مقالة خاصة: برؤية طموحة و"خضراء"... تتواصل الجهود العربية والصينية لبناء مستقبل أفضل للبشرية
بكين 25 يونيو 2021 (شينخوا)
من الاحتباس الحراري إلى التصحر والجفاف والفيضانات... يواجه العالم أزمة مناخ، ومع تطور التكنولوجيا وصحوة الوعي في أنحاء الكرة الأرضية، يكثف البشر جهودهم لمواجهة هذه التحديات.
فقد أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مارس من العام الجاري عن إطلاق مبادرة "السعودية الخضراء" ومبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" اللتين تهدفان إلى تعزيز حماية البيئة الطبيعية في المملكة العربية السعودية والمنطقة. ويذكر في هذا السياق أن دول المنطقة تسعى الآن بالشراكة مع الأشقاء لزراعة 40 مليار شجرة إضافية في المنطقة بموجب برنامج لزراعة 50 مليار شجرة، وهو من أكبر برامج إعادة التشجير في العالم.
وقال عبد الله الوادعي، منسق وحدة الصين والشرق الأقصى بمركز البحوث والتواصل المعرفي السعودي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن العالم اليوم يواجه أزمة مناخ حادة، جراء الاحتباس الحراري، مما تسبب في ظهور كوارث طبيعية مثل التصحر والجفاف والفيضانات، وهذا ما دفع أغلب الدول للبحث عن حلول، وعمل اتفاقيات عالمية ومنها اتفاقية باريس للمناخ؛ والمملكة تواجه خطر التصحر والجفاف، ولذلك سعت المملكة إلى إطلاق هذه المبادرة للحد قدر الإمكان من الكوارث الطبيعية، وتحسين البيئة العامة في البلاد، وهو ما يتوافق مع رؤية المملكة 2030 والتي من أهم بنودها جودة الحياة.
ومن جانبه، أكد المحلل السياسي الكويتي جابر باقر لـ((شينخوا)) أن الهدف الأساسي من مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" هو الحفاظ على البيئة بالدرجة الأولى. ونوه باقر إلى أن تلك المبادرة ستعمل أيضا على إعادة تدوير النفايات لجعلها طاقة بديلة والاستفادة منها كهربائيا أسوة ببعض الدول التي اتجهت لهذا المنظور، كما أشاد بالمبادرة لدورها في المحافظة على البيئة وجعل الأرض خضراء دائما.
كما أشار باقر إلى أن كل من مبادرة "السعودية الخضراء" ومبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" ستعطيان المملكة العربية السعودية مساحة أفضل للجذب السياحي.
أما خه سي يوان، الخبيرة بمعهد العلوم الجغرافية وبحوث الموارد الطبيعية في الأكاديمية الصينية للعلوم، فرأت، وفقا لحديثها في مقابلة مع ((شينخوا)) مؤخرا، أن مبادرة "السعودية الخضراء" ومبادرة "الشرق الأوسط الأخضرء"، تغطيان على نطاق واسع القضايا الملحة المتعلقة بتغير المناخ وتدهور الأراضي وفقدان التنوع البيولوجي التي تواجه العالم حاليا، مؤكدة "إنهما سبيل مهم لتنفيذ خطة لتحول استراتيجيتها التنموية ودفع تحولها الاقتصادي والتصدي للتحديات والأزمات البيئية وتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة".
وتتقاسم الصين والدول العربية دائما رؤى مشتركة في هذا الصدد. فقد تم زراعة مجموعة من شتلات الأشجار في نهاية مايو من العام الجاري، بالتعاون بين السفارة الصينية لدى الرياض والشركات الصينية وموظفي المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي في منتزه شعيب حريملاء في الرياض.
وأوضح سفير الصين لدى الرياض تشن وي تشينغ أن الصين والمملكة رائدتان في الدعوة لحماية البيئة الخضراء وأن تغير المناخ والحوكمة البيئية هما من القضايا العالمية، مضيفا أن الصين ستعمل مع المملكة لتنفيذ المبادرات للمحافظة على المجتمعات البشرية والبيئية.
كما أشار عبد الله الوادعي إلى أن المملكة العربية السعودية ستعمل مع كافة شركائها الدوليين ولا سيما الصين التي تمتلك خبرات سابقة ونماذج ناجحة جدا في مكافحة التصحر، ما جعلها رائدة في هذا المجال.
وشاطرته الرأي الخبيرة الصينية خه سي يوان، حيث قالت إن "رؤية المملكة 2030" كاستراتيجية مهمة للتنمية الوطنية، تحظى بالعديد من النقاط المتشابهة والمتقاربة مع مبادرة الحزام والطريق الصينية، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر النقاط المتعلقة بتحسين الهيكل الصناعي ودفع تطوير الطاقة المتجددة.
ولاحظت خه أن الكثير من دول الشرق الأوسط ومن بينها مصر والإمارات حرصت على أن تُدرج في خططتها الخاصة للتنمية الوطنية أهدافا تشمل تقليل الاعتماد على الطاقة البتروكيماوية وتطوير صناعات حماية البيئة، وقالت إن "هذا يتماشى مع أهداف مدرجة في الخطة الخمسية الـ14 للصين، مثل ضرورة تحسين جودة البيئة واستقرار النظام البيئي، وبناء نظام مناطق المحميات الطبيعية، وتحديث التقنيات والقدرات الخاصة بمكافحة تلوث الهواء وتلوث المياه والتخلص من النفايات، وتعزيز الطاقة النظيفة، وتسريع "التحول الأخضر" لأساليب التنمية من حيث كفاءة استخدام الموارد وإعادة تدوير الموارد".
وفي الحقيقة، أعربت الصين في مناسبات عدة عن رغبتها في وعزمها على دفع التعاون من خلال ابتكار أساليب التطور الاقتصادي. فقد أشار نائب وزير التجارة الصيني تشيان كه مينغ، خلال منتدى فرعي على هامش المؤتمر السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي في إبريل الماضي، إلى أنه قد تم تشييد العديد من مشروعات البنية التحتية الخضراء بين الصين ودول أخرى على طول الحزام والطريق، وأن الصين تعتزم أيضا مواصلة المساعدة في دفع التنمية الخضراء على طول الحزام والطريق.