• اخر الاخبار

    مسلمون على الجبهتين. . والفتوى واحدة بقلم: كاظم فنجان الحمامي


    هذا ما نقلته لنا الفضائيات عن المسلمين الذي أسرجوا وتدرعوا وتخندقوا الآن في جبهات القتال شرقي أوكرانيا. .

    فرقة مسلمة تقاتل تحت لواء فلادمير بوتين بفتوى شرعية من (رمضان أحمدوفيتش قديروف)، وفرقة مسلمة أخرى تقاتل تحت لواء (فولوديمير زيلينسكي) بفتوى شرعية من فقهاء الناتو. .

    فَأيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ من الآخر ؟، وأيهما أصدق ؟، وما الذي جاء بهما إلى كييف في هذا البرد القارس (أو القارص - لا فرق). .

    لقد نقلت لنا الفضائيات صيحات التكبير، وهي تصدح مدوية وتتعالى من مكبرات الصوت فوق أرصفة شوارع خيرسون وخاركيف في مشهد يرسم مليون علامة استفهام في زمن الحيرة وسيادة الشك وفناء اليقين، والمثير للدهشة ان بعضهم يقاتل الآن جنباً لجنب مع الإسرائيليين الذين لبوا نداء السفارات الأوكرانية لنصرة جيشها المسحوق بدبابات الدب الروسي. . 

    عشرات الآلاف من المسلمين قاتلوا في الحرب العالمية الثانية لصالح النازيين، وكان معظمهم من البوسنيين والألبان ومن القوقاز وآسيا الوسطى. وذلك تلبية لدعوات السلطان العثماني للجهاد، فجاء دور وعاظ السلاطين في الإتيان بأحاديث ونصوص تشير إلى أن هناك ملكا أو إمبراطورا قويا سوف يسلم وينصر المسلمين، وأضحى إمبراطور ألمانيا في نظر المسلمين (الحاج غليوم)، الذي كان المصلون يدعون له في مساجد دمشق، ووصلت سذاجة البعض إلى اعتبار وليم الثاني هبة الله للإسلام. وردد الفلسطينيون وقتذاك اهزوجة: (غليوم يا خالنا، بسيفك نأخذ ثارنا). .

    فما أشبه الليلة بالبارحة، فالصورة الحاضرة هى الصورة الماضية، ولكن الاختلاف فى التفاصيل، لا شك ان الجهاد الذي لا يقوده الوعي يتحول إلى إرهاب، فالأزمة هي أزمة الوعي، ولم يتأله الفراعنة والأباطرة إلا لأنهم وجدوا الذين يطيعونهم بلا وعي. .

    ad728