الغَابَة الأخيرة ... الشاعر سالم محسن \ العراق
الغَابَة الأخيرة
على أرض الماضي غابات
غابةُ البَحرِ
القريبةُ مِن البَحر
السهولُ الخضراء
الطرق البعيدة
السهول شاهت
غابة البحر
بحر الغابة
القوارب والمَرَاكِب
الأنهار ُ
الأسماكُ
كُنْ بعيداً عن البَحر
كُنْ سيداً في الغابة
كُنْ عاشقا ً
دونكَ حُوريّات المُتوِسّط !
كُنْ عاشقاً في غابةِ الجَمِيع
كَمْ راقصة لدى ظلك الأخضر سترقصُ؟
أرقب نجماً
الوقتُ يمَضَي
عقاربُ الساعةِ تلسع ُ
تستيقظ في عيني شَجَرتا صَبّار
يتيمٌ هو الطريقُ
قلتُ :الغربُ .. الغربُ..!
جاءَ الشرقُ
طريقُ الحرير
قلتُ :البَحر
جاءني الرذاذ
تلك التي عبرتْ من فوق رؤوسنا هي مَصائِرُنا
هي صورُ الغابةُ التي تتمدد فيّنا
كينونةٌ أكبرُ من الكون
أقدامُ الأرض ِكادحةٌ ولِيسَتْ كالحةٌ
ذوائبُ الأشجارِ معطلةٌ
زغبٌ ناعمٌ
زغبٌ أبيضُ
أدعوكِ الوصولَ دوني
خَيالُ البَحرِ
خَيالُ الغابةِ
أَعدَّي لهذه الخيولُ
..النارَ والليمون َوالزيتونَ
أعدَّي القهوةَ والتمرَ
خُيُولُ البَحرِ
خُيُولُ الرَغْبةِ
خُيُول ُالبَحرِ كاذبةٌ
سوى خُيُولُ اللُه
يا خُيُولَ الشرق
أرى الغريمَ
وأرى تلال َالغريم
ثيران هائجة وقفت بين السواحل والبراري
تنافح فيك الاخضرار
نبقى أو نموت
الحظ ليس كالقدر
الثيران الهائجة حظنا وقدرنا
أشجارُ الغابةِ نائمة ٌ
أزهارُ الغابة ِ يقظةً
العرائش :
طائرة الخطوط الإلهية في الريح الأفقية تزفر آهات الفاقة
في الكهوف خيول ترسم التناسل على الجدران
الخيال الجامح جمرة
الخيال الجامح يَّعدني الوصول
بيدي أومأتُ الى صورتكِ
وفي الأخرى رميت الحصاةَ في النهر
-إلى نفسي التعجب
-إليكِ الحضور
-إلى العالم النداء
الآن .. الغابة ُ أكثر وضوحا ً
البحرُ ليس بعيداً
نهرُ الغابة يَّحلمُ
الكهوفُ آمنة ٌ...
الحربُ نائمة منذ قتال
أحلامُ الخيولِ تملأُ السهول َ
مشاعلُ الفجرِ ناعسة ٌ
يا عرس َ
يا قلم َ
يا رجزَ
جدجدٌ
ورقاءُ
هذا آخرُ درسٍ من أعماق الأنهار إلى الأمواج لعلك تتعظين يا عواصف
جدران السيقان
أناشيد السيقان
طريقُ الحرير مقفلةٌ
طُرق الشمالِ باردةٌ
طريقُ الجنوبِ تيهٌ
إلا الطُريقُ القديم
طُريق الأغصان والجذورِ
يا طريقَ الألم
كم من غابة تسير إليك !
غابة الزيتون
غابة النخيل
غابة الأرز
غابة الصنوبر
كن غابةَ روحك
كن غابةَ عقلٍ
كن غابةَ صمتٍ..
كُنْ غابةً
أو نهراً في غابةٍ
ذاكرة ٌ واحدة لنا
نسياننا عذب
هزائمنا مريرة
تعال
تعال
لدينا من النار ما يجعل الخيول تأتي بالخيول
