سكان العمارة 56
بقلم: كاظم فنجان الحمامي
حتى نفهم ما يجري حولنا وما سيجري في المستقبل، نفترض ان معظم أبطال العملية السياسية يسكنون في عمارة واحدة مؤلفة من 56 طابقاً، وكل طابق فيه 56 شقة سكنية، وفي كل شقة نافذة واحدة يطل منها أحد المستأجرين السياسيين، حيث ينظر كل منهم من خلال ركن من الأركان الأربعة. .
اما من أين جاء الرقم ( 56 ) ؟، فالمعنى في قلب المواطن المگرود. .
وتخيل أيضاً ان الاحداث التي تقع في الأحياء السكنية المحيطة بالعمارة، يشاهدها الساكنون من نوافذهم الضيقة، ومن الطوابق التي يشغلونها، ومن زاوية الرؤية التي تتيح لهم متابعة الأحداث. .
وبالتالي سيكون لدينا 56 مشهداً، مضروبا في 56 مرصداً، لتتكون لدينا في المحصلة النهائية 3136 رواية مختلفة، تتناقض في تفسيراتها لحدث واحد وقع أمام أعين الجميع. ولن تتطابق وجهات نظرهم حتى لو تكرر هذا الحدث أمام أبصارهم 56 مرة. من دون ان يعلموا انهم في رحلة قصيرة، سيغادرون بعدها العمارة إلى غير رجعة، وان العمارة نفسها في طريقها إلى الزوال، لأنها مبنية في مرحلة (الحواسم) فوق أرض هشة، وغير مسجلة عقارياً. .
لم تخل أي عمارة يسكنها السياسيون من الصراع مع بعضهم البعض، وتناقض بعضهم ضد بعض، على الرغم من علمهم المسبق ان هذه العمارة آيلة للانهيار. .
قال تعالى: ((وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)). .