• اخر الاخبار

    ليتك تعلم.. بقلم: أطياف دريد

    (مسابقة قصصية تحت إشراف الست نور الهدى) 

    بعد رحيل والدي عن هذه الحياة واجهت أمي كثير من المصاعب والمتاعب في سبيل تربيتنا، ورغم تلك الضغوطات التي واجهتها إلا أنها كانت تروي ذكرى أبي بدموعها وحديثها عنه، كيف كان يحنو علينا ويغمرنا بحنانه والآن تنظر إلينا بتحسرٍ وعندما تسمع الأطفال يتحدثون عن والدهم تتوارد غصات الألم في قلبها تغمض عيناها متمتةً مع نفسها : اللهم لا تذقهم ما ذقنا . 

    كنت أحزن كثيرا عندما أرى أمي وحيدة في هذه الحياة حائرة بتربيتنا ورغم صغر سنها إلا أنها كانت تكافح الحياة بكلتا يدايها لنحيا سعداء لا ينقصنا شيء، عيونها الحزينة تؤلم قلبي كثيرا كنت اختلس النظر إليها لأجدها شاردة الذهن تفكر بنا فحين أراها بهذه الحالة اتجه صوب غرفتي وأغرق في البكاء أتذكرُ أيامنا سوية بكيت مطولا كأول يوم في الفراق رغم أن طيف والدي كان لا يفارقني، فرشت سجادتي وتلوت بعض الآيات، صليت من أجل والدي حتى غلبني النعاس تراءت لي فراشات بيضاء تطير من حولي رأيت طيف والدي انهمرت دموعي اشتياقا له، عاتبته بحرقة
     
    -رحلت عنا مبكرا وظلت فجوة نقصانك في داخلنا، ظل ذاك الفقد لا زال يؤلمني، كبرتُ كثيراً رغم طفولتي، أخاف يا أبي من أن أتذكرك خشية أن تسكن الحرقة صدري وأعجز عن الحياة.
    ad728