بانتظار بطاقة الأسود
سمير السعد
منذ عام الانجاز القاري الذي توّج كرتنا "لأول مرة في تاريخها" بكأس آسيا عام 2007 حتى وقت قريب، أكد بعض النقاد والمحلّلين، أنّ منتخبنا عندما يواجه الفرق التي تجيد دفاع المنطقة وتترك لنا الحيازة بل فاعلية، فأنه يعاني من مشاكل كثيرة على صعيد التكتيك الهجومي، لاسيما في طريقة بناء الهجمات (اللعب غير المباشر) التي لا تزال الحركة والمناورة والمناولة بطيئتين، تفتقد الى السرعة لحظة تدوير الكرة والتنقّل في مُختلف أرجاء الملعب في محاولة لاقتناص هدف من حالات التهديف المثالية، أما صناعة الفرص فلا تزال بحاجة إلى مهندّس يُجيد فنّ الهندسة وسط الملعب، مع ضبط الايقاع الهجومي السريع المصحوب بأنماط التحرّك المتعدّدة والمؤثرة في الأمام على غرار التدوير مع الركض والتمركز خلف المدافعين لايجاد مساحات المرور السهل وتأمين الجري من قبل لاعب ثانٍ أو ثالث أو رابع حُر غير مُراقب، إضافة الى عمل التقاطعات في الفراغ واستلام الكرة في الأمام وبين خطوط اللعب واللعب خلف المدافعين أو تحركات لاعبي الطرف من الخلف اللاعب الثالث فضلاً عن الرهان على الكرات الهوائية أو الكروسات والكرات العرضية ودقتها في طرفي الملعب، والاستفادة من (الركلات الثابتة الهجومية أو الركنيات فضلاً عن متابعة الكرات المقطوعة).
أدعوكم لمقارنة فاعلية التكتيك الهجومي لمنتخب إيران في التصفيات الجارية في البحرين حالياً مع فاعلية منتخبنا، عندها تسلمون بما اسلفت! وأعتقد أن المطلوب من الملاك الفني مراجعة كل الخطط وأختيار التشكيل الراجح للفريق بالشكل الذي يتناسب ومهارات اللاعبين فبعضهم لا يلعبون في مراكزهم المعروفة من سنين عدة، وقد امتازوا وقدّموا مستويات عالية أشاد بها الجميع.
كذلك ينبغي إعطاء الفرص للاعبين آخرين نرى أنهم قادرون على تقديم مستوى عالٍ مثل (ضرغام إسماعيل وعلاء عبد الزهرة) خصوصاً بعد غياب الأداء الفني والمهاري لميمي (مهند علي) ولم نلحظ المستوى الفني المعهود لـ (بشار رسن وعلي عدنان) وأعتقد أن مدرب منتخبنا أخطأ في توظيف اللاعبين في مراكزهم الحقيقة ما أثّر سلباً على أداء أغلبهم ومن الضروري المراجعة قبل فوات الأوان لئلا نندبُ حظّنا بعد ذلك لا سمح الله.
كل الأماني لأسودنا في تجاوز الأخطاء، والظفر ببطاقة التأهل، وإفراح العراقيين.