• اخر الاخبار

    ( تلال كالفيلة البيضاء ) قصة قصيرة من الادب الانكليزي ترجمتها للعربية بنين احمد علوان جامعة البصرة





     كانت التلال الواقعة على الجهة الأخرى من وادي إيبرو بيضاء طويلة. أما في هذه الجهة فلم يكن هناك ظل ولا أشجار، وكانت المحطة بين خطين من السكك الحديد في الشمس. بقرب  المحطة كان ظل المبنى دافئاً، وكانت هناك ستارة مصنوعة من خرز الخيزران مسدلة على الباب المؤدي إلى البار لمنع الذباب

    من الدخول. جلس الأمريكي والفتاة التي معه إلى مائدة في الظل خارج المبنى. كان الطقس حاراً والقطار السريع القادم من برشلونة سيصل خلال أربعين دقيقة. كان القطار يتوقف عند هذه المحطة لمدة دقيقتين ثم  يكمل سيره إلى مدريد.

    سألت الفتاة "ماذا نشرب؟" كانت قد خلعت قبعتها ووضعتها على الطاولة. 

    «إن الطقس حار جداً،» قال الرجل .

    «لنشرب الشراب» .

    «كأسان من الشراب،» وجه الرجل كلامه عبر الستارة.

    «كبيرتان؟» سألت امرأة تقف في المدخل.

    «نعم، كبيرتان.»

    جاءت المرأة بكأسين من الشراب وقطعتين من اللباد. وضعت اللباد وكأسي الشراب على المائدة ونظرت إلى الرجل والفتاة.

    كانت نظرات الفتاة تسرح في التلال. كانت التلال بيضاء في الشمس وكانت الأرض الريفية داكنة جافة.

    «تبدو كأنها فيلة بيضاء،» قالت الفتاة.

    «لم أر فيلا أبيض قط،» قال الرجل وهو يتناول شرابه . 

    ومن أين لك أن تراها؟

    ِ«قد أراها،» قال الرجل. «إن قولك هذا لا يبرهن شيئاً.»

    نظرت الفتاة إلى ستارة الخرز. «لقد رسموا عليها شيئاً. هل تعرف ماذا يقول الرسم؟» سألته.

    «أنيس دل تورو. إنه مشروب.»

    «هل يمكننا أن نجربه؟»

    نادى على النادلة عبر الستارة، فأتته .

    «أربعة ريالات»

    «نريد كأسين من أنيس دل تورو.»

    «بالماء؟.»

    «هل تريدينه بالماء؟»

    «لا أعرف،» قالت الفتاة. 

    «هل هو جيد مع الماء؟.»

    «لا بأس به.»

    «هل تريده بالماء؟» سألت النادلة.

    «نعم، بالماء.»

    «طعمه كعرق السّوس،» قالت الفتاة وهي تضع الكأس من يدها.

    «هكذا هي الحال مع كل شيء.»

    «نعم،» قالت الفتاة. «كل شيء له طعم السوس، وبالاخص الأشياء التي ننتظرها طويلا، كمشروب الأڤسنتين»

    «آه، توقفي عن هذا »!

    «أنت الذي بدأ،» قالت الفتاة. «لقد كنت أتسلى وأستمتع بوقتي.»

    لنحاول أن نقضي وقتًا ممتعًا، إذًا”

    حسنًا. كنت أحاول ذلك. قلتُ إنّ الجبال تبدو كالفيلة البيضاء. ألم يكن ذلك ذكيًّا؟

    «إنه كذلك.»

    «أردت أن أجرب هذا المشروب الجديد. أليس هذا كل ما نفعله؟ ننظر إلى الأشياء ونجرب المشروبات الجديدة؟.»

    «أعتقد ذلك»

    سَرحت الفتاة بنظراتها نحو التلال.

    «إنها تلال فاتنة » قالت الفتاة:

    لا تبدو حقًّا كالفيلة البيضاء. كنت أقصد فقط ألوان جلودها عبر الأشجار. 

     «هل نتناول مشروباً آخر؟.»

    «لا بأس.»

    هبت الريح الدافئة، فارتطمت ستارة الخرز بالمائدة.

    «البيرة لذيذة وباردة» قال الرجل.

    «إنها رائعة،» قالت الفتاة.

    «إنها في الحقيقة عملية بسيطة جداً، يا جيغ،» قال الرجل.

    «إنها في الحقيقة ليست عملية على الإطلاق.»

    نظرت الفتاة إلى الأرض التي تقف عليها أرجل الطاولة.

    «أعرف أنك لا تمانعين، يا جيغ. إنها لا شيء في الحقيقة. إنها تسمح بدخول الهواء فقط.»

    ًلم تقل الفتاة شيئا.

    «سأذهب معك وسأبقى معك دائماً. كل ما هنالك هو أنهم يسمحون بدخول الهواء، وبعدها تسير الأمور بشكل طبيعي تماماً.»

    «وماذا سنفعل بعدئذ؟»

    «سنكون على ما يرام بعدها. تماماً كما كنا في السابق .»

    «ما الذي يجعلك تعتقد ذلك؟»

    «هذا هو الشيء الوحيد الذي أربك صفاء حياتنا . إنه السبب الوحيد الذي يزعجنا .»

    نظرت الفتاة إلى ستارة الخرز، ثم مدت يدها وأمسكت بخيطين من الخرز.

    «وأنت تظن أننا بعدها سنكون سعيدين وعلى احسن ما يرام.»

    «أنا أعلم أننا سنكون كذلك. لا داعي للخوف. أعرف كثيرا من الناس الذين فعلوها من قبلنا.»

    «وكذلك أعرف أنا،» قالت الفتاة. «وبعدها كانوا جميعا سعداء.»

    «على أي حال،» قال الرجل، «لا واجب عليك إن كنت غير راغبة في ذلك. لا أريدك أن تفعلي هذا إن لم تكوني راغبة فيه. لكنني أعلم أنها بغاية  البساطة.»

    وهل هذا حقاً ما تريده أنت؟

    «أعتقد أنها أفضل شيء نفعله. لكنني لا أريدك أن تفعلي إن لم تكوني حقاً راغبة.»

    «وإن فعلت، هل ستكون سعيداً، وتعود الأمور إلى سابق عهدها وتحبني؟.»

    «أنا أحبك الآن. وأنت تعلمين أنني أحبك.»

    ُ«أجل، أعلم. لكنني إن فعلت، فهل تعترض  إن قلت إن الأشياء تشبه الفَيلة البيضاء؟.»

    «بل سأحب مثل هذا القول. أنا أحبه الآن، لكن المشكلة هي أنني لا أستطيع التفكير في مثل هذه الأمور الآن. أنت

     تعرفينني عندما أصير قلقًا .»

    «وإن فعلتها، ألن يعاودك القلق أبداً؟.»

    «لن أقلق بشأن ذلك لأنني أعلم أنها عملية في منتهى البساطة.»

    «إذن، سأفعل. سأفعل لأنني لا أبالي بنفسي.»

    «ماذا تقصدين؟.»

    «لا أبالي بنفسي.»

    «ولكنني أبالي بك.»

    «أوه، طبعاً. لكنني لا أبالي بنفسي. و سأجريها  وستكون الأمور بعدها على خير ما يرام.»

    «لا أريدك أن تفعلي إن كان هذا هو شعورك.»

    نهضت الفتاة وسارت إلى نهاية المحطة. وعلى الطرف الآخر كانت حقول الحبوب والأشجار تمتد على ضفاف نهر إيبرو.

    وخلف النهر في البعيد كانت هناك جبال. عبر ظل سحابة حقل الحبوب وشاهدت الفتاة النهر من بين الأشجار، وقالت:

    «وبعدها يمكننا أن نملك كل هذا. ويمكننا أن نملك كل شيء وكل يوم نجعل الأمر أكثر استحالة.»

    «ماذا قلت؟.»

    «قلت يمكننا أن نملك كل شيء.»

    «بإمكاننا أن نملك كل شيء.»

    «لا، لا يمكننا.»

    «بإمكاننا أن نملك الدنيا بأكملها.»

    «بإمكاننا أن نسافر إلى أي مكان نشاء.»

    «لا، لا يمكننا. لم يعد هذا بوسعنا.»

    «بل هو كذلك.»

    لا، ليس كذلك. متى أخذوا منك شيئاً، فلا تستطيع أن تسترده.»

    «لكنهم لم يأخذوه.»

    «سننتظر ونرى.»

    «هيا، عودي إلى الظل،» قال لها. «يجب ألا تشعري على هذا النحو.»

    «لا أشعر لا على هذا النحو ولا ذاك. كل ما هنالك هو أنني أعرف كيف هي الأمور.»

    «لا أريدك أن تفعلي شيئاً لا تريدينه.

    «وليس في هذا ما يضيرني،» قالت له. 

    «أعرف ذلك. هل لنا بكأس أخرى من الشراب؟.»

    «لا بأس. ولكن عليك أن تدركي.»

    «إني أُدرك،» قالت الفتاة. «هلا توقفنا عن الحديث؟.»

    جلسا إلى المائدة وراحت نظرات الفتاة تسرح في التلال الواقعة على الطرف القاحل للوادي، ونظر الرجل إليها وإلى المائدة، وقال:

    «عليك أن تدركي أنني لا أريدك أن تفعلي شيئاً لا تريدينه. إنني على استعداد تام لتقبل الأمر إن كان هذا الأمر يهمك.»

    وأنت، ألا يهمك هذا الأمر؟ بإمكاننا أن نتعايش معه.»

    «بالطبع، يهمني الأمر، ولكني لا أريد أحداً غيرك. لا أريد أحداً غيرك. كما إنني أعلم أن المسألة في منتهى البساطة.»

    «نعم، أنت تعلم أن المسألة في منتهى البساطة.»

    «لا بأس أن تقولي ذلك، لكن هذه هي الحقيقة التي أعلمها.»

    هلا أسديت لي معروفاً الآن؟.»

    «أنا رهن إشارتك لأي شيء.»

    “هل يمكنك رجاءً رجاءً رجاءً رجاءً رجاءً رجاءً رجاءً أن تكفّ عن الكلام؟”

    لم ينطق أي كلمة ، لكنّه نظر إلى الحقيبتين المُسندتين إلى جدار المحطّة. كانت عليهما لواصق من جميع الفنادق التي قضيا فيها ليالٍ.

    «لكني لا أريدك أن تفعلي. لست أهتم للأمر كثيراً.»

    «سأصرخ،» قالت الفتاة.

    جاءت النادلة من بين الستائر تحمل كأسين من الشراب ووضعتهما على واقيتَيْ اللباد المبللتين، وقالت:

    «سيصل القطار خلال خمس دقائق.»

    ما الذي قالته؟” سألت الفتاة.

    “إنّ القطار سوف يصل بعد خمس دقائق”.

    ابتسمت الفتاة ابتسامة مشرقة نحو المرأة، لتتشكرها .

    “من الأفضل أن آخذ الحقائب إلى الجهة الأخرى من المحطّة”، قال الرجل. إبتسمت نحوه.

    “حسنًا. عد بعد ذلك وسنُنهي الجعة”.

    رفع الحقيبتين الثّقيلتين وحملهما حول المحطّة إلى السّكة الأخرى. نظر إلى امتداد السّكة لكنّه لم يستطع أن يرى

     القطار. عاد عابرًا غرفة الحانة، حيث كان النّاس الذين ينتظرون القطار يشربون. شرب كأسًا من الأنيس عند

     المنضدة وراقب النّاس. كانوا جميعهم ينتظرون القطار بتعقُّل. خرج عبر ستارة الخرز. كانت الفتاة جالسة إلى

     المائدة وابتسمت نحوه.

    “هل تشعرين بتحسُّن؟”

    “أشعر بخير”، قالت. “ليس بي أيّ خطب. أشعر بخير”.



    HILLS LIKE WHITE ELEPHANTS

    ERNEST HEMINGWAY

    1899

     

     By : baneen ahmad alwan

    The hills across the valley of the Ebro' were long and white. On this side

    there was no shade and no trees and the station was between two lines of

    rails in the sun. Close against the side of the station there was the warm

    shadow of the building and a curtain, made of strings of bamboo beads,

    hung across the open door into the bar, to keep out flies. The American and

    the girl with him sat at a table in the shade, outside the building. It was very

    hot and the express from Barcelona would come in forty minutes. It

    stopped at this junction for two minutes and went on to Madrid.

    "What should we drink?" the girl asked. She had taken off her hat and put it

    on the table.

    "It's pretty hot," the man said.

    "Let's drink beer."

    "Dos cervezas," the man said into the curtain.

    "Big ones?" a woman asked from the doorway.

    "Yes. Two big ones."

    The woman brought two glasses of beer and two felt pads. She put the

    felt pads and the beer glasses on the table and looked at the man and the

    girl. The girl was looking off at the line of hills. They were white in the sun

    and the country was brown and dry.

    "They look like white elephants," she said.

    "I've never seen one," the man drank his beer.

     

    "No, you wouldn't have."

    " I might have," the man said. "Just because you say I wouldn't have

    doesn't prove anything."

    The girl looked at the bead curtain. "They've painted something on it,"

    she said. "What does it say?"

    "Anis del Toro. It's a drink."

    "Could we try it?"

    The man called "Listen" through the curtain. The woman came out

    from the bar. "Four reales."

    "We want two anis del Toro."

    "With water?"

    "Do you want it with water?"

    " I don't know," the girl said. "Is it good with water?" "It's all right."

    "You want them with water?" asked the woman.

    Yes, with water."

    " I t tastes like licorice," the girl said and put the glass down. "That's the

    way with everything."

    "Yes," said the girl. "Everything tastes of licorice. Especially all the

    things you've waited so long for, like absinthe." "Oh, cut it out."

    "You started it," the girl said. " I was being amused. I was having a fine

    time."

    "Well, let's try and have a fine time."

    "All right. I was trying. I said the mountains looked like white elephants

    Wasn't that bright?"

    "That was bright."

    "I wanted to try this new drink. That's all we do, isn't itlook at things and

    try new drinks?"

    " I guess so."

    The girl looked across at the hills.

    "They're lovely hills," she said. "They don't really look like white elephants.

    I just meant the coloring of their skin through the trees." "Should we

    have another drink?"

    "All right."

    The warm wind blew the bead curtain against the table.

    "The beer's nice and cool," the man said.

    "It's lovely," the girl said.

    "It's really an awfully simple operation, Jig," the man said. "It's not

    really an operation at all."

    The girl looked at the ground the table legs rested on.

    " I know you wouldn't mind it, Jig. It's really not anything. It's just to let

    the air in."

    The girl did not say anything.

    "I'll go with you and I'll stay with you all the time. They just let the airin

    and then it's all perfectly natural."

    "Then what will we do afterward?"

    "We'll be fine afterward. Just like we were before."

    "What makes you think so?"

    "That's the only thing that bothers us. It's the only thing that's made u 

    unhappy."

    The girl looked at the bead curtain, put her hand out and took hold of

    two of the strings of beads.

    "And you think then we'll be all right and be happy."

    " I know we will. You don't have to be afraid. I've known lots of people

    that have done it."

    "So have I , " said the girl. "And afterward they were all so happy."

    "Well," the man said, "if you don't want to you don't have to. I wouldn't have

    you do it if you didn't want to. But I know it's perfectly simple."

    "And you really want to?"

    " I think it's the best thing to do. But I don't want you to do it if you don't

    really want to."

    "And if I do it you'll be happy and things will be like they were and you'll

    love me?"

    " I love you now. You know I love you."

    " I know. But if I do it, then it will be nice again if I say things are like white elephants, and you'll like it?

    "I'll love it. I love it now but I just can't think about it. You know how I get

    when I worry."

    " I f I do it you won't ever worry?"

    " I won't worry about that because it's perfectly simple."

    "Then I'll do it. Because I don't care about me."

    "What do you mean?"

     

    " I don't care about me."

    "Well, I care about you."

    "Oh, yes. But I don't care about me. And I'll do it and then everything

    will be fine."

    " I don't want you to do it if you feel that way."

    The girl stood up and walked to the end of the station. Across, on the

    other side, were fields of grain and trees along the banks of the Ebro. Far

    away, beyond the river, were mountains. The shadow of a cloud moved

    across the field of grain and she saw the river through the trees.

    "And we could have all this," she said. "And we could have everything and

    every day we make it more impossible."

    "What did you say?"

    " I said we could have everything."

    "We can have everything."

    "No, we can't."

    "We can have the whole world."

    "No, we can't."

    "We can go everywhere."

    "No, we can't. It isn't ours any more."

    "It's ours."

    "No, it isn't. And once they take it away, you never get it back."

    "But they haven't taken it away."

    "We'll wait and see."

    "Come on back in the shade," he said. "You mustn't feel that way." "

     

     I don't

    feel any way," the girl said. " I just know things."

    " I don't want you to do anything that you don't want to do"

    "Nor that isn't good for me," she said. " I know. Could we have another

    beer?"

    "All right. But you've got to realize"

    " I realize," the girl said. "Can't we maybe stop talking?"

    They sat down at the table and the girl looked across at the hills on the

    dry side of the valley and the man looked at her and at the table. "You've

    got to realize," he said, "that I don't want you to do it if you

    don't want to. I'm perfectly willing to go through with it if it means any-thing

    to you."

    "Doesn't it mean anything to you? We could get along."

    "Of course it does. But I don't want anybody but you. I don't want any one

    else. And I know it's perfectly simple."

    "Yes, you know it's perfectly simple."

    "It's all right for you to say that, but I do know it."

    "Would you do something for me now?"

    "I'd do anything for you."

    "Would you please please please please please please please stop

    talking?"

    He did not say anything but looked at the bags against the wall of the

    station. There were labels on them from all the hotels where they had spent

     

    nights.

    "But I don't want you to," he said, " I don't care anything about it."

    "I'll scream," the girl said.

    The woman came out through the curtains with two glasses of beer and

    put them down on the damp felt pads. "The train comes in five minutes,"

    she said.

    "What did she say?" asked the girl.

    "That the train is coming in five minutes."

    The girl smiled brightly at the woman, to thank her.

    "I'd better take the bags over to the other side of the station," the man

    said. She smiled at him.

    "All right. Then come back and we'll finish the beer."

    He picked up the two heavy bags and carried them around the station to

    the other tracks. He looked up the tracks but could not see the train.

    Coming back, he walked through the barroom, where people waiting for the train were drinking.

    He drank an Anis at the bar and looked at the people.

    They were all waiting reasonably for the train. He went out through the

    bead curtain. She was sitting at the table and smiled at him.

    "Do you feel better?" he asked.

    " I feel fine," she said. "There's nothing wrong with me. I feel fine."

    ad728