• اخر الاخبار

    ترقيع "البكارة" في العراق.. ملف حقوقي لا تعرفه السلطات


    تقرير/ هيلين محمد

    "قتلت بسبب هوس زوجها" تلك كانت صرخات والدة الضحية (علا احمد) تروي لنا تفاصيل وفاة ابنتها الوحيدة بذريعة عمليات بسيطة تجعلني اجمل توفت نتيجة خطأ طبي لاحدى عمليات التجميل المحرمة في مجتمعنا.
    وتقول الوالدة ان "ابنتي اصبح لديها هوس لعمليات التجميل نتيجة انتقادات زوجها لها حيث كان في كل مرة يقول لها "اريدك ان تصبحي مثل هكذا ممثلة او مثل هذه الفاشنستا " حيث بدأت رحلة تحقيق رغباته والموت لابنتي .

    وتابعت بالقول "حيث كان يشجعها على ذلك بالرغم من عدم موافقتنا اصبحت تستمتع في كل مرة تغير بها ملامحها، في احدى الايام ذهبت الى صديقتها واقنعتها بما ان زوجك يشجعك على التجميل اعملي له مفاجئة واستعيدي عذريتك".

    وتستطرد ان صديقتها اقنعتها وانها عملية بسيطة وزوجك سوف يسعد ولاتخبريه اجعليها مفاجأة واستمرت بالتواصل مع ابنتي الا ان جاء اليوم الذي ذهبت فيه الى الموت باقدامها .
    تشير الى ان "صديقتها ذهبت معها لاحدى الاماكن الذي لايعرف احد ماذا يجري بداخلها وضعف الرقابة ادى الى ازدياد هكذا اماكن اجرت ابنتي العملية مما ادى الى وفاتها بسبب جرعة مخدر زيادة وخطأ طبي محرم وممنوع في مجتمعنا حيث خسرت شبابها ونحن لانستطيع التكلم احيانا عن نوع العملية التي توفت فيها خوفا من الفضحية والعار"
    البعض من الاطباء الذين تنازلوا عن القسم الذي اقسموا به اثناء تخرجهم وجنحوا للاعمال المخالفة لقواعد الاخلاق والعادات والتقاليدحيث فتحت بعض العيادات غير المعروفة في احدى مناطق العاصمة بغداد ،لاجراء عمليات اعادة غشاء البكارة لفتيات فقدن عذريتهن او تجميلهن.
    وفي ظاهرة ليست الاولى من نوعها لجأت احدى الفتيات وتدعى(أ.أ) الى احدى العيادات بعدما تعرضت لعملية اغتصاب وحشي من قبل خطيبها، واوضحت انها في مقتبل عمرها وعلى الرغم من اعلان خطوبتهما امام الملأ واستمرارها لمدة عام ، حتى يتم خلالها التجهيز للفرح، الا ان العريس وبعد فترة كانا يتبادلان اطراف الحديث ،اعتدى عليها مما افقدها عذريتها.

    مشيرة الى ان بعد مدة خلق عدة مشاكل أفضت الى الانفصال مما اضطرت لعدم فضح الامر وانها عاشت فترة نفسية صعبة مما دفعها الى رفض الزواج من اي شخص وغادرت محافظتها هي وعائلتها.

    وكشفت المحامية والناشطة الحقوقية"هاجر محمد" ان فحص العذرية اهانة لكرامة المرأة واعتداء على جسدها ولايقبل بأي حال من الاحوال ان تخضع الفتاة لمثل هكذا فحص الا في حالة الشبهة الجنائية او الشكوى بوجود اعتداء جنسي عليها يقرره القضاء ويجريه الطب الشرعي المختص.
    وافادت بأن فحوص العذرية تدل على ان هناك خلل في القيم الاخلاقية وان غشاء البكارة ليس دليلا على حسن الخلق والعفة بل حتى في معناه المرتبط بالعذرية تحديدا اذ ربما تفقد المرأة غشاء بكارتها وهي عفيفة وربما تمارس علاقة جسدية دون فقدان غشاء البكارة.
    ومن جهتها ذكرت المحامية"ريهام عباس" ان القانون العراقي لم ينص على نص صريح لهكذا ممارسات ممنوعة بموجب تعليمات صادرة من نقابة الاطباء بنفس الوقت قليل جدا تفتح هكذا قضايا بسبب سوء المتابعة وغياب القانون.
    واكدت ان في مثل هذا النوع من القضايا القاضي يكيف الواقعة على نص مادة بسيطة لايتناسب مع الجريمة وهذا لايتناسب مع الفعل.
    اضافت الدكتورة " هديل جاسم" ان غشاء البكارة هو غشاء رقيق وتختلف اشكاله وسماكته من عذراء لاخرى ونادرا ما تولد فتاة بدون بدون غشاء بكارة وقد يتمزق بسبب حادث او عبث وهنالك اغشية لها من الرقة والمرونة بحيث لايتمزق بسهولة اثناء الممارسة الجنسية.

    و على الرغم من عدم ارتفاع التكلفة المالية لهذه العمليات الا ان الاطباء الذين يجرونها يتقاضون اجور عالية جدا من الفتيات لارتباطها بالخداع  والاستغلال والسرية،والطبيب ملزم خلال ممارسته لمهنة الطب بالحفاظ على صحة المريض الجسدية والنفسية.

    ولفتت الى ان هناك طرقا مختلفة لرتق او ترقيق غشاء البكارة، تختلف حسب كل حالة، مشيرة الى انها قد تكون خياطة الغشاء نفسه وترميمه او عملية تجميل كاملة او استخدام جزء بسيط لعمل غشاء جديد.
    يشار الى ان عدد عمليات رتق غشاء البكارة غير معروف رغم شيوع اجراءها والسبب في ذلك يجري سرا لمخالفته القواعد الطبية واخلاقيات المهن الصحية ولارتباطه بثقافة وتقاليد المجتمع الاسلامي.
    تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH/JHR صحفيون من اجل حقوق الانسان والشؤون العالمية في كندا.
    ad728