• اخر الاخبار

    دار نشر اردنية تطبع كتاب لتدريسي في جامعة البصرة عن بلاد النهرين في المصادر الكلاسيكية



    البصرة\ ناظم المظفر

    صدر عن دار امجد للنشر والتوزيع في الأردن كتاب بعنوان (بلاد النهرين في المصادر الكلاسيكية.. زينوفون.. أريان.. بليني) للباحث المدرس المساعد خالد حمد العكيلي التدريسي في مركز دراسات البصرة والخليج العربي في جامعة البصرة
    وجاء الكتاب بواقع من ٣٠٨ صفحة وبرقم اعتماد دولي
    حيث يتناول هذا الكتاب المدة الواقعة بين عامي (539-126 ق.م) وذكر الباحث انه اختار هذه الفترة لانها فترة حرجة واستثنائية في حياة سكان بلاد النهرين، لانها مرحلة احتلال وهيمنة من قبل قوى كبيرة مجاورة ، فقد تعرض لغزو الفارسي الاخميني الذي تمكن من احتلال بلاد النهرين وانهزام الجيش البابلي امام الجيش الفارسي وسقوط مدينة بابل عام 539 ق.م بقيادة كورش دون مقاومة تقريباً تحولت معها بلاد بابل من دولة مستقلة إلى ولاية تابعة للدولة الاخمينية وفقدت استقلالها في السياسة الخارجية ، في حين أصبحت السلطة العسكرية والإدارية العليا بيد نائب الحاكم الفارسي ، ثم تعرضت لغزو جاء من الغرب الاوربي عن طريق اليونانيين  بقيادة الاسكندر الأكبر الذين غزوا الشرق وبسط هيمنتهُ على بلاد النهرين بالكامل وانهى الاحتلال الاخميني الفارسي  ، خلال هذه الفترة دوّن الكثير من الضباط اليونان  مجريات الاحداث التاريخية بشكل دقيق ومفصل ،على الرغم من بعض المبالغة في سرد الاحداث ، والاخطاء الجغرافية التي تعرضوا لها في وصف بعض المواقع والمدن اثناء مرافقتهم للحملات العسكرية ، ومنهم زينوفون ، وبطليموس وارسطوطاليس الذي نقل عنهم اريان  ، وأضاف العكيلي وذلك فموضوع كتابنا يكتسب أهمية كبيرة لكونهُ يضع تحت المجهر طبيعة هذه المرحلة وحيثياتها وابعادها ، ابتداءا في صراع الاخوة ارتحشتا وكورش الى غزو الاسكندر المقدوني .
    ومع ذلك فقد حاولنا من خلال هذا العمل المتواضع ان نسلط الضوء على طبيعة وحيثيات هذه الحقبة التي تعد من أهم الحقب الزمنية في تاريخ العراق القديم وان نضع هذا الموضوع في اطار محدد عارضينهُ بشيء من التفصيل حيث قسمنا بحثنا الى  ثلاث فصول  إضافة الى مدخل الى الموضوع ، حيث جزأنا عنوان الكتاب للحديث مع بعض التفصيل عن أجزاءه ،  فتكلمنا في التمهيد عن ماهية اسم بلاد النهرين والتسميات التاريخية التي اطلقت عليهِ ، ثم اشرنا الى أهمية موقعهُ الاستتراتيجي ومناخهُ وتاثيرات الطقس وتضاريسهُ مع تسليط الضوء على اهم الأنهار التي توجد فيهِ وانعكاس هذه الأهمية على جذب الاقوام المهاجرة اليهِ من مختلف الأماكن والاستقرار فيهِ ليكونوا بعد ذلك  حضارة بلاد النهرين ، بعد ذلك عرفنا المصادر الكلاسيكية ومفهومها لغوياً واصطلاحياً مع ذكر رواد المدرسة الكلاسيكية، والفصل الأول قسمناهُ الى عدة مباحث  تناولنا فيهِ المؤرخ والجندي اليوناني زينوفون ، فالمبحث الأول تحدثنا عن ولادته  ونشأتهُ ووفاتهُ  ، في حين بحثنا في المبحث الثاني  مؤلفاتهُ البالغة (12) مؤلف  وتعليمهُ على يد استاذهُ سقراط ، فقد واجهتنا الكثير من المصاعب في الحصول على المؤلفات باللغة العربية الا كتاب الانابابيس ( الصعود)  الذي قام بترجمتهُ الأستاذ فؤاد جميل والأستاذ افرام يعقوب  ، فقمنا بترجمة كتبهُ المتوفرة باللغة الإنكليزية بالاعتماد في الاعم على  ترجمة  هنري جراهام داكينز ( المترجم من لليونانية القديمة للانكليزية)  وبعض المصادر المساعدة الأخرى ، الا انا قمنا بالتركيز على المؤلفات التاريخية لاهميتها في مجال دراستنا ، اما يتعلق بالمبحث الثالث  فقد خصصناه للحديث كتاباتهُ عن بلاد النهرين ابتداءاً من انضمامهُ لحملة كورش وحملة العشرة الاف اغريقي مروراً برحلتهم الى بابل انتهاءاً بمقتل كورش والعودة الى اليونان مسلطين الضوء على اهم المواقع والمدن التي ذكرها في وصف بلاد النهرين، اما الفصل الثاني فقد تناولنا فيهِ الحديث عن المؤرخ الثاني في مجال بحثنا الا وهو المؤرخ  اريانوس  النيقوميدي ، وزعنا فيهِ المباحث الى اربع ، خصصنا الأول منه بالحديث عن ولادتهُ ونشأتهُ ووفاتهُ  ، اما المبحث الثاني فتم الحديث عن مسيرتهُ التعليمية مع استاذهُ ابكتيتوس ومؤلفاتهُ البالغة (8) مؤلفات ، واشهرها كتاب الانابابيس ( تفاقم المرض)   بالإضافة الى مصادر كتاباتهُ ، وعلى الرغم من ندرة وعدم وجود هذه المؤلفات باللغة العربية ، قمنا بترجمتها واستخلاص فحوى هذه الكتب ، الا انا ركزنا على الكتب التاريخية مع الإشارة الى تفاصيل الكتب المتبقية في الهامش ، المبحث الثالث ركزنا فيهِ على استعدادات الجيش المقدوني وبداية الحملة العسكرية على الشرق  ، اما الرابع وهو الأهم في مال بحثنا تناولنا كتاباتهُ عن حملة الاسكندر المقدوني الى بلاد النهرين ووصفهُ للطريق والتحديات التي واجهت الاسكندر ، مع الحديث عن القبائل المشاركة في الحملة مروراً بمعركة كوكميلا وانتهاءاً بدخول بابل وهروب دارا الثالث ومقتلهُ على يد معاونيهِ .
    الفصل الثالث خصص للحديث عن المؤرخ الروماني بليني الأكبر ، قسم الى ثلاث مباحث الأول يتناول حياتهُ ونشأتهُ ووفاتُه ، بالإشارة الى مصدر المعلومات وهو بليني الأصغر (ابن اخيهِ وابنهُ بالتبني ) الذي دون كتابات عمهُ ، اما المبحث الثاني فتحدثنا فيهِ عن مؤلفهُ الوحيد الذي عثر عليهِ ، حيث قدت جميع مؤلفاته الا كتاب التاريخ الطبيعي الذي يتكون من (36) جزاً تناول فيهِ مختلف العلوم السياسية التاريخية والجغرافية والطبية وغيرها ، المبحث الثالث  نتكلم عن وصف بلاد النهرين كما ورد في كتابهُ السادس  من التاريخ الطبيعي ، من حيث المدن والقبائل والمواقع والانهار والجبال على الرغم من ان هناك تسميات لاتوجد على ارض الواقع الا اننا حاولنا قدر المستطاع معرفة مايقصدهُ بليني .


    ad728