منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي: اسهامات جليلة في تعزيز العلاقات الروسية العربية
بقلم: عبد الحميد الكبي:
كاتب يمني وناشط دولي في الهيئات العالمية الإعلامية العربية - الروسية والصينية التي يترأسها الرفيق الأكاديمي مروان سوداح حامل الجنسية الروسية.
تجتمع العلاقات الروسية العربية وتتوحد في بُعدٍ تاريخي واستراتيجي منذ القِدم، ومنذ زمن الاتحاد السوفيتي السابق.
ومنذ أن ورثت روسيا الاتحادية الاتحاد السوفييتي ابتداءً من عام 1990م، شهدت العلاقات الروسية العربية تطورات كبيرة، لفضل السياسات الخارجية الروسية المتزنة تجاه العرب
باعتبارها قوة دولية وعضوًا دائما في مجلس الأمن الدولي، والشريك الاقتصادي الفعّال، حيث تحظى المنطقة العربية بإهتمام خاص من قِبل القيادة الروسية، ممثلة بفخامة الرئيس فلاديمير بوتين، حيث شهدت هذه العلاقات توقيع اتفاقيات التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والعسكرية والتقنية، لتخطو العلاقات الروسية العربية بشكل تدريجي نحو تعزير متلاحق لشؤونها والتعاون المشترك، فقد ساهم هذا التطور في إدراك الفوائد في إعادة تفعيل العلاقات التاريخية مع بعض الدول العربية وتطويرها مع البعض الآخر.
العلاقات الروسية العربية في المرحلة الحالية تتسم بالانفتاحية، وهي مرشحة لمزيد من الارتقاء الإستراتيجي، بالرغم من العوائق الأمريكية والغربية تجاه ذلك.
إلا أن العلاقات الروسية العربية تعززت بتسارع من خلال تفعيل (منتدى التعاون الروسي العربي)، لتمثل دلالة واضحة على التطور المتنامي للعلاقات المشتركة، ويساهم في تعزيرها، إذ سجل التبادل التجاري بين روسيا والدول العربية نموًا كبيراً، وبات المنتدى يُشكّل آلية فعاّلة لتعزيز أوصر العلاقات الروسية العربية، والعمل على تعزيز الشراكة، وليُشكّل منصة مفيدة للحوار حول القضايا الرئيسية ووضع الحلول المناسبة للعديد من النزاعات بالطرق والأساليب السياسية والدبلوماسية، على أساس إحترام القانون الدولي والألتزام بسيادة ووحدة الدول.
المواقف الروسية الشجاعة والعادلة إتجاه البلدان العربية تلعب دورًا محوريًا للتوصل إلى حل للمشكلات القائمة فيها، وفقاً للمبادئ والأسس المنصوص عليها دولياً.
ساهمت روسيا بشكل كبير في مكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة العربية، وها هي تسطّر مواقف فعّالة إتجاة الدول العربية. ونكرر، إنه أصبح من الطبيعي أن نتطلع إلى أهمية تعزيز العلاقات الروسية العربية، فهناك قواسم مشتركة تجمع العرب بروسيا ببعد تاريخي وإستراتيجي وعلاقات، تتميز بعدم وجود الأطماع والحسابات الأخرى، كون العلاقات الروسية العربية يسودها الأحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الأخرين.
ومع انطلاق منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي الذي يُشكّل رافدًا لتعزيز التعاون الروسي العربي في المجالات الاقتصادية والتجارية، تسارع العديد من الدول العربية للمشاركة في أعماله في المعارض والمؤتمرات، التي تشهد على توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون والتفاهم التي تهدف لتواصل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، بما يسهم في نمو التبادلات التجارية والصناعية وإقامة المشاريع الضخمة،
وتدل المشاركة العربية في أعمال المنتدى على متانة العلاقات الروسية العربية، حيث يُعد ُمنتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي الذي ينعقد منذ العام 1997م، طاولة مستديرة يتم فيها تنظيم جلسات نقاش وفعاليات وحوارات عمل ووجبات إفطار عمل، ومنصة فعّالة لتبادل المنافع والآراء والخبرات في المجالات الاقتصادية والتجارية.
عُقد المنتدى هذا العام تحت شعار (معًا مرة أخرى اقتصاد الواقع الجديد)، في إشارة إلى المرحلة التي ما بعد جائحة كوورنا التي أصابت العالم في العام الماضي.
لذلك، بات هذا المنتدى صرحًا مهمًا للعالم العربي ونافذة لمشاركات عربية كبيرة ووازنة.
...