نتقاسم جميعا لقاح كوفيد-19 وذلك فى عموده تركيز الصين.
الموقع الرسمي للسفارة الصينية في السودان
عن/صحيفة سودانيز فويز/Sudanese voice/
نتقاسم جميعا لقاح كوفيد-19 وذلك فى عموده تركيز الصين.
بقلم سعادة السفير الصينى لدى السودان, ما شينمين
فى السادس والعشرين من مارس 2021 وفى تمام الساعة السابعة مساء بتوقيت السودان هبطت فى مطار الخرطوم الدولى الطائرة التى تحمل فى متنها حزمة اللقاحات التى تبرعت بها الحكومة الصينية والمؤسسة العسكرية الصينية ضد كوفيد-19 وتم استقبال الطائرة فى المدرج وتم رشها بخراطيم المياه تعبيرا عن تحية الوصول, وتعد هذه ارفع انواع التحايا فى عرف الطيران, يسعدنى فى هذه المناسبة مشاركة الكبيرة التى تدفع بالعلاقات الصينية السودانية كل من عضو المجلس السيادى ورئيس لجنة الطوارئ الصحية تاور ووزير الصحة ونائب رئيس الاركان الفريق مجيد ووكيل وزارة الخارجية شريف وممثلين آخرين.
وكانت الصين هى الدولة الاولى التى قدمت لقاح كوفيذ-19 للسودان عقب مشروع منظمة الصحة العالمية الداعى الى تسهيل مهمة الحصول على اللقاح الدولى لفايروس كرونا, وذلك على الرغم من محدوديته وزيادة الطلب عليه فى البلاد, فإن الصين استطاعت ان ترسل اللقاحات للسودان مراعاة للحالة الطارئة ومساعدة للسودان حتى تتمكن من احتواء الفايروس, الصين حكومة وشعبا تقدم هذه للقاحات هدية لحكومة وشعب السودان فى هذه الفترة الحرجة مما يجسد عمق الصداقة بين الشعبين ويوضح ان الصين تثمن عاليا العلاقات الثنائية, وتعد المساعدات الصينية للسودان تعبيرا واضحا للاخوة بين الشعبين ونموذجا جيدا للشراكة الاستراتيجية. والامر الذى يعد اكثر اهمية هو ان الصين خطت هذه الخطوة الصلبة تشريفا للوعد الذى قطعه الرئيس الصينى شي جينبينغ بان يكون اللقاح منفعة عالمية عامة.
وعليه يمكن القول ان اللقاح الصينى سيجلب الفوائد الصحية للسودان, ومنذ اندلاع الفايروس فىى السودان تبادلا كل من الرئيسين الصينى شي جينبينغ والسودانى عبدالفتاح البرهان الرسائل, كما ان رئيسي الوزراء الصينى لي كيانغ ونظيره السودانى عبدالله حمدوك تحدثا عبر الهاتف, هذا الى جانب ان قادة البلدين رسما طريق للتضامن من اجل التصدى على الوباء, وقد عبر الشعب السودانى بعيد اندلاع الوباء فى الصين عن دعمه القوى للشعب الصينى, وفى مقابل ذلك ارسلت الصين فريق طبى من الخبراء للسودان عندما بلغ الواباء ذروته, وشمل الفريق 20 طبيبا من الاختصاصيين لمساعدة السودان فى محاربتها لكوفيد-19, كما قدمت الفرقة الطبية 17 دفعة من الدعم الطبى لعدد من قطاعات المجتمع السودانى, وفى ذات الاطار الصين نظمت لقاءات عبر الفيديو لنقل تجارب الاطباء الصينيين الناجحة لنظرائهم السودانيين, فى مجال الوقاية والتشخيص والعلاج, وفيما يتعلق بتزويد السودان باللقاح فمن المتوقع ان يسهم بفاعلية فى القضاء على كوفيد-19 ويبعث الامل والثقة فى الشعب السودانى ويمكنهم من التخلص نهائيا من فايروس كرونا, ولذا يمكن القول ان هذه المساعدات حققت انجازا جديدا فى تنفيذ ما تم التوافق عليه بين قادة شعبى البلدين من خلال الوحدة والتعاضد للتعاطى مع كوفيد-19, وبلاشك فإن هذه المساعدات ستكون بمثابة خط دفاع قوى لحماية السودانيين من خطر الفايروس, وايضا ستكون معلما بارزا للتضامن ضد الوباء, هذا الى جانب تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الصين والسودان.
جائحة كوفيد-19 هى احدى المهددات التى تواجها الانسانية, لذلك اللقاح الصينى خدمة للعالم, لذا نجد ان التعاون والتضامن من افضل الوسائل للسيطرة على الجائحة, وانطلاقا من مفهوم مجتمع الانسانية ذات المصير المشترك بذلت الصين جهود نشطة للتعاون العالمى من اجل ايجاد لقاح مضاد للوباء, ولما كان هنالك ايمان قوى بجعل اللقاح الصينى للمنفعة العامة, عزمت الصين على ترقية روح التعاون الدولى لتوفير لقاح كوفيد, ودافعت بصلابة من اجل التوزيع العادل للقاح, ولذلك قامت بتنفيذ عمل ضخم ومثمر لجعل اللقاح فى متناول اليد وبطريقة ميسرة سيما للبلدان النامية, وبذلت ما فى وسعها لتحقيق مبدأ ومفهوم بناء مجتمع الصحة للجميع, حاليا قدمت الصين اللقاح كمساعدات لعدد 69 دولة من الدول النامية التى فى امس الحاجة للقاح.
ايضا صدرت الصين اللقاح ل 43 دولة وتعاونت مع العشرات من الدول فى مجال بحث وتطوير وانتاج اللقاح, وقد انضمت الصين لمشروع منظمة الصحة العالمية تحت شعار العمل من اجل اتاحة لقاحات كوفيد, وعليه فقد باشرت الصين على تقديم الدفعة الاولي المكونة من 10 مليون جرعة للاستعمال الطارئ فى الدول النامية, كما ان الصين استجابت لمناشدة الامم المتحدةو حيث تبرعت ب 300,000 جرعة لقوات حفظ السلام العاملة فى افريقيا, ونحن على استعداد للعمل مع اللجنة الدولية للالومبيات لتقديم اللقاحات, ومن خلال فترة التعاطى مع كوفيد-19 دعت الصين الى ضرورة التوزيع العادل للقاح, كما انها شاركت اللقاح الصينى مع عدد من الدول النامية, الصين لاتسعى لاستغلال اللقاح لاغراض سياسية او تسعى لتحقيق مكاسب اقتصادية, بل هدفها الاساسى هو جعل اللقاح فى متناول اليد وبأيسر الطرق ولتكون منفعة عامة لجميع الشعوب, حيث قامت الصين كدولة رائدة وذات مسئولية بخطولت عملية للوفاء بما عليها من واجب من خلال النية الحسنة والعدل والنزاهة.
اللقاح الصينى نال ثقة المجتمع الدولى, الحكومة الصينية جعلت سلامة اللقاح وفاعليته ضمن اولى اولوياتها, اللقاح الصينى متطور من حيث البحوث التى تتطابق من الاسس العلمية والقوانين واللوائح الامر الذى مهد للتعاون الدولى لتوفير اللقاح, الادارة الوطنية للمنتوجات الدوائية وهى الجهة العليا المسئولة عن تنظيم الدواء فى الصين, قامت بإجراءات صارمة لفحص وتقويم اللقاحات المقترعة, وذلك قبل العرض فى الاسواق, الاجراءات التى طبقت تستند على الاسس والمعايير العلمية المتطابقة للمواصفات الدولية, حيث تم التحقيق من سلامة وفاعلية اللقاحات الصينية من خلال التجارب العلمية والسريرية, وبحلول 28 مارس 2021 حوالى 106.61 مليون جرعة خاصة بلقاح كوفيد-19 تم اعطائها فى الصين, وفى 14 مارس 2021 اكثر من 44 مليون جرعة من لقاحات سينوفارم تم حقنها فى العالم, وفيما يتعلق بمعدل الضرر الناتج عن اللقاح فقد بلغ واحد فى كل مليون, اقل من ضرر لقاح الانفلونزا الذى استخدم من قبل والذى بلغ معدل ضرره ثلاثة اشخاص فى كل مليون.
هذا يؤكد ان اللقاح الصينى آمن وليس لديه مشاكل, وايضا يمتاز بسلامة التخزين والاستعمال الجيد, كذلك تشير الاحصاءات الى ان التجارب السريرية التى تمت فى المرحلة الثالثة تؤكد فاعلية اللقاح بنسبة 80 فى المائة, بينما تلك التى استخدمت فى الإمارات العربية المتحدة تشير التقارير الى ان نسبة فاعليتها بلغت 86 فى المائة, وفيما يتعلق بفاعلية اللقاح فى علاج الحالات الحرجة اشارت التجارب الى انها بلغت 100 فى المائة, وعليه يمكن القول ان سلامة وفاعلية اللقاحات الصينية وجدت اعتراف من المجتمع الدولى, حتى الآن هنالك اكثر من 60 دولة اجازت استعمال اللقاحات الصينية, كما ان هنالك اكثر من رئيس دولة وحكومة استخدمو اللقاح الصينى, وقد شملت تلك الدول, مصر, تركيا, الإمارات العربية المتحدة, سيرليون, الغابون, غينيا الاستوائية وسيشل, واكد جميعهم ثقته فى اللقاح الصينى.
العلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين اثمرت عن تعاون ثنائى طبى متميز, وهذا العام شهد الاحتفال الخمسين لارسال اول فريق طبى لمساعدة السودان, وقد سجلت العلاقات الطبية بين الجانبين تاريخا جديدا وتطورا نحو الافضل وذلك من خلال المحافظة على التقاليد الجميلة الموروثة فى تعاوننا الصحى, الصين مستعدة للارتقاء بعلاقات التعاون الثنائى الطبى والصحى, وذلك عبر الامدادات الطبية والمساعدات الفنية الفاعلة, الى جانب التعاون من خلال تبادل التجارب والخبرات والاستفادة من تجربة تطور اللقاح الصينى والسعى لمزيد من التنسيق مع السلطات الصحية فى السودان, ايضا الصين سترفع من مستوى التعاون الصحى مع السودان, خاصة فى مجال بناء الفدرات وتشييد البنى التحتية للصحة العامة وسنعزز من دور فرقة المساعدات الطبية السادس والثلاثون المرسلة الى السودان, وعليه فإن مستشفيات الصداقة الثلاثة التى شيدتها الصين فى السودان والتوأمة بين المستشفيات الصينية والسودانية سيساعد فى تحقيق اعلى مستوى لادارة الصحة العامة.
وعلى قول الشاعر العربى جبران ” ما نعانيه من كارثة ستكون سببا لنجاح مستقبلنا” لذلك نحن على ثقة بان التعاون والعمل الجماعى والاستجابة من قبل المجتمع الدولى للتعاطى مع كوفيد-19 الى جانب الدعم المتبادل بين الصين والسودان وتضافر جهود السودانيين وتشجيعهم جعلنا نرى ضوءا فى آخر النفق الامر الذى سيعجل بالقضاء على الوباء مبكرا.