أصابع من نهار
شعر
نسرين حسن / سورية
اكتبي يا أصابعي
كيفَ احترقَ قلبي بالثلج
اكتبي حكايتي
كبلورٍ دافىءٍ
خلفهُ حصانٌ من الغيم
يجرُّ الأحلام
في ملكوتِ البياض
فيخفقُ الحبرُ كقلبٍ وسيم
اكتبي عن نهارٍ خالدٍ
يقفزُ إلينا من الشمس
ونهرٍ يلهثُ وراء الجبال
كفمٍ بريءٍ للأطفال
يقولُ أن الشعراء في الحربِ
أناشيدٌ وسلام
وفي الأوطانِ المقطوعة الرأس
بلا أقدام
يحمرّونَ خجلاً من الموت
وأصابعهم تتحول
لخبزٍ أو قمرٍ مليءٍ بالأحلام
اكتبي في الظلِّ
حيثُ الوقتُ يشبهُ الحب
والأفكارُ تشبه الماء
الهواءُ قميصُ حرير
اكتبي عن رائحة البرتقال وأقدام بوذا
التي فرّت من الضوء
ارسمي حبة رملٍ
فوقها شمس ومظلّة
يا أصابعي إنه الشرق
لايتقنُ الغناءَ والحب
الدخانُ يتصاعد
وأرتالُ الحقدِ تقتلُ العصافير
فيموتُ الكرز على قمصاننا
كم أحبُ أن أكون مشاكسةً
أعاكسُ السماء
أذرُّ حباتَ السكر تحت أقدامها
مشاكسة كذئبٍ بعين واحدة
يعضُّ البراءة في جسد ليلى الصغير
وينتظرُ اكتمالَ القمر
ليصرخَ عند القبور
أبحثُ عن وطنٍ جديد
يشعُ الفجرُ من عينيه
أبحثُ عن وطنٍ
يتنفسُ كالسمكة
فأغرسُ في كاحلهِ
أصابعي كالسيوف
أريدُ أن أصرخَ كالريح
وهي تدّقُ قلبي
فتخرجُ الحياةُ طازجةً
كقطنِ الربيع
أصابعي الان تمطرُ وحدها
الورقُ يتلوى كالخريف
الهدوءُ له رائحةُ الموت
وأنا أغرقُ في يقظتي
حاستي السادسة تختنقُ في الهواء
الضبابُ في صدري
كائنٌ أخضرٌ
أو ربما غابة
ومن أجل أغصانها
سأتنفسُ من أصابعي