شكوك حول الوضع داخل “منشآت إيواء الأطفال المهاجرين” في الولايات المتحدة!
CGTN العربية/
ظلت الحكومة الأمريكية تتستر على الوضع الداخلي لمنشآت الإيواء التي تم فيها اعتقال عشرات الآلاف من الأطفال المهاجرين، حتى وقت قريب، وبسبب ضغوط الرأي العام تم الكشف عن بعض المعلومات واحدة تلو الأخرى لوسائل الإعلام. في الـ 24 من الشهر الجاري، قام وفد مكون من مسؤولين بالبيت الأبيض وأعضاء من الكونغرس الأمريكي بزيارة منشأة لإيواء المهاجرين في ولاية تكساس، كما سُمح لبعض الإعلاميين بمرافقتهم للمرة الأولى. ومع ذلك، كان المشهد الذي أطلعت عليه وسائل الإعلام هذه المرة يتناقض بشكل كبير مع الصور التي تم نشرها من داخل هذا المكان من قبل. أعرب بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن شكوكهم قائلين: “هل هذا وضع صممته الحكومة الأمريكية؟”
المساحة الخارجية “الواسعة” والأرضية “المليئة بالمهاجرين” في الداخل
تقع هذه المنشأة في مدينة كاريزو سبرينغز، في الصور المنشورة، يمكن رؤية الأطفال من المهاجرين أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية في منطقة واسعة في الهواء الطلق، وهناك كمية كبيرة من الملابس الجديدة في انتظار توزيعها، وتظهر الصور المنشأة مجهزة بعيادات وغرف الدرس وغرف الاستحمام، كما يوجد سريرين مزدوجين في مهجع نظيف لأربعة أشخاص. كل هذا يتناقض بشكل كبير مع الصورة التي نشرتها هيئة الجمارك وحماية الحدود بالولايات المتحدة في اليوم السابق. فالمنشأتان الواقعتان في مدينتين دونا وإل باسو بولاية تكساس كانا مكتظين وصاخبين، ولم يكن بوسع أعداد كبيرة من المهاجرين سوى التزاحم في مساحات صغيرة ولف ورق القصدير للتدفئة.
من أين يأتي التناقض؟
في الواقع، سُمح لكاميرا واحدة فقط بالدخول إلى المنشأة في ذلك اليوم، ولم يُسمح للصحفيين بالتحدث إلى أي من الأطفال، ولا تزال منشآت الإيواء الأخرى على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك لا تسمح لوسائل الإعلام بالدخول.
قالت قناة “ايه بي سي” الأمريكية: “الأجزاء التي يمكن للصحفيين رؤيتها تخضع لسيطرة الحكومة بعناية.”
وقالت روزا فلوريس، مراسلة في شبكة “سي إن إن” الأمريكية: “قدمنا طلبًا أيضًا، فقد قدمت شبكة “سي إن إن” عدة طلبات للسماح لها بدخول هذه المنشأة، لكن طلباتنا قوبلت بالرفض.”
وقال كاميلو مونتويا جالفيس، مراسل قناة “سي بي أس” الأمريكية: “ما زلنا ممنوعين من دخول منشأة الإيواء الحدودية. نعلم أنها مكتظة. نعلم أن هناك تقارير تفيد بأن الأطفال المحتجزين هناك لم يروا الشمس منذ أيام عديدة، ويمكنهم الاستحمام مرة واحدة فقط في الأسبوع، وعليهم أن يتناوبوا على النوم على الأرض لأن المنشأة مزدحمة للغاية.”
رواد مواقع التواصل الاجتماعي الأمريكيون: “عرض مسرحي زائف”!
يعتقد العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الأمريكيين أن الزيارة كانت مجرد عرض مسرحي هزلي وزائف، حيث سُمح للمسؤولين ووسائل الإعلام بالدخول “بعد تنظيف المكان، وإزالة الغبار، والإعداد المسبق”؛ “هذه الصور تم الإعداد لها مسبقا، ولن يتم عرض الوضع الحقيقي”. يقول البعض إنه تم اختيار هذه المنشأة فقط كأفضل مثال، “دعونا نلقي نظرة على منشآت الإيواء المكتظة. نحن بحاجة إلى الشفافية”. أشار بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن “الكاميرا الواحدة، تعبر عن منظور واحد، بيان واحد. لا يمكننا توقع الشفافية أو الدقة من تلك الصور.” أما بالنسبة لعدم السماح لوسائل الإعلام بدخول منشآت الإيواء الأخرى، “فهذه رقابة إعلامية خطيرة. من الواضح أنها تظهر لنا فقط كيف تبدو منشآت الإيواء الجيدة “.
قال مذيع فوكس نيوز شون هانيتي: “كل ما فعلته إدارة بايدن هو بدء حرب علاقات عامة، ومن أجل إخفاء حقيقة ما نراه، فإن ما يسمى بالشفافية ليس أكثر من هذا.”