توجه الطلبة العراقيين لتعليم الجامعي عبر الانترنت بسبب قلة التكاليف واختيار أوقات الدراسة
بقلم / الكاتبة
باسكلين شيبر
زاد الالتحاق خلال العاميين الماضيين على الجامعات التي تعلم عن بعد أو كما تعرف الجامعات الالكترونية حيث تتم الدراسة عبر الانترنت. رغم أن التجربة حديثة وبدأت تنضج بُعيد جائحة كورونا كأحد الحلول فهي باتت الان تستقطب الطلبة حول العالم. فالعديد من الجامعات العالمية بدأت تتجه نحو التعليم الالكتروني مثل جامعة Columbia university of California وBoston الامريكية أو Kings college البريطانية أو Sydney الأسترالية وEdinburg الإسكوتلندية. وغيرها من كبرى الجامعات لما فيه من أفق لتوسيع التعليم الجامعي وأيضا إمكانية تعلم الطلاب من حول العالم دون عناء السفر أو الحصول على تأشيرة سفر الامر الذي يساعد الطلبة على الحصول على شهادة جامعية من مثل هكذا جامعات عالمية.
الطالب جابر علي يشرح تجربة التعلم على الانترنت " أعمل طباخ حلويات ومخبوزات وبسبب الظروف المادية لم أستطع استكمال دراستي الجامعية. ومع ذلك التحقت بجامعة University of the people الامريكية حيث أستطيع من خلالها العمل والدراسة مما يساعدني في التطور المهني والعلمي. وبما أن عملي يحتاج الكثير من التعلم فأجد تخصص ادارة الاعمال مناسباً تماماً مع طبيعة عملي. هذه الجامعة تسهل الدراسة خصوصاٌ للذين يعملون ولا يجدون وقت كافياً للدراسة حضورياً وتتيح لك الدراسة في الاوقات التي تختارها ".
تكاليف التعليم الجامعي تتصاعد وفي نفس الوقت المصالح التجارية والصناعية بحاجة للعديد من الكوادر المؤهلة أكاديميا وهذا يمكن رؤيته في منصات البحث عن وظائف المنتشرة على الشبكة. واللافت ان الشركات العالمية وحتى العربية ترى الشهادات عبر الانترنت من الجامعات المرموقة والمعروفة والمعترف بها لا تختلف عن تلك التي يحصل عليها الطلبة الذين يعتمدون على التعليم الوجاهي التقليدي.
بلا شك أن الشهادات الجامعية الامريكية أو الاوروبية لها قيمة وأهمية لما تحمله من مزايا تعليم ولغة وفهم لسوق العالمي. إلا أن التكلفة الباهظة في السفر تمنع الطالب من خوض غمار التجربة ناهيك عن حياة الغربة وما تحمله من بعد عن الوطن والاهل. التعليم الجامعي عبر الانترنت يشكل الان البديل الواقعي للحصول على شهادة أمريكية أو اوروبية دون الحاجة لسفر. جامعات كبرى عالمية تدريجيا بدأت انتهاج هذا البديل الجديد فبدأت ببعض المساقات التعليمية وتنتقل إلى تعليم ثنائي أي عن بعد وبحضور بعض المساقات في الجامعة.
تشرح باسكلين شيربير رئيسة مجلس أمناء جامعة university of the peopleالهدف من التعليم عن بعد” يوجد طلب كبير على الشهادات الجامعية عبر الانترنت بسبب جودة التعليم والتي تتناسب مع احتياجات السوق الحالية. عدد من الطلاب يعملون أثناء الدراسة، ويدركون جيدًا متطلبات أماكن العمل ويرون الدرجات العلمية التي يدرسونها لها دور مهم في تعزيز تطورهم الوظيفي. تقدم الجامعة شهادات أمريكية معتمدة ومعترف بها أمريكيا عالية الجودة. توفر للطلاب أقصى قدر من المرونة لاستكمال دراستهم بغض النظر عن وضعهم الشخصي مثل العمل أو أن يكونوا أحد الوالدين. يمكن الدراسة في أي وقت وفي أي مكان، طالما لديهم اتصال بالإنترنت".
مازال الطريق طويلا أمام التعليم الجامعي عن بعد خاصة فيما يتعلق بقدرة الطلاب على الدراسة والعمل في نفس الوقت الامر الذي يحتاج لجهد كبير من قبل الطلبة. ويرى الخبراء أن ليس كل التخصصات تنفع لدراسة عن بعد خاصة تلك التي بحاجة لتدريب العملي أو لتفاعل بين الطلبة. رغم أن فكرة مكتبة الجامعة باتت غير ملزمة مع توفر الكتب عبر الانترنت بما فيها الدراسات العلمية التي تنشر إما مجانا أو باشتراكات ومع تقدم الزمن فإن أدوات التعليم هي الاخرى تتغير وتتطور فبدل الورقة والقلم والدفتر، الطلبة الان في الجامعات يكتبون ملاحظاتهم على الحاسوب داخل الصف الدراسي.
فكرة التعليم عن بعد ليست جديدة ولكن أدوات التكنولوجيا هي التي حولتها إلى فكرة واقعية قابلة لتنفيذ ومع هذا فإن التطور التكنولوجي لا يجب أن يكون على حساب جودة التعليم أو أربع سنوات من الاندماج في النشاطات الجامعية التي فيها ما فيها من ذكريات جميلة وتواصل مباشر مع طلبة قد يكونوا أصدقاء أو شركاء عمل في المستقبل. البديل الذي توفره الجامعات عن بعد هو منتديات التعليم أي خلق بيئة افتراضية لطلبة كي يتواصلوا مع بعضهم البعض. الان نرى ذلك على مستوى لاعبي اللعب الالكترونية لكن التعليم الجامعي مختلف وبحاجة لمثل هكذا تواصل.
على سبيل المثال يبلغ عدد الطلاب العرب الذين يدرسون إدارة الاعمال باللغة العربية قرابة سبعة عشر ألف طالب من مختلف الدول العربية في جامعة University of the poeple. أما عدد الطلاب الإجمالي من مختلف الجنسيات فيبلغ مئة وخمسة وعشرين الف طالب في عدة تخصصات ضمن البكالوريوس والماجستير وتخرج عدد كبير منهم ويعملون الان في وظائف أفضل بكثير من ناحية الدرجة المهنية نتيجة حصولهم على شهادة جامعية أمريكية والانخراط في سوق العمل العالمي الذي هو الأخر بدأ يستقطب بشكل كبير موظفين يعملون عن بعد.
الطالب الجامعي موسى جبرين يرى أن الجامعة عليها أيضا المساعدة في عثور الطلبة على فرص عمل وليس فقط التعليم الأكاديمي لان تلك الجامعات تمتلك الاتصالات مع كبرى الشركات فيقول " التعليم عبر الإنترنت هو طريق المستقبل، مع تطور التكنولوجيا سيتمكن المزيد من الطلاب من الوصول إلى نوع المعلومات الذي يمكن أن يعزز بشكل كبير فرصهم في العثور على عمل وربما حتى تغيير العالم. لمساعدة الطلاب والخريجين الحاليين في العثور على وظائفهم المثالية، قامت الجامعة بتوسيع مركز الخدمة المهنية الخاص بها. الجامعة تعمل على دعم الطلاب من جميع أنحاء العالم في الحصول على شهاداتهم وإيجاد عملهم المثالي بعد التخرج وهو أمر مفيد لإدارة وتطوير حياتي المهنية. إن تقوية الروابط المهنية، وتوسيع المعرفة التجارية للفرد، وتبادل المعرفة والخبرات، وإمكانيات العمل التجاري، كلها مزايا للتواصل “.
التعليم الجامعي عبر الانترنت قد يكون مفيدا أيضا للمرأة حيث إن لم تسمح ظروفهن بالدراسة الجامعية فهي الان تستطيع الالتحاق بينما هي منزلها أو في عملها. هذا النمط يساعد السيدات اللواتي تزوجن في سن مبكر وتراكمت عليهن مسؤوليات المنزل والعائلة والأطفال. أضافة لذلك فإن الرجال أو النساء الذين تقدمت بهم السن وباتوا في الثلاثينات والاربعينات مازال لديهم الفرصة الحقيقة لاستكمال الدراسة الجامعية وهذا ما يمكن أن يحسن ظروف عملهم أو استكمال الدراسة الاكاديمية في الشهادات العليا.
العديد من الجامعات العربية باتت تدرك أهمية التعليم الجامعي عن بعد وانه سيحتل مكانة في الحياة الاكاديمية طالما هناك تطوير للمناهج الدراسية وتوفير المكتبة الالكترونية حيث المراجع والدراسات المنتشرة بعدة لغات. سرعة نبض التكنولوجيا في عصر السرعة أيضا سيؤثر على التعليم كمنظومة متكاملة فلن يكون التعليم جامدا ومتخلفا بينما الأدوات تتطور والسوق يطلب المزيد من الخريجين والخريجات في مختلف التخصصات.
بلا شك أن الشهادات الجامعية الامريكية أو الاوروبية لها قيمة وأهمية لما تحمله من مزايا تعليم ولغة وفهم لسوق العالمي. إلا أن التكلفة الباهظة في السفر تمنع الطالب من خوض غمار التجربة ناهيك عن حياة الغربة وما تحمله من بعد عن الوطن والاهل. التعليم الجامعي عبر الانترنت يشكل الان البديل الواقعي للحصول على شهادة أمريكية أو اوروبية دون الحاجة لسفر. جامعات كبرى عالمية تدريجيا بدأت انتهاج هذا البديل الجديد فبدأت ببعض المساقات التعليمية وتنتقل إلى تعليم ثنائي أي عن بعد وبحضور بعض المساقات في الجامعة.
أما فارق العمر وخاصة من يريدون اتمام شهادة جامعية وهم في متوسط العمر ويعملون في وظائف ثابتة ولربما لديهم عائلات فإن التعليم عن بعد قد يشكل ذلك الحل السحري لدراسة والعمل معا وحتى الزوجة التي لديها أطفال ولا تستطيع التغيب عن المنزل فسيكون لها متسع لدراسة على الحاسوب وبعد أربع سنوات تحصل على شهادة بكالوريوس أو بعد عاميين ممكن أن تحصل على شهادة متوسطة. وفي كل الاحوال التعليم شأنه شأن العديد من القطاعات سيخدم متطلبات الانسان أكثر من أن الانسان عليه أن يتكيف من متطلبات الجامعة بالوقت والمكان في عالم يتجه نحو الافتراضية والرقمية.