• اخر الاخبار

    افلام واقلام .... بقلم / اركان قاسم



    من خلال ما نشاهده من نشر وتهويل خبري محموم ، همة الأول اسقاط وتسقيط شخوص ومؤسسات ذات حساسية بالغة الاهمية ، لم تتوانى في تحييد واحدة من اهم واخطر المؤسسات الامنية على الاطلاق ، وكالة الاستخبارات ومكافحة الارهاب الاتحادية ، فمنذ بدا الفريق ابو رغيف توليه قيادة دفة هذه المؤسسة اشتغلت معها مواقع وافلام واقلام ، كانت وجهتها معروفة ومقصدها واضح تلخصت بالنيل ! من اي اجراء كبير تتخذه القيادة الجديدة حتى وان كان اداريا صرفا ! يخص الداخل المؤسساتي الامني لتجديد وتنشيط العمل الاستخباراتي ، وهذه الاجراءات روتينية عادية تخوضها القيادات نظرا لتحول الاولويات الادارية هنا اوهناك ، وهي شأن أمني حساس للغاية لا تتحمل النقاش او ابداء الآراء ولا تخضع للمزاجيات الشخصية والقناعات السياسية ، كانت الاقلام المريبة تنقض على هذه الاجراءات بتهويل القصة وفبركتها وصناعة سيناريو افلام تهدف لأثارة الفوضى والتشويه والقصد منها هز الصورة النمطية في اذهان الناس عن تلك المؤسسة المهمة . 
      دأبت ادارة ابو رغيف بعد اناطة المهمة مكافحة الفساد المكلف بها على السير وفق نهج وطني غير متحيز بضرب الفاسدين مهما كانت اسمائهم وعناوينهم ومواقعهم ، وفي وقت قياسي نجحت نسبيا تلك الحركة الرئاسية للكاظمي ، وطبعا لا نتوقع الكثير نظرا للمشهد السياسي المعقد والمشحون ، لكنا نقول بعقلانية شيء افضل من لا شيء وهي خطوة بالاتجاه الصحيح. 
    فصار هناك تفاعل ايجابي عام  مع اول اعلان عن ضرب وكر للفساد و بدأت الجماهير تتفاءل وتنتظر الجديد بشغف ومنهم صاحب هذه السطور المتواضعة  ! ولا ننسى ان كل الفعاليات القديمة في مجابهة الفساد كانت مترددة وخجولة ولا ترتقي لمستوى الطموح . 

    كانت هناك اشارات يجب ان نتوقف عندها ومنها على سبيل المثال ، 
    مهما كان الفريق ابو رغيف متكامل العمل محتاط بعدم كشف اساليبه التكتيكية متخذا من عدم الرد على الاباطيل والاتهامات وتبيان الحقائق كجزء مهم من أداءه العام  ! يبقى هناك شيء مفقود وغاية في الخطورة ! 
    وهي تنحي الجانب الاعلامي المدافع امام الرأي العام والذي يأخذ على عاتقة دفع الاضرار عن المؤسسة وقيادتها ! بترجمة الحقائق وغلق الباب على التأويل والتحليل الا منطقي،  مما يحدث شرخا في علاقة المواطن مع عمليات تقوم فيها الاستخبارات الاتحادية و على المستوى الاعلامي تحديدا . 

    فمنذ فترة وجيزة بدأت حملة شعواء تستهدف وكالة الاستخبارات ومكافحة الارهاب الاتحادية عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي وعبر بعض الفضائيات من خلال بعض المحللين والذين اثاروا موجة من الانتقادات اللاذعة مستغلين الانكفاء والتراجع الاعلامي الواضح للمؤسسة ! ، وهذا كفيل ان يكون ضعفا حقيقيا لا على المستوى الامني فحسب وانما على المستوى ادارة لعبة العلاقات العامة والاعلام وهي اخطر من ان تختفي ساعة الحاجة ! 
    يعلم الجميع ان ما من عمل امني تقوم به اي جهة امنية الا ورافقتها بعض الملاحظات وهذه الملاحظات يثيرها الاعلام المؤدلج بشكل بطيء حتى تتعاظم المواقف فتتحول الى مواجهة غير متكافئة بين مؤسسة محدودة التصرف اعلاميا وبين امكانيات مفتوحة الافق واسعة الحيلة ! 


    ان الاوطان تبنى بواسطة المؤسسات المتينة والدولة الحقيقية القوية تسند عملها وتقنع جماهيرها بالأعلام الواعي ، فمهما كانت الدولة قوية لن تنفعها قوتها ان خسرت حرب الاعلام . كما على المواطن واجب التشجيع ونبذ التقريع . فليس من السهل ان تطرق باب ابليس ( الفساد ) دون ان تبتلى بسهامه . 

    فكيف بوطن ابتلاه الارهاب وتكالبت عليه الامم مخابراتيا واستفحلت به عصابات الجريمة المنظمة وعاث الفاسدون فيه خرابا وتدميرا ! وتنامت فيه افاعي الاعلام المؤدلج وعمت فوضى الثرثرة والنوايا السيئة ومرضت السياسة بحمى التسقيط الجماعي والفردي ، تجد هناك بارقة امل تمثلت برجال اشداء كأبو رغيف ورفاقه من ضباط ومنتسبين يأخذون المبادرة بتضميد جراحات وطن كثرت به الطعنات من العدو والصديق . 

    اركان قاسم
    ad728