد الرقمي الوطني .
ولكي تكون مواطناً رقمياً صالحاً عليك أن تحترم الآخرين وان تعلم نفسك وتتوصل مع الآخرين وان تحمي نفسك وتحمي الآخرين