• اخر الاخبار

    قصيدة وخيال شعرنسرين حسن / سورية

    جُرّني أيها الخيال
    إلى القصيدة
    لا تحرص على مشاعري
    فقد غيرتُ مسارَ الحكايات
    خذني حيثُ الصورةُ لا تتكرر
    وحيثُ التاريخُ تكفيه
    طروادة واحدة
    جرّني أيها الخيال
    علمتني الحياة
    إن الهواء لهُ حنجرة
    تمتصُّ أنفاسنا على مهلٍ
    وإن الأرضَ تثملُ
     من غيمةٍ بيضاء
    الضبابُ جسدٌ نرتديه 
    ونطاردُ الذئابَ في غابات الزمن
    علّمتني الحياة
    إن الضوءَ يقودُ النهار
    ويعودُ قديماً في الظلام
    حيثُ القمرَ للعشاقِ منه حصةٌ
    وهم يحفرونَ قبلاتهم
    بشكلِ موجةٍ على شفةِ الليل
    فيخلقُ الصباحُ لأجلهم
    وفي يديه حقولٌ من النرجسِ
    أجهزُ لهُ نهراً
    تفيضُ مياههُ من الورقِ
    أرمي في جسدهِ سمكةً
    ليزدادَ البياضُ براءةً
    أرميهِ في قاموسٍ
    فأجدهُ فارساً في العصورِ الوسطى
    سيفهُ أجملُ بلا قتال
    علّمتني الحياة
    إن قلبَ الشاعرِ رخوٌّ
    يبالغُ في غناءِ المطرِ
    وإن العقلَ كارثةٌ
    في وطنٍ كلهُ أموات
    لذا عليهِ أن يستريح
    كأبديّةٍ من الجليد
    وعليَّ أن أسندَ رأسي
    بشكلٍ أنيقٍ 
    على ثرثرةِ الآخرين
    أسيرُ في الجنازات
    أبكي في آخر الليلِ
    كمن نزفَ الكثيرَ من الرّملِ 
    كمن قُطعَ وطنهُ كرأسٍ
    علمتني الحياة
    إن الحريةَ تموتُ كالعبيدِ 
    في الداخلِ والخارج
    الشجر والحجر والشمع
    الحروف والكلمات
    المعاصي والصلاة
    في السّاعةِ المعلّقة على الحائط
    في الأسئلةِ الصعبةِ 
    التي يجرّها الوجود
    في اللّفافةِ التي تنطفىءُ
    بعدُ السعال
    الحرية تموتُ بلا قيودٍ
    تموتُ وبآخرِ قلبها
    بيتاً من الورد
    ad728