خاص بشبكة طريق الحرير الصيني
بقلم: بهاء مانع شياع*
*تعريف بالكاتب: رئيس (المجموعة الرئاسية الأُولى للفرع العراقي للإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء #الصين، و عضو في الحزب الشيوعي العراقي/ فرع البصرة، ورئيس منتديات مستمعي #الاذاعةالصينيةCRI ومجلتها “مرافئ الصداقة”، ومجلة “الصين اليوم” العربية، وكاتب وصحفي ومحرر صحفي في وكالة #السندباد_الإخبارية العراقية، وعضو في #نقابة_الصحفيين العراقيين.
ثلاثة عشر عضوا في الحزب الشيوعي الصيني عقدوا مؤتمرهم التأسيسي الأول في شنغهاي وجياشينغ في يوليو عام 1921، وكان عدد أعضاء الحزب لا يتجاوز 60 عضوا في عموم الصين( ماو سي تونغ ، لي تا تشاو ، تشين دو شيو ،تشين غونغ بو ، تان بينغ شان ، تانغ غوا تاو، هي مينغ شيونغ ، لو شانغ لونغ ، دينغ شونغ شيا ، دينغ بيو ، لي هان جون ، شو فو هاي ، ليو رينج يغ ) هذه النخبة الوطنية الخيرة ، حيث اعلن عن تأسيس الحزب الشيوعي الصيني ، أخذ هؤلاء الرفاق على عاتقهم أن تكون الصين بلدا مزدهرا قويا وشعبا مرفها سعيدا بعيدا عن الخضوع لغير الصين .
وبالرغم من كل المحاولات لإجهاض هذا الوليد في مراحله الأولى إلا أنه قاوم واستمر بالكفاح والعمل من أجل أهدافه الخيرة ، أخذ الحزب بتوعية الجماهير الكادحة ومن مختلف المستويات بقومياتها المتعددة ودياناتها المختلفة ، حتى انضم الكثير لصفوف الحزب الشيوعي بعد شعور الشعب الصيني بأن الحزب خير من يعمل لأجل مصلحة الصين وشعبها .
في عام 1949 أعلن الزعيم ماو سي تونغ قيام جمهورية الصين الشعبية وانتصار الحزب الشيوعي الصيني في دحر القوى الاستعمارية لتبدأ مرحلة جديدة من النضال وازالة كل آثار الاستعمار ومحاولاته لإخضاع الصين لسيطرته .
بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية قاد الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني في تنفيذ سلس للتحول الاشتراكي وحقق التحول من الديمقراطية الجديدة إلى الاشتراكية وأنشأ النظام الاشتراكي وطوره في مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة .
عمل الرفيق ماو مع رفاقه وبدعم من الشعب الصيني على بناء الصين الحديثة دون تفرد بالقرارات حيث كان الشعب ورفاقه يقفون خلف توجيهاته داعمين له متخذين القرارات الصعبة بالتأني والمشورة ، وهنا شعرت القوى الامبريالية والاستعمارية بخطورة الموقف نتيجة التفاف الشعب حول قيادته لذلك حركت القوى التابعة لها والعميلة لإجهاض الحزب وثورته ، لكن وحدة الشعب وقيادته أفشلت تلك المؤامرة القذرة وهروب قادتها إلى تايوان .
تصاعدت وتيرة العمل وادخلت المكننة في كافة مجالات العمل الصناعي والزراعي وبدأت الصين بالنهوض والتطور وقد شعر المواطن الصيني بالتغيير الكبير الذي ألهمه مواصلة العمل بتفاني وجدية وعزز من حبه للحزب الشيوعي وقيادته ، على هدى أفكار الرفيق ماو قاد الحزب الشيوعي الصيني جميع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد في تحقيق انتصار الثورة الديمقراطية الجديدة وتأسيس جمهورية الصين الشعبية التي تمارس الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية عبر النضال الثوري الطويل الأمد ضد الامبريالية والاقطاعية والرأسمالية البيروقراطية .
برحيل الرفيق ماو سي تونغ أستمر الحزب الشيوعي الصيني بالعمل ولم تتوقف حركة النهضة الصينية فتعاقبت القيادات الحزبية تكمل بعضها الآخر وتواصل المسيرة بكل جد واخلاص ، في عام 1978 أعلن الرفيق المصلح دنغ شياو بينغ سياسة الاصلاح والانفتاح حيث لخص الشيوعيون بزعامته كممثل رئيسي لهم التجارب الايجابية والسلبية بعد قيام الصين الجديدة ودعوا إلى تحرير العقول والبحث عن الحقيقة من الوقائع وتحويل مركز أعمال الحزب كلها صوب البناء الاقتصادي وتنفيذ سياسة الاصلاح والانفتاح على العالم الخارجي ، وفيها قال الرفيق المصلح دنغ شياو بينغ ” تحتاج الصين إلى نصف قرن لاستكمال عملية التحديث والسيطرة الاقتصادية والسياسية ” ، وها هي الصين لم تكمل النصف قرن منذ عام 1978 حتى أصبحت القوة الاقتصادية والسياسية الجبارة التي أذهلت العالم بتطورها ونموها السريع ، وسيكتمل النصف قرن في عام 2028 .
مرحلتان مهمتان انقضت من تاريخ الحزب الشيوعي الصيني تحقق فيها انجازات هائلة ، مرحلة الرفيق ماو سي تونغ ومرحلة الرفيق المصلح دنغ شياو بينغ ، ابتدأت المرحلة الجديدة وما زالت مستمرة بتولي الر فيق شي جين بينغ قيادة الحزب بصفته السكرتير العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئاسة الدولة والامة الصينية .
لقد عمل الرفيق شي جين بينغ على تنشيط الاقتصاد الصيني من خلال تسهيل عملية التجارة مع العالم من خلال المبادرة العظيمة ” مبادرة الحزام والطريق ” واحياء طريق الحرير الصيني القديم لتعزيز دور الصين عالميا ومعها بقية دول العالم من خلال مصير مشترك للبشرية جمعاء ، هذا المشروع الكبير الذي جعل من الدول الرأسمالية تزيد من لهجة عداءها للصين لأنها شعرت أن الصين تعمل على تحرير الشعوب من الهيمنة الغربية والامبريالية .
” الحلم الصيني ” كان الهدف السامي والكبير الذي أطلقه الرفيق شي المكرم وهو تخليص الشعب الصيني من الفقر والفقر المدقع وانشاء مجتمع العيش الرغيد ، بدأ الوعد عام 2012 وتوج بنهاية عام 2020 بالقضاء على الفقر والفقر المدقع وتحسين معيشة الشعب ، كما عمل الرفيق شي جين بينغ على انهاء قانون الإنجاب السابق الذي لم يكن يطبّق على القوميات الصغيرة والمتوسطة، بل أساسا على قومية (هان) الاكبر عددا بين القومات الاخرى، وأصبحت العائلة الصينية تستطيع انجاب أكثر من طفل ، زاد ذلك القرار من سعادة العائلة الصينية والصينيين لأنهم محبين للعلاقات الاجتماعية ولديهم اعتزاز كبير بتاريخ الأجداد .
أطلق الرفيق شي جين بينغ الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وهي تحقيق التحديث الاشتراكي والنهضة العظيمة للامة الصينية حيث يحمل الحزب الشيوعي الصيني منذ اليوم الأول لتأسيسه على عاتقه هذه الرسالة التاريخية لتحقيق النهضة العظيمة للامة الصينية ، وقد قاد الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني في القيام بالثورة والبناء والاصلاح هادفا إلى أثراء الشعب الصيني وتقوية البلاد وانهاض الامة الصينية ، ووفقا للتخطيط الاستراتيجي لبناء التحديث يعمل الحزب على بناء الصين لتصبح دولة حديثة اشتراكية غنية وقوية وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة .
لقد أقر المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني في 24 يوليو 2017 مبادىء عامة وضح فيها ” إن الحزب الشيوعي الصيني هو طليعة الطبقة العاملة والشعب الصيني والامة الصينية والنواة القيادية لقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ويمثل اتجاه التقدم للثقافة المتقدمة الصينية ، ويمثل المصالح الأساسية للغالبية الساحقة من الشعب الصيني والمثل العليا والهدف النهائي للحزب هو تحقيق الشيوعية ” . ” يتخذ الحزب الشيوعي الصيني الماركسية اللينينية وأفكار ماو سي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار ( التمثيلات الثلاثة ) الهامة ومفهوم التنمية العلمية وأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد مرشدا لعمله ” ، ” إن المثل العليا للشيوعية التي يسعى إلى تحقيقها الشيوعيون الصينيون لا يمكن تحقيقها إلا على أساس التنمية الكافية والدرجة العالية من التطور للمجتمع الاشتراكي ” .
كما أقر المؤتمر المهمة الأساسية للحزب الشيوعي الصيني في المرحلة الراهنة ” هي توحيد الشعب الصيني من جميع قومياته للعمل الجاد والاعتماد على النفس في تحقيق تدريجي لتحديث الصناعة والزراعة والدفاع الوطني والعلوم والتكنولوجيا وبناء الصين كدولة اشتراكية متطورة الثقافة وديمقراطية رفيعة ” .
مبارك للحزب الشيوعي الصيني العظيم بأمينه العام الرفيق شي جين بيغ وكوادره المخلصة وللشعب الصيني المتفاني المئوية الأولى لتأسيسه وأننا على ثقة بأن مسيرة الحزب ستستمر دون توقف من أجل تحقيق أهدافه السامية للصين ومعه شعوب العالم الحرة والرافضة للهيمنة الامبريالية والرأسمالية وإلى المزيد من التقدم والنضال .