لا تزرع الثقة فتحصد الندامة ...قصة قصيرة
مسابقة قصصية تحت إشراف الست نور الهدى العامري
بقلم: أميرة علي سلطان محافظة البصرة
في وسط منتجع لقسم داخلي يضم طالبات جامعيات، تفوحُ العطور في أجوائه وبخطواتٍ تعزف على افكارٍ مطعمةٍ بلهفةٍ واشتياقٍ للأهل والأحباب
وقعت انظار فتاة عشرينة العمر على شابٍ تربطهما علاقة ودية، لوحَ كل منهما للآخر، رسمَ الاثنان بخطواتهما نحو جهةٍ مجهولة ثقتها الكبيرة بتلك الشخصية جعلتها لن تسأل عن معلومته، بدأ الارتياح يرتسم على ملامح الاثنين
دار الحديث حول كتابة القصص فالخواطر والحكايات، نعم كانت الهواية قاسم مشترك بينهما أنه دكتور جامعي وهي طالبةٌ جامعيةٌ مهدبة، لبقة، جميلة، جلسا على مقعدٍ في أطراف الحديقة يخلو من المارة عدا بعض المزارعين، تتطاول إليهم أبعاد النظر من خلال فجوات الأزهار، أوراق الأشجار تتراقصُ مع هبوب الرياح
اشتدتْ الرياح فتطايرت وريقاتٍ هنا وهناك، طلبتْ منه تغير المكان همس بإذنها
-لا تخافي أنها عاصفة طبيعية…اقتربي مني فما بين أحضاني الأمان .
انتابها خوف شديد من كلامه، ارتجفتْ شفتاها وهي تطلبُ منه الأمان كي لا يتطور الأمر إلى وضعٍ آخر فأصرتْ أن تبتعد، فقالَ لها عندي شقة قريبة تخصني تضم عشقنا واعطيكِ منها الأمان والأطمئنان إلا أنها رفضت مما أثار غضبه وضيعتْ منه فرصة الخلوة معها فأزدادَ غضبه هجم عليها هجمة الذئب على كبشٍ صغير أُبعد عن جميع المواشي منفرداً ضعيفاً ، عاتبته بصوتٍ حزينٍ
أين ضميرك الناطق؟
أين حرصك وأمانك؟
أنه لواقعٍ مرير، فقاومته حتى سقطتْ أرضاً فأدمت الحجيرات يديها، أبعدته عنها وفرت هاربة وآثار الصراع ارتسم على ملامحها، لاذت بمظلةٍ حديديةٍ في منتصف الطريق شعرتْ بالأمان حين رأتْ المزارعين على مرأى من العين، جفتْ شفتاها عطشاً وسالت دموعها غضباً بكتْ وانتحبتْ بثتْ شكواها للمظلة
-يا ترى ظلكِ يحميني أم كظلِ رجل أرادَ أن يخونني؟
لحق بها معتذراً منها الإ أنها قالتْ بصوتٍ حزينٍ بنظراتٍ شاردةٍ ما بين أعنان السماء تارةً وأخرى بين منافذ الأشجار لعلها تصغِ لما تبوح به من ألمٍ ولوعة
-أنكَ حاولتَ أن تغدرني من باب الثقة ومن باب ثقافتك، نعم لم تكن أنساناً عاديا. يفتقر إلى الأصول لأنكَ واعٍ، ليس لي مقعداً يتسع لجلوسي بين طيات الحنين وخلفها آثار دامية، أردتَ أن تلعب معي لعبة القط على الفأر .
خلف سحابة الثقة مئات المسببات الجارحة للقلوب التي تكسر هامة المشاعر .