شظايا تجتمع في قلبي...فصة قصيرة
بقلم: إيمان الربيعي
(مشاركة من مسابقة قصصية بإشراف الست نور الهدى)
ركض والدي بإتجاه فناء الدار آثار الدمار تعجُ المنزل وكأن الحياة توقفتْ في تلك اللحظة، فجأةً رأينا والدتي تمشي صوبنا بثقلٍ شديدٍ تصرخُ بفزعٍ ثيابها مغطاة بالدماء كان المشهد الأشدُ بأساً على قلبي، تقدمتُ نحوها شُلتْ حركتي وددتْ لو كان ما تراه عيني وهماً أو كابوساً ينتهي بمجرد استيقاظي من النوم، خرجَ أخي الكبير حاملاً إياها مسرعاً إلى المستشفى تجمهر الجيران حولنا محاولين مساعدتنا ، بقينا في بيت جدتي يُحيط بنا الجميع لكننا لم نكن نشعر بهم .
مرتْ ثلاثةُ أيام على الحادث لم نتلقَ خبراً يجعلنا نطمئنُ على والدتي، وفي إحدى الليالي الحالكة الظلام كنتُ أجلسُ في زاوية الغرفة واضعةً رأسي بين يداي أجهشُ بالبكاء نهضتْ خالتي من النوم بفزعٍ اقتربتْ مني جلستْ بجانبي وهي تنظرُ لعيناي الغارقتين بالدموع المليئة بالحزن أخذتني إلى حضنها وهي تحاول تهدئتي بكلماتٍ خفيفةٍ تنساب إلى أذني…
حاولتُ أن أخلد إلى النوم لكن الخوف من فقدان أمي كان يسيطر على عقلي، باتتْ الأيام والليالي ثقيلةً جداً لقد كان وقتاً عصيباً وكأن الوقت لا ينقضي.
بعد مرور عدة أيام خرجتْ والدتي من المشفى مع إعاقة لأصبعها في اليد اليمنى لكنها بخير، رغم صعوبة تلك الحادثة المروعة وحجم الدمار النفسي الذي أحاط بنا إلا أنني سجدتُ لله حمداً وشكراً لشفاء والدتي أصبح منزلنا مطمئناً تعمُه الفرحة وكأن الحياة عادتْ تسري في عروقنا بعد كل هذا الحزن والأسى.