مبادرة السلام الصينية.. تجسّد المصير المشترك للبشرية جمعاء
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
مبادرة السلام الصينية.. تجسّد المصير المشترك للبشرية جمعاء
بقلم: عبد الحميد الكبي*
*تعريف بالكاتب: كاتب مُعتمد في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية بالجزائر، ومستشار رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاّب العرب أصدقاء وُحلفاء الصين للشؤون اليمنية، ورئيس رابطة أصدقاء طريق الحرير الصيني في اليمن.
انطلاقًا من الأرضية السياسية الثابتة ومبدأ المصير المشترك للبشرية جمعاء، والتمّسك بالانفتاح والتسامح والسلام لِما تقدمه جمهورية الصين الشعبية للعالم أجمع ، وفي ظل جهود مشكورة وحرص فعّال للصين تجاه (الشرق الأوسط)، طرح مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني الرفيق / وانغ يي مبادرة صينية من خمس نقاط لتحقيق أمن واستقرار المنطقة.
تركّز هذه المبادرة التاريخية على الدعوة إلى الاحترام المتبادل بين دول (الشرق الأوسط)، والالتزام بالعدالة والانصاف، وعدم انتشار الأسلحة النووية، والعمل سويًا لتحقيق الأمن الجماعي، وتسريع وتيرة التنمية والتعاون.
تتقدم الصين بهذه المبادرة من منطلق الحرص على آمن المنطقة الاوسطية، ولهذا هي تحمل رسائل هامه لضمان الاستقرار وتحقيق السلام فيها، استنادًا على ساسة راسخة تحترم سيادة واستقلال دول (الشرق الأوسط) وسلامة أراضيها، ولاستكشاف الطرق التنموية التي تتوافق وتناسب ظروفها الوطنية وإرادتها المستقلة، وللتأكيد على رفض أي تدخل خرجي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة مهما كانت الحجة. فالهيمنة مرفوضة وفرض شروط مسبقة لا يوافق عليه أحد.
تتطرق المبادرة الصينية بشكل واسع للصراعات في المنطقة، وللقضية الفلسطينية بشكل خاص، لإنها لب الصراع المستمر منذ عقود. ولهذا أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، استعداد بلاده لتوجيه دعوات إلى الفلسطينيين و (إسرائيل)، من أجل إجراء حوار بين الجانبين في الصين، وهو أمر أرى بأنه ضرور للبدء بتفعيل مفتاح السلام والأستقرار للشرق الأوسط، بالإضافة في ما يتعلق بالملفات اليمني والسوري، لضمان إيجاد الحلول السلمية، وإيقاف الصراعات وتحقيق السلام والاستقرار الدائمين.
ننتظر من الصين المضي قُدمًا من خلال هذه المبادرة التاريخية، في تحقيق المنافع المشتركة والمساهمة في صُنع السلام لشعوبها. فالصين أكبر شريك اقتصادي للدول العربية، وهي دول تساند الصين بسياساتها الثابتة ومواقفها التنموية والاقتصادية والإنسانية. والصين بدورها ومن جانبها، تحافظ أيضًا على هذا النهج لهذه السياسة الواقعية.
في التعاون الأبرز حاليًا بين الصين والعرب، هو التضامن في مواجهة جائحة كوفيد/19، إذ قدّمت بكين للعرب مساهمات بارزة من خلال طواقمها الطبية، وإرسلت اللقاحات للدول العربية، بينما المواقف العربية تساند الصين وترفض رفضًا قاطعًا للتدخل في شؤون الصين الداخلية، وقدمت دعمًا قويًا للصين في القضايا المتعلقة بشينجيانغ وهونغ كونغ.
تأتي هذه المبادرة الصينية في مرحلة سياسية مهمة، وتمثّل ركيزة في إتجاه مصير مشترك للبشرية جمعاء، تترجمها زيارة مستشار الدولة، معالي الوزير وانغ يي للمنطقة، استمرارًا للأجواء الإيجابية التي شهدها الاجتماع الافتراضي الوزاري للدورة التاسعة لمنتدى التعاون العربي – الصيني، الذي يُمثّل ركيزة أساسية في تعزيز وتطوير العلاقات العربية – الصينية عمومًا.