الرئيس الصيني يطرح اقتراحا من ثلاث نقاط لتسوية القضية الفلسطينية
بقلم فيحاء وانغ شين
عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بكين يوم الأربعاء. وقد أعلن الرئيسان عن إقامة شراكة استراتيجية بين الصين وفلسطين.
وأكد شي أن الصين وفلسطين صديقتان وشريكتان على نحو جيد وتثقان في بعضهما البعض وتدعم كل منهما الأخرى. وقال إن الصين كانت من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين.
وقال شي إن الصين دعمت بشدة، وطيلة الوقت، القضية العادلة للشعب الفلسطيني المتمثلة في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وعملت من أجل حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في وقت مبكر.
كما أشار شي إلى أن الصين تدعم فلسطين في أن تصبح دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وستواصل دعم فلسطين ومناصرة العدالة في المحافل متعددة الأطراف، وستقدم المساعدة بأفضل ما في وسعها للمساهمة في تخفيف المعاناة الإنسانية وإعادة الإعمار في فلسطين.
ودعا الجانبين إلى اغتنام فرصة إقامة شراكة استراتيجية لمواصلة دعم بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بالشواغل الرئيسية لكل منهما، وتعزيز التعاون في شتى المجالات، وتعميق الشراكة في البناء المشترك للحزام والطريق، وتسريع المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وفلسطين، وتبادل الخبرات في الحوكمة الوطنية، وتعزيز الصداقة التقليدية.
وطرح شي اقتراحا من ثلاث نقاط لتسوية القضية الفلسطينية. وأكد أن القضية الفلسطينية ظلت دون حل لأكثر من نصف قرن، ما تسبب في معاناة كبيرة للشعب الفلسطيني، وأنه يجب تحقيق العدالة لفلسطين في أسرع وقت ممكن.
أولا، يكمن الحل الأساسي في إقامة دولة فلسطين المستقلة، التي تتمتع بسيادة كاملة على أساس حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ثانيا، تجب تلبية الاحتياجات الاقتصادية والمعيشية لفلسطين، ويتعين على المجتمع الدولي زيادة المساعدة الإنمائية والمعونة الإنسانية لفلسطين.
ثالثا، من المهم الحفاظ على الاتجاه الصحيح لمحادثات السلام. ويجب احترام الوضع التاريخي الراهن للأماكن المقدسة في القدس، وتجنب الأقوال والأفعال المبالغ فيها والاستفزازية. كما يجب عقد مؤتمر سلام دولي واسع النطاق وأكثر حجيةً وتأثيرا، من أجل تهيئة الظروف لاستئناف محادثات السلام والمساهمة في بذل جهود ملموسة لمساعدة فلسطين وإسرائيل على العيش بسلام.
وقال شي إن "الصين مستعدة للعب دور إيجابي لمساعدة فلسطين في تحقيق المصالحة الداخلية وتعزيز محادثات السلام".
كما أضاف شي أن الصين مستعدة لتعزيز التضامن والتعاون مع فلسطين والدول النامية الأخرى، وتعزيز التنسيق في الشؤون الدولية والإقليمية، ودفع تعاون الصين مع الدول العربية، وحماية المصالح المشتركة للدول النامية، والنزاهة والعدالة الدوليتين.
ونيابةً عن الشعب الفلسطيني، شكر عباس الصين على دعمها القوي طويل الأمد ومساعدتها المتفانية لقضية الشعب الفلسطيني العادلة المتمثلة في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، واصفا الصين بأنها صديقة وشريكة جديرة بالثقة.
وقال عباس إن فلسطين تدعم موقف الصين بشأن القضايا المتعلقة بمصالحها الجوهرية وتلتزم بمبدأ صين واحدة، مضيفا أن فلسطين ستعمل مع الصين لتعزيز مبادرة الحزام والطريق، وتعزيز التعاون الثنائي، وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وأوضح عباس أن فلسطين تدعم مبادرة الأمن العالمي ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الحضارة العالمية التي اقترحها الرئيس شي، وتشيد بالمحادثات التي توسطت فيها الصين بين السعودية وإيران.
وشكر الصين على طرح عدد من المبادرات بهدف تحقيق تسوية مبكرة وعادلة للقضية الفلسطينية. وقال إن الجانب الفلسطيني يؤمن بحكمة الصين وموقفها العادل ويتطلع إلى أن تلعب الصين دورا أكبر في تعزيز المصالحة الفلسطينية الداخلية وتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وعقب المحادثات، شهد الرئيسان توقيع وثائق حول التعاون الاقتصادي والتكنولوجي الثنائي.