• اخر الاخبار

    التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي: المنفعة المتبادلة وتطلعات الشعبين

     

    CGTN العربية/

    تنعقد الدورة التاسعة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين لمنتدى التعاون الصيني العربي وندوة الاستثمار السابعة في الـ6 من أبريل الجاري في بكين، سيتمحور المؤتمر حول “تعزيز التكامل الاقتصادي ورفع مستوى التعاون” و”تحقيق التنمية في الاقتصاد الرقمي”، وذلك من أجل تعميق التواصل والتبادلات بين دوائر الأعمال الصينية والعربية للاستجابة بشكل مشترك للمخاطر والتحديات ومشاركة الازدهار والفرص.

    التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي يجلب فوائد ملموسة وهو ما يوافق تطلعات الشعبين

    تتمتع الصين بتاريخ طويل من التبادلات الودية مع الدول العربية، ومن بينها التعاون الاقتصادي والتجاري فهو الأقدم والأكثر نشاطا، ومن خلالها زادت رفاهية الشعبين.

    فإلى نهاية 2020، جذبت منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والصين (تيدا) 96 شركة وتخطت الاستثمارات الفعلية بها 1.25 مليار دولار أمريكي. ومع تجاوز المبيعات التراكمية 2.5 مليار دولار أمريكي، دفعت الشركات في المنطقة ضرائب ما يقرب من 176 مليون دولار أمريكي، ووفرت 4000 فرصة عمل مباشرة و36 ألف فرصة توظيف في الصناعات ذات الصلة.

    وتعد الصين أكبر مصدر للجزائر وشريك تجاري رئيسي لها منذ سنوات. هذا وقد أكمل البلدان بشكل مشترك العديد من مشاريع التعاون العملي، بما في ذلك مشروع القرن في الجزائر- الطريق السيار شرق غرب، والطريق السيار شمال جنوب، والمسجد الكبير في الجزائر والمركز الدولي للمؤتمرات، ودار الأوبرا في الجزائر العاصمة، والذي أصبح رمزا جديدا للصداقة الصينية الجزائرية.

    وفي ذات الوقت، ومن خلال خروج عدد كبير من رواد الأعمال والعمال الصينيين للاستثمار والقيام بالأعمال التجارية في الدول العربية، لم يكتفوا بتحقيق أحلامهم في الحياة فقط، بل شاركوا أيضا في تنمية الدول العربية وهذا ساعد الشعب العربي في سعيه نحو حياة أفضل بشكل أو بآخر.

    كشف استطلاع للرأي أجراه الباروميتر العربي في 6 دول عربية (الجزائر والأردن ولبنان وليبيا والمغرب وتونس) مدى شعبية الصين، فقد أظهرت النتائج أن المستطلعين يفضلون الصين بشكل عام، إذ يُنظر إليها بإيجابية بما يعادل النصف أو أكثر في 3 بلدان، هي الجزائر (60%) والمغرب (52%) وتونس (50%)، في حين أن الثلث أو أكثر ينظرون إليها نظرة إيجابية في لبنان (43%) والأردن (35%) وليبيا (34%).

    التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي يحقق نتائج ملحوظة

    في السنوات الأخيرة، وبفضل منتدى التعاون الصيني العربي ومبادرة الحزام والطريق وغيرها من الآليات، دخلت العلاقات الصينية العربية مسار التنمية السريعة، وتواصل التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين في التطور بشكل أعمق وأوسع، وأصبح الجانبان شريكين مهمين في التجارة والطاقة، حيث ينمو الاستثمار الثنائي بسرعة، ويتعمق التعاون في القدرة الإنتاجية ويتحسن مستوى الترابط باستمرار.

    وقعت الصين وثائق تعاون بشأن البناء المشترك لـ “الحزام والطريق” مع 18 دولة عربية، ويجري في إطار ذلك تعاونا مختلفا وفقا لخصائص تلك الدول. في عام 2020، وصل حجم التجارة بين الصين والدول العربية قرابة 240 مليار دولار أمريكي، وبقيت الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية. استوردت الصين 250 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية، ما يشكل نصف وارداتها الإجمالية للنفط الخام، وبقيت الدول العربية أكبر مورد النفط الخام للصين. استأنفت المشاريع الرئيسية للحزام والطريق في الدول العربية العمل بطريقة منظمة، واستمر الاعتراف الإقليمي بالمنتجات والتقنيات والمعايير الصينية في الازدياد، كما حلت الصين محل الاتحاد الأوروبي في عام 2020 وأصبحت الشريك التجاري الأول لمجلس التعاون الخليجي.

    فرص جديدة أمام التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي

    دخلت الصين مرحلة جديدة من التنمية وأصدرت الخطة الخمسية الـ14 للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية والأهداف بعيدة المدى حتى عام 2035. سيوفر نمط التنمية الجديد للصين فرصا جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي.

    خلال مقابلة في ختام جولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي في الشرق الأوسط والتي استغرقت أسبوعا وزار خلالها السعودية وتركيا وإيران والإمارات وعمان والبحرين، قال وانغ إن الصين ستعمل مع دول الشرق الأوسط في ربط استراتيجياتها التنموية بالتشارك في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية للاستفادة من الفرص التي يقدمها مسعى الصين لخلق نموذج جديد للتنمية.

    سيواصل التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي في تعميق التنمية عالية جودة، وتوسيع مجالات التعاون بشكل أكبر، وتركيز محتوى التعاون ليكون أكثر واقعية ودقة، حتى تفيد مكاسب التعاون المزيد من الناس وتحسين رفاهيتهم بشكل أكبر.

    ad728