أطباء العراق... قلق دائم بسبب الاعتداءات
يواجه العاملون في المجال الصحي العراقي ضغوطا كبيرة، بين تهديد فيروس كورونا والاعتداءات بالضرب والتجاوز اللفظي من قبل ذوي المرضى. فقد سجّل تصاعد في حالات الاعتداءات على الطواقم الطبية، وتحميلهم مسؤولية وفاة المريض أو عدم استجابته للعلاج، أو حتى نقص المعدات الطبية داخل المستشفيات.
وشهدت عدد من المحافظات العراقية ومنها محافظة بابل عدد من الحالات وكان ضحيتها احد الطبيبات والتي ادانتها نقابة الاطباء لكنها لم تعطي تفاصيل ادق حول الحادث واكتفت بالتشديد على معاقبة الجناة ..
وفي خضم هذه الاحدات كان لنا وقفة مع احد الكوادر الطبية الذي طالب بعدم ذكر اسمه لدواعي امنية الذي اكد، إنّ "أطباء العراق، يتعرضون إلى التهديدات العلنية، إلى جانب مخاطر فيروس كورونا، سواء كانت من أشخاص عاديين أو تهديدات عشائرية أو من فصائل مسلّحة. إذ أصبحت لغة التهديد والاعتداء ثقافة سائدة بين أوساط المجتمع، بعد أن غاب دور القانون الرادع لمواجهة هذه الظاهرة. وأغلب هذه الاعتداءات تحدث من قبل مرافقي المرضى، عند وفاة قريبهم أو تدهور حالته الصحية، وهذا يجعلنا، كأطباء وباقي العاملين في هذا المجال، نعيش في قلق دائم من تلك التهديدات".
وزارة الصحة العراقية من جانبها ذكرت في بيان، سابق لها أنها لن تتهاون في مكافحة ما وصفته بالظاهرة الغريبة، ودعت المؤسسات الأمنية والقضائية إلى محاسبة المعتدين.
ويعزو نقيب الأطباء العراقيين تزايد حالات الاعتداء على الأطباء والكوادر الصحية إلى الضغط النفسي الكبير الذي يعاني منها الأطباء والمواطنون على حد سواء، من جراء فايروس كورونا وتردي الخدمات الصحية.
الى ذلك وفي بيان مشترك، استنكرت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر أعمال العنف والترهيب التي تطال العاملين في الرعاية الصحية.
وحث البيان على احترام جميع الكوادر الطبية وعدم المساس بسيارات الإسعاف والمنشآت الصحية في هذا الوقت الحرج، الذي يمر به النظام الصحي في العراق في ظل الوضع الطارئ المتمثل بانتشار فيروس كورونا المستجد. .. وكشفت المتحدثة بأسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق، سحر توفيق، في وقت سابق في بيان مشترك ان المنظمات الدولية رصدت العديد من حوادث الاعتداء على الكوادر الصحية في المحافظات العراقية. وأشارت إلى أن الأطباء يواجهون تحديات كبيرة في عملهم اليومي، تتمثل اولا بنقص العلاجات والأسرة وأجهزة التنفس الاصطناعي. إلا أن ذلك لا يبرر الاعتداءات على الكوادر الطبية وليس هو "الحل في مهاجمة الأطباء والكوادر الصحية لان الحل قد يضر بالمواطن من هذه الهجمات والاعتداءات المتتالية على الكوادر الصحية ".
الجدير بالذكر أن قانون حماية الأطباء لسنة 2013 ينص على معاقبة كل من يعتدي على طبيب بعقوبة او موظف أثناء تأدية الواجب، لكن هذا القانون لم يحول دون استمرار حوادث الاعتداءات على الأطباء.
وتلفت توفيق إلى إقامة العديد من الحملات حول خطورة عرقلة عمل الكوادر الصحية، مؤكدة استمرار دعم المنظمة الدولية للعراق وللمؤسسات الصحية لمنع انتشار فايروس كورونا وضمان الحصول على خدمات وتقديم رعاية صحية بشكل غير منحاز.
وكان عدد من كوادر احد المستشفيات في محافظة بابل قد نظموا وقفة احتجاجية إثر تعرضهم إلى اعتداءت من قبل اهالى المرضى او المصابين بالفايروس .
الجدير باذكر يسجل العراق آلاف الإصابات بفايروس كورونا المستجد يوميا بسبب عدم التزم اكثر الناس بالاجراءات الوقائية اضافة الى فشل الحكومة في تأمين متطلبات القوت اليومي للمواطن ممايضطر المواطن الى البحث عن لقمة عيشه اليومية وعدم الالتزام بالاجراءات التي تطالب بها الحكومة من المواطن ..
تشير بعض وسائل الاعلام الى ان الكوادر الطبية تشهد الكثير من الاصابات حيث سُجلت محافظات بغداد والبصرة والديوانية وبابل اكثر من الفين اصابة ووفاة حوالي ٣٢ طبيبا جراء اصابتهم بالفايروس رغم ذلك تواصل الكوادر الطبية عملها الإنساني في خط الصد الأول لمواجهة جائحة كورونا.
منظمة الصحة العالمية اكدت في تقرير سابق لها هناك نقص كبير في الكوادر الطبية في العراق حيث بينت ان لدى العراق في 2017، أكثر من تسعة أطباء لكل عشرة آلاف نسمة، أي أقل بثلاث مرات من دول مجاورة مثل الكويت او حتى أقل بضعفين من ليبيا التي تمر بنفس المسار الامني الذي الذي يمر به العراق
وأشارت إلى أن الأطباء يواجهون تحديات كبيرة في عملهم اليومي، تتمثل بنقص العلاجات والأسرة وأجهزة التنفس الاصطناعي وتهالك البنى التحتية للمستشفيات إلا أن ذلك لا يبرر الاعتداءات على الكوادر الطبية التي قالت إن الحل ليس في مهاجمة الأطباء والكوادر الصحية"، مشيرة إلى أن "المواطن هو أول المتضررين من هذه الهجمات والاعتداءات
يُذكر أن قانون حماية الأطباء لسنة 2013 ينص على معاقبة كل من يعتدي على طبيب بعقوبة من يعتدي على موظف أثناء الواجب، لكن هذا القانون لم يحول دون استمرار حوادث الاعتداءات على اصحاب المهن الطبية من قبل المواطن او اهالي المتوفي .. اعد هذا التقرير للنشر بدعم من JDH / JHR - صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.