الصين بين التحرير والتاسيس والأزهار،الحزب الشيوعي الصيني وعصر النهضة
عبد الاله جبر المهنا
الكاتب عضو اتحاد الصحافيين والاعلاميين والكتاب العرب اصدقاء وحلفاء الصين
عندما تم الإعلان رسميا عن قيام جمهورية الصين الشعبية في الاول من اكتوبر 1949 ، هذا الحدث جاء بعد ثمانية وعشرون عاما من انعقاد المؤتمر التأسيسي الأول للحزب الشيوعي الصيني ، حيث كانت الصين عبارة عن اجزاء مقطعة كمغانم بين عدة دول ، ولكم أن تتصورا بلد مساحتة 9.6 مليون كم مربع مقسم بين الدول الطامعة ،فقد كان أول أهداف الحزب الشيوعي الصيني هي توحيد البلد بعد طرد المحتلين الغزاة الذين استباحوا الأرض والإنسان ،
كان الانسان ضائع،أجساد بلا ارواح بفعل تفشي المخدرات والافيون حيث كانت العامل الرئيسي في تدمير المواطن الصيني ،
مهمة غير سهلة ولكنها ليست مستحيلة وفعلا تم خوض حرب ضد الافيون وضد المحتل ،ونظرا للمساحة الشاسعة مع تعداد السكان الهائل وتنوعها القومي والجغرافي من غابات وسهول ومناطق جبلية وعرة وصحارى بالإضافة إلى سواحلها التي تمتد من بحر الصين الجنوبي إلى بحر الصين الشرقي،
وقد ورثت القياده الصينية بلدا مفككا نتيجة لإنهاء سيطرة السلالات ،ولكن الحزب قاد حملة تحرير الصين وتوجت بالنصر عام 1949 ،حيث خاضت الجماهير الصينية حروب التحرير ،وفي
الأول من اكتوبر 1949 أعلن الزعيم ماو سي تونغ قيام جمهورية الصين الشعبية،
واستمر الحزب بسياسة بناء الدولة والهيئات الاقتصادية والعلمية ،كان الشعب يعاني من الفقر والأمية مع ضعف الموارد الإقتصادية ودمار البنية التحتية بسب الحروب التي جرت خلال سنوات التحرير،
وتوجت نضالات الشعب الصيني عام 1978بطرح مبادرة الاصلاح والانفتاح ،
وانطلقت الصين انطلاقة جبارة وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد بالعالم
والأسرع نموا ، وخلال أربعين سنة ازدادت القوة الشرائية للمواطن الصيني ، وكان هناك أكثر من مليار مواطن صيني يعاني من الفقر قبل طرح مبادرة الاصلاح والانفتاح ،والآن تم القضاء على الفقر بالكامل وفق الخطة التي وضعتها قيادة الحزب الشيوعي الصيني ،حيث تم القضاء على الفقر وبعدد 937 مليون مواطن عام 2018 ، ارتفع دخل المواطن الصيني بشكل كبير ،مع ازدياد الوحدات السكنية حيث تم بناء وحدات سكنية خلال 40سنة يعادل مابنته امريكا خلال 200 سنة ،
ونتجة لما وصلت اليه الصين من ازدهار اقتصادي طرحت مبادرة الحزام والطريق لكون الصين أصبحت مركز التجارة العالمي، و شهدت بناء شبكة للسكك الحديدية والمطارت والموانئ ،واستمرت الصين 20 ترليون يوان صيني خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2019 ، قد شهدت الصين تسارع حضاري وإنجاز بناء 640 مدينة حضارية وكانت نسبة هذا التسارع بحدود 60% وفق الحضرنة و وفق الخصائص الصينية ،وقد رافق ازدياد المدن البناء العلمي والطبي والبنى التحتية ،وكانت هذه المدن قد ساهمت في دعم التطور المستدام للاقتصاد ، ومازال الحدث الأهم والأكبر هو انتشال 937 مليون فقير لغاية نهاية 2017، علما أن عام 2020 هو التاريخ الذي تم تحديده للقضاء على الفقر نهائيا
وبعد القضاء عليه أصبح الهدف هو توفير حياة رغيدة ،وهذه كانت من أولويات سياسة الحزب الشيوعي الصيني بقيادة الرئيس شي جين بنغ والذي كان يعرف جيدا مرارة الفقر حيث عاشه ولمس واحس بمعانته،
كانت جولات الرئيس شي جين بينغ في الاقاليم الصينية جعلته قريبا من مشاكل المواطن الصيني،
مما حدى بالقيادة الصينية إتخاذ قرار بناء المدن النموذجية في الأرياف وتمت مساعدة فقراء الفلاحين لتطوير الزراعة
حيث تم إنتاج محصولات زراعية وبكميات كبيرة جدا غطت الاستهلاك المحلي وكان هناك فائض بالإنتاج تم تصديره للخارج ،
ومن هنا أصبحت تجربة الصين بالقضاء على الفقر محط تقدير وإعجاب واستلهام للآخرين بالإضافة الى تجربة مكافحة الفساد
وقد شهد قطاع التربية والتعليم تقدم واسع وسريع ،وحسب توجيهات الرئيس شي جين بينغ ببناء دولة العلم والابتكار ، كان لدعم الحكومة المركزية والحكومات المحلية للتعليم الأثر البالغ في تطوره ،وكان يخصص مبلغ هائل من الميزانية لقطاع التعليم ،مما جعله يرفد كافة القطاعات الأخرى بالبحوث والابتكارات العلمية،
من الأول من أكتوبر 1949 إلى الأول من أكتوبر 2020 أصبحت جمهورية الصين من أكثر الدول من حيث الإبتكارات والاختراعات والبحوث العلمية في كافة المجالات ،
كانت إستراتيجية إدارة الدولة بعد الاصلاح والانفتاح ومبادرة الحزام والطريق جعل حياة المواطن أسهل مما كانت عليه ،
وكانت هناك منطلقات إستراتيجية للتنمية والبناء بالرغم من الظروف الصحية التي تمر بها الصين والعالم نتيجة لفايروس كوفيد19
وفعلا تم وضع ملايين الصينين في طريق الرفاهية ودعم المواطن الصيني دعما حقيقيا ،
وكانت من مميزات العقود الماضية هي مكافحة الفقر على مستوى العائلة الواحدة وصولا لكل المناطق والتجمعات السكانية
أن ما أنجزته الصين بقيادة الحزب الشيوعي الصيني يعتبر انجازا إعجازيا بكل المستويات قد لا تستطيع ان تنجزه امم اخرى خلال قرون .
تحية للحزب الشيوعي بقيادة أمينة العام الزعيم شي جين ومزيدا من التقدم والازدهار لجمهورية الصين الشعبية .