حوار اجتماعي ...المدائن تحاور الصحفي والمترجم حامد خضير الشمري
استضافت مؤسسة الجيل الجديد للثقافة
والإعلام وبالتعاون مع وكالة المدائن الإخبارية عبر صفحتها على الفيس بوك الشاعر
والصحفي المترجم مدير شعبة المبدعين العرب حامد خضير الشمري بإشراف ومتابعة مسؤولة
الوكالة في سوريا الأستاذة رواء العلي نص اللقاء.
س ١ دكتور أحمد بدير السؤال الاول
: يتسم المثقف العراقي بعمق الثقافة
وموسوعيتها فهو مثقف من الطراز الفريد وقارئ نهم حتي أنهم كانوا يقولون القاهرة
تؤلف ولبنان تطبع وبغداد تقرأ فهل لنا أن نتعرف علي نشأة مبدعنا الثرية التي كونته
تكوينا خاصا صار مثلا يحتذي به ؟
ج
١ الأستاذ حامد الشمري د. أحمد بدير نعم، هكذا قيل، على الرغم من أن العراق يؤلف
كذلك ، ويطبع وفيه من نتاجات أدبائه ومثقفيه ما يثري الفكر لكن نهمه للمعرفة
والاطلاع لا حدود له فلا يكتفي بما عنده؛ بل يبحث عما يروي ظمأه من إبداعات أشقائه
في مصر ولبنان وغيرهما والمتتبع للتاريخ يدرك بما لا يقبل اللبس والإيهام أن النحو
عراقي والصرف عراقي وعلم العروض عراقي والبلاغة عراقية وما أنتجته مدرسة الكوفة
والبصرة لم تنتجه أية مدرسة أخرى في علوم اللغة وكان للمناهج المدرسية الرسمية
دورها الفاعل في تشويق الطلبة للأدب عموماً خاصة وقد تصدى لتأليفها وتدريسها
أساتذة يحسنون اختيار النماذج التي تشد التلاميذ إليها في بواكير حياتهم الدراسية
وهذا ما حصل لي ولغيري فقد وهبنا الله من جعلنا نرى الشاعر ملاكاً هابطاً من
السماء، والقاصَّ قديساً يدلنا على طريق الفضيلة، والمثقف عموماً مخلوقاً أثيرياً
يأخذ بأيدينا إلى فراديس الجمال والإبداع.
س ٢ دكتور أحمد بدير السؤال الثاني المرحلة
الثانوية هي مرحلة التكوين وبناء الشخصية فماذا عن هذه المرحلة بالنسبة لمبدعنا؟
ج
٢ الأستاذ حامد الشمري د. أحمد بدير للمرحلة الثانوية (بشقيها المتوسط والإعدادي)
دور حاسم في غرس البذرة الأولى للإبداع، ومعظم الشعراء والقصاصين والروائيين
وغيرهم بدأوا من هذه المرحلة التي تمتاز بالرومانسية المبكرة، والخيال الجامح الذي
لا تحده حدود فلا يتعثر ولا يوقف تدفقه كابح أو قامع. ومما تتسم به هذه الفترة هو
صدق مشاعرها فتكون قصيدة الغزل فيها تعبيراً واقعياً لخفقات العشق التي تتفتح
براعمه في ربيعها الحقيقي وهذه هي الشاعرية الحقة قبل أن تتحول إلى
"صنعة" ، والقصيدة هنا قصيدة تنبض عابقة ندية لذيذة مثل خميلة ورد في كل
زاوية منها ينهمر عسل خالص لذة للعاشقين، وليست محض قبلة من وراء زجاج.
ج ٣ دكتور أحمد بدير السؤال الثالث:-
كلية الآداب دراستها أكاديمية تتسم
بالموسوعية وقسم اللغات الأوروبية أتاح لكم قراءة امهات الابداع خاصة الانجليزي
والالماني في مصادرها الأصلية فما مدي تاثير دراستك في هذا القسم علي شخصيتك
ومنهجك الإبداعي ؟
ج ٣ الأستاذ حامد الشمري د. أحمد بدير لم
يكن القبول في كلية الآداب متاحاً إلا لمن يحصل على معدل عالٍ في المرحلة الثانوية
وكان لقسم اللغات الأوربية بفروعه المتعددة هيبته ومكانته العظمى فيها وقد حاضرَ
فيه خِيرة حمَلة الدكتوراه ممن حصلوا على شهاداتهم العليا، ودرجاتهم العلمية من
الدول الأوربية التي تخصصوا بلغاتها بينما انحدرت الشهادات في الوقت الحاضر إلى
الدرك الأسفل في كثير من البلدان وأصبحت تمنح في هذا المقهى أو ذلك وأخص منها
الشهادات الفخرية( منزوعة الفاء) . في هذا القسم اطلعنا على الأدب العالمي بشكل مباشر دون الحاجة إلى
الوقوع في أسر المترجمين الذين يفرضون علينا قناعاتهم الخاصة. في هذه الكلية نشرت في مجلة الثقافة أولى قصائدي المترجمة من الأدب
العالمي وأنا في الصف الأول فيها. وكانت كليةُ الآداب كليةً للآداب حقاً وحقيقة
وفي ناديها كانت تدور نقاشات ثقافية راقية قبل أن يتحول إلى مكان للثرثرة وبيع
المياه الملونة
س ٤ دكتور
أحمد بدير السؤال الرابع: العراق العظيم ملتقي فكري وثقافي فهو بوتقة الابداع في جميع مجالاته
ورائدا متفردا في النهل من جميع المذاهب الادبية والنقدية فديمها وحديثها علي السواء فهل ابداعكم خضع
لمنهج ادبي واحد؟ وان كان فماهو هذا المذهب ؟ وان لم يكن فما سبب تبحركم في معظم المذاهب
الأدبية والنقدية ؟
ج ٤ الأستاذ حامد الشمري د. أحمد بدير معظم
النقد الأدبي لدينا مزور لم يصدر عن البنك المركزي للإبداع وما صدر منه لا يمتلك
الغطاء الكافي من ذهب الصمت الناطق، أو فضة الكلام الموحى. مرتزقة النقد اليوم
أكثر عدداً من الشعراء الذين تكسبوا بشعرهم وليس شرطاً ان يكون التكسب مادياً
فكثير من النقاد أتقنوا "فن الزحف وهز الذيول" للمكتوب لهن من شاعرات
الغفلة اللواتي اكتسحن ساحة الشعر ويتصدرن اليوم قوائم المدعوين والمدعوات لهذا
المهرجان أو ذاك ولهذا السبب تجنبتُ النقد لأنني لا أعرف المجاملة والمحاباة ولا
أتحيز إلا للإبداع وكثيراً ما كنت أسخر من تأويلات بعض النقاد الجاهزة لأي نص
يتناولونه ، وأشفق عليهم دون أن أنكر أن هناك نقاداً مبدعين أعادوا للنقد هيبته.
درست النقد من منابعه الأولى رغم صعوبته دون أن أمارسه والغريب في الأمر أن كثيراً
من معوقي الثقافة اتجهوا للنقد أو الشعر لأنهم يعتقدون أن كل شيء مباح في هذين
الجنسين
س ٥ دكتور أحمد بدير السؤال الخامس:
تفرد العراق بإقامة المهرجانات الشعرية إحياء
للأسواق الأدبية القديمة وهي كناسة البصرة ومريد الكوفة بما كان فيهما من نقائض
شعرية أثرت الشعر العربي في حينها فهل مربد الكوفة ومهرجاناته المتعددة كان لهما
أثر في تطور الشعر العراقي في العصر الحديث ؟
ج ٥ الأستاذ حامد الشمري د.أحمد بدير قيل
قديماً، عندما كان الشعر شعراً، أن تحت كل نخلة في العراق شاعراً قبل أن يصبح
الشعراء "شخراء" وتتحول القصائد "قيئصائد" ومحض هذيان مدون في
كتب أنيقة تجد كل شيء فيها إلا الشعر. وظن الطارئون على هذا الفن العظيم أنهم
شعراء بمجرد أن امتلك كل منهم هاتفاً نقالاً وحساباً في موقع التواصل هذا أو ذاك.
لقد انفرد العراق بمهرجاناته الرصينة ولعل
أشهرها مهرجان المربد الذي اقترن اسمه بالبصرة دون غيرها وكان لا يدعى إلى هذا
المهرجان ولا يتجرأ على حضوره والقراءة فيه إلا الشعراء الفطاحل الذين دخلوا
التاريخ من أبوابه الرحيبة. أما في الوقت الحاضر فقد كثر الشعراء وقل الشعر وكثرت
المهرجانات في شتى المحافظات والدول وكثر معها "المضحوك عليهم والمكتوب لهن"
ممن لا يفرقن بين (المبني للمجهول ونصب الجندي المجهول) وبين (نائب الفاعل ونائب
العريف). وفي ظل وسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الحاضر تكفي أياً منهن دغدغة أو
مكالمة مجانية لهذا أو ذاك من الزواحف والمتصحرين عاطفيا لكي تحصل منه على دعوة
خاصة خارج السياقات المعتمدة والأمثلة أكثر من أن تحصى
س ٦ دكتور أحمد بدير السؤال السادس
: المهرجانات الشعرية الخاصة بال البيت عليهم
السلام خاصة مهرجان الشعر العربي في العتبة الكاظمية في جميع دوراته, وايضا مهرجان
الامام علي عليه السلام هل كان لهذه المهرجانات أثر في انتشار غرض المديح لآل
البيت ؟ وان كان فهل تطور هذا لغرض عن العصور السابقة ؟ وما مظاهر هذا التطور؟ وهل
أدليت بدلوك في هذه المهرجانات ؟ وما أثرها علي اتجاهك الشعري ؟
ج
٦ الأستاذ حامد الشمري د. أحمد بدير تنفرد هذه المهرجانات النورانية في أن الممدوح
فيها لا يحتاج المدح لأنه لن يضيف له، أو يضفي عليه شيئا ففيه من هالات النور ما
يبهر الأنظار والأبصار والمادح هنا هو الأحوج لهذا الشرف العظيم لقد اشتركت في
كثير من هذه المهرجانات التي أراها من نِعم الله عليَّ وكم كنت محظوظاً وأنا أقرأ
أكثر من مرة في رحاب أسد الله الغالب وسيفه الضارب علي بن أبي طالب عليه السلام،
أو في حضرة باب الحوائج الإمام موسى الكاظم عليه السلام خمسة أعوام على التوالي.
وكنت ولا أزال أشعر وكأنني أستحم بشلال من النور وأحلق بلا أجنحة وأرتمس في فرات
من العطر
س ٧ دكتور أحمد بدير السؤال السابع عناوين
مؤلفاتك فيها إسقاط علي شخصيات تاريخية هل للعناوين أثر في المضمون يمكن من خلاله
معالجة قضية أدبية أو اجتماعية أو ماشابه ؟
ج ٧ الأستاذ حامد الشمري د.أحمد بدير أعيد
ما قلته مراراً في أن التلميح أبلغ من التصريح وأفضل التلميح أن تسقط ما تريد
البوح به على شخصية تاريخية مثل معاوية بن أبي دولار أو كوفية أبي جهل وغيرهما من
الرموز الأخرى دون الاستغراق في العنصرية أو الطائفية أو الجنوح إليهما ويترك
الأمر للمتلقي وكيف يؤول ما يقرأ
س
٨ دكتور أحمد بدير السؤال الثامن تعددت مؤلفاتك وتنوعت وايضا قمت بترجمة عدد كبير
من الأعمال من والي العربية فما اقرب هذه الأعمال الي نفسك ولماذا ؟
ج ٨ الأستاذ حامد الشمري د.أحمد بدير أميل
إلى ترجمة الشعر حصراً أو أي نص آخر أراه يمور بالصور الشعرية الساحرة الآسرة ولا
فرق بين ترجمة وأخرى فكلها قريبة إلى نفسي لأنها لو لم تكن كذلك لما أقدمت على
ترجمتها
س ٩ دكتور أحمد بدير السؤال التاسع تم
تكريمك في العديد من المناسبات المختلفة وبتكريميات متنوعة ما اقرب هذه التكريمات
منزلة الي نفسك ؟ولماذا ؟
ج ٩ الأستاذ حامد الشمري د. أحمد بدير من
يكرم مبدعاً إنما يكرم نفسه وأنا أنحني بمهابة لكل جهة كرمتني، وأي شخص شرفني
بذلك، ولا علاقة لاحتفائي بنوع التكريم أو ماهيته أو قيمته المادية وإنما بمنزلته
الاعتبارية س ١٠ دكتور أحمد بدير السؤال العاشر: عمل مازال مخطوطا سواء كان بالقلم أو في الذاكرة وتتمني أن يري النور ماهذا
العمل ؟ وما أهميته في الساحة الأدبية من وجهة نظرك ؟
ج
١٠ الأستاذ حامد الشمري د.أحمد بدير لدي كمٌّ من القصائد العالمية المترجمة إلى
اللغة العربية من مختلف القوميات أتمنى أن ترى النور قريباً كما أتمنى أن أحقق
حلمي وأواصل سعيي في ترجمة قصيدة واحدة على الأقل لكل شاعر أجهله أو أعرفه إلى
اللغة الإنكليزية لأوصل صوت الشعر العربي إلى الضفة الأخرى ليرى العالم عظمة الشعر
العربي والشاعر العربي الذي يبز بقامته السامقة كل الذين يصطفون جنبه
س
١١ دكتور أحمد بدير السؤال الحادي عشر والاخير أطلق النقاد عليك لقب أمير شعر
الغزل في العصر الحديث وايضا شاعر البنفسح وهما لقلبان مستحقان لمعاليكم ولم يتم
إطلاقهما من فراغ حيث ٱنهما جاءا بعد قراءة وتمحيص لانتاجك الشعري فهل لنا في ختام
هذا اللقاء المميز أن نحظي بمقتطفات من هذا الابداع الرائق
ج ١١ الأستاذ حامد الشمري د.أحمد بدير أرقى
المناصب أن تكون شاعرا برتبة عاشق وأنا لم أدَّعِ يوماً ما بأنني شاعر في أي محفل
بل كنت أذكر اسمي مجرداً من أية صفة. وكان أول من أطلق عليَّ هذه الصفة( أمير شعر
الغزل في العصر الحديث)، وثبتها في أحد مؤلفاته الموسوعي أمير البيان الدكتور فالح
الكيلاني. وهناك من قال عني بأنني نزار قباني العراق ولا أعتقد أن أحداً قد تعرضت
قصائده للسرقة مثلي حيث لم تبقَ لي قصيدة غزل إلا وتعرضت للسرقة مراراً...
ونزولا عند طلبكم الكريم أقدم لكم هذه
القصائد الثلاث تاركا تقييمها لأذواقكم الباذخة المترفة
س ١٢ من الأستاذة محار سليمان سؤال للضيف
الكريم أين تجد الأدب العربي في ظل التغيرات الفكرية والحضارية المتعلقة بالأزمات
والحروب التي تعاني منها الشعوب العربية متزامنة مع الإنترنت والغزو الفكري
والمعلبات من الثقافات المختلفة
ج
١٢ الأستاذ حامد الشمري محار سليمان صوت السياسي أعلى من صوت المثقف والأدب العربي
في معظمه يحابي الحاكم أو يجامله وليس بوسع قلمه أن يجاري الرصاص المنهمر من فوهة
مسدسه...
س ١٣ من الأستاذة ليلى ديوب أستاذ حامد
برأيك ماذا يمنح الوجدان للتجربة الشعرية
ج
١٣ الأستاذ حامد الشمري ﻟﻴﻠﻰ ديوب الشعر الوجداني هو الشعر وما دونه محض صدىً وليس
بوسع أي جنس أدبي أن يصور لواعج القلب وخلجات النفس لدي أي عاشق أكثر من القصيدة
التي تدغدغ الحبيبة المتكئة على وسادة الروح تحياتي وعظيم امتناني لك
س
١٤ من الأستاذ ثابت الثابت شاعرنا المبدع. لقبكم شاعر البنفسج..
للبنفسج حضور واضح وجلي في قصائدكم الرائعة
وفي عنوان لأحد دواوينكم. هل لنا ان نعوف من شاعرنا ما هو سر اهتمامه الكبير
بالبنفسج؟ ارجو قبول كل المحبة والاحترام
. ج ١٤ الأستاذ حامد الشمري ثابت الثابت باختصار شديد البنفسج يرمز
لتوأم الروح التي ضيعتها المنافي وحالت الأقدار في ما بيني وبينها تحياتي ومحبتي
لك أستاذنا المبدع العلم
س
١٥ من الأستاذة ليلى ديوب شاعرنا الأستاذ حامد ما اسم الكتاب الذي قرأته وترك أثرا
في نفسك ولماذا
ج ١٥ الأستاذ حامد الشمري ﻟﻴﻠﻰ ديوب The
Golden Treasury وهو ديوان فيه روائع
الشعر الإنكليزي عبر العصور تحياتي وعظيم امتناني لك