مواكب الحياة
الشاعر شريف حسين
قــل لـلـحياة إذا ضـجّـت مـواكـبها ... تـيـهاً وحــاد الـنهى عـن دهـرها وكـبامواكب الحياة
وســـادت الــدهـر غـوغـاء فـجـافلة ... وحــادي الـعـيس مـزهـول ومـاركـبا
قـد حـقّ لـلدهر أن يـمضي بـلا نـظرٍ ... مـهشّم الـرأس في الأجسام منشعبا
مــرأى الـسـماء غـيـوم لاحــدود لـهـا ... والأرض اسـتـعرت مــن زيـغها لـهبا
والـرشد مـات عـلى الـشطآن من غرق ... والحق في نزعه المدثور قد غربا
عـلـى انـكـفاء جـنـوح لـلـضلال رنــا ... مــوت الـرسـوخ عـلـى أطـلالـه يـببا
عصبت عيني عن هذا الزمان أسى ... فأغمض النبل في جفن الأسى عجبا
أواه أواه لــو تــدري مـرابـعنا ... كــم شــاخ فــي عـمرها بـين الـطلول صـبا
بـحـثت عــن سـبب ضـلّ الأنـام بـه ... لـمّا وجـدت وجـدت الـعمر قـد ذهـبا
يــاأمـة نـسـبـت إلـــى الــعـلا زمــنـا ... فـقـطّع الـلـيل عــن أعـراقـها الـنـسبا
إسـتأصلت مـن حـنايا الـروح شـأفتها ... وعشعش البوم في أغصانها طربا