سأضع يدي بيدك”.. الزعيم كيم جونغ وون إذ يُعلن دعمه للرئيس بوتين
ويَتَعَهَّد بتعزِيزِ التَّعَاوُن الإستراتِيجِي بَيِن البَلَدِين
ـ أعَدَّ هذه المادة، التالية اسماؤهم:
ـ الأكاديمية يلينا نيدوغينا: مُتخرجة من جامعتين، أولها روسية في مدينة لينينغراد؛ وثانيها أُردنيَّة في العاصمة الأردنية عمَّان؛ وكاتبة وإعلامية روسية – أردنية، ومهندسة كيمياء صناعية، ومتخصصة بالتاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأُردنية سابقاً، ومُسَاعِدة رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، وتحمل أوسمة رفيعة من دول صديقة وحليفة.
ـ الأكاديمي مروان سوداح: كاتب وصحفي أردني قديم، يَحمل الجنسيتين الروسية والأردنية، ومؤسس ورئيس "الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ ومؤسس ورئيس رابطة أنصَار روسيا بوتين في العالم العربي؛ ورئيس منظمات دولية وروسية أخرى، ويحمل أوسمة من دول صديقة وحليفة؛ وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”؛ و”الاتحاد الدولي للصحفيين”؛ وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”.
الحدث الذي نحن بصدده هنا في هذه المقالة القصيرة لم نعهده من قبل. ملخص القول، أن وسائل الإعلام الغربية من ورقية وتلك الباثّة عبر الإنترنت، وغيرها وغيرها من روافع الإعلام، سارعت الإثنين المنصرم في نشر التصريحات المفاجِئة للعالم الغربي والتي أعلنها القائد الشهم والزعيم الكوري والعالمي كيم جونغ وون، الذي تعهَّد فيها "بوضع يده في يد" الزعيم والرئيس الروسي فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين، والعمل على أجندة تعزيز التعاون الإستراتيجي بين الدولتين الجارتين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وروسيا الفدرالية بتسارعٍ لم يَسبق له مثيل، وذلك لأجل تحقيق هدفهما السامي والثنائي المشترك، الذي يتمثل "في بناء دولة قوية"، وهو ما أعلنت عنه النشرة الإخبارية لـِ "وكالة الأنباء المركزية الكورية" الرسمية.
نعود إلى النصف الأول من أيار المنصرم، لنقرأ أن زعيم كوريا الديمقراطية كيم جونغ وون، وجَّه رسالة تهنئة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة "عيد النصر" على النازية الألمانية، والفاشية الإيطالية، والإمبرياليات الأخرى التي اندغمت في فاشية ونازية برلين وروما لقتل البشرية واحتكار العالم "فقط" لأشياع جنهم. الرفيق القائد العظيم كيم جونغ وون أعرب في رسالة التهنئة للرفيق بوتين عن ثقته بانتصار روسيا في "النضال المقدس"، ضد الإمبريالية وفي سبيل تطبيق العدل الدولي. ووفقاً لوكالة الأنباء المركزية الكورية الديمقراطية، هنأ كيم جونغ وون نيابة عن حكومة وشعب كوريا الديمقراطية "بحرارة" في البرقية بيوم النصر على النازية والفاشية في الحرب الوطنية العظمى (الحرب العالمية الثانية على الجبهة السوفييتية - الألمانية)، إذ شدَّدَ القائد كيم جونغ وون على التالي: "أنني على ثقة بأن الشعب الروسي الصامد والعادل بقيادة فلاديمير بوتين، سيواصل تحقيق النصر على طريق ضمان السيادة والكرامة والاستقرار في المنطقة، وسحق أي تحديات وتهديدات من القوى المعادية، وأنتهز هذه الفرصة، ومرة أخرى أبعث بتحياتي الحارة إلى جيش وشعب روسيا، الذين هبّوا بشجاعة إلى الكفاح المقدس من أجل تطبيق العدالة الدولية والدفاع عن السلام العالمي ضد عنف وتعسف الإمبرياليين"، وأشار الزعيم الكوري، وهو المناضل المغوار، إلى البطولات الفذة ونكران الذات من جانب الشعب الروسي، الذي حَقَّقَ "نصراً عظيماً في الحرب العادلة ضد الفاشية".
العلاقات الروسية الكورية في مختلف المجالات قديمة جداً وضاربة جذورها في تاريخ البلدين، وهي صِلات تحالف إستراتيجي، وصداقة ثابتة لا تهزها أي رياح مهما كانت عاتية، إذ ترتبط روسيا وكوريا الديمقراطية بعرى متماسكة ومتينة يستحيل فكفكتها أو التشكيك بها، ويبقى الغرب الجماعي وحده هو الذي يعمل على أجندة هذا التشكيك ونشر سيل الأنباء المضلِلة عن تحالف موسكو مع بيونغيانغ وحزبها السياسي القائد حزب العمل الكوري، الذي، بالمناسبة، بدأ نضاله الوطني - التحرري قبل تأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (حزب العمل الكوري يعود بتاريخ أصله لـِ "التحالف المناهض للإمبريالية" ويتناغم معه، وهو الذي أسسه الزعيم كيم إيل سونغ)، أي بعد هزيمة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الحرب الكورية التي دامت سنوات في شبه الجزيرة الكورية، والتي تواصلت بين سنتي 1950-1953، إذ إنها كانت وضعت أوزارها حين هربت فلول الغرب و "العَم سَام" من سوح المعارك الحارة في "حرب تحرير الأرض الكورية" - كما كان شعارُها، وهي الحرب الضروس التي مرَّغت أنف ووجه التحالف الدولي الغربي وسيؤول في الطين، لتنتصر كوريا الديمقراطية في نهاية المواجهات بقيادة الزعيم الخالد الرئيس الكوري المؤسس والفذ كيم إيل سونغ.
ولهذا ولغيره من العوامل التي منها التاريخ النضالي، والجيرة بين الدولتين الحليفتين لبعضهما البعض، تمنى القائد كيم جونغ وون للرئيس بوتين في الرسالة "التعاون الإستراتيجي الأوثق" مع موسكو، "تماشياً مع الرغبة المشتركة لشعبي البلدين لتحقيق الهدف الكبير، المتمثل في "بناء دولة قوية"، ما يؤشر بجلاء على أن التحالف الكوري - الروسي وطيد ومُحْكَم للغاية، وفولاذي ،ويتَّسِم بالديمومة في طبيعته الأحيائية والحياتية.
وختاماً، لا بد لنا هنا من الإشارة إلى تصريحات سابقة في غاية الأهمية كونها ذات مغزى كبير وعميق فكرياً وتطبيقاً وإِنْفاذاً، كان أعلن عنها رئيس "مجموعة فاغنر" العسكرية الروسية الشهيرة، نشرتها بعض وسائل الإعلام، جاء فيها أن رئيس هذه المجموعة، يفغيني بريغوجين، كان طالب بأن تكون الحياة في روسيا مماثلة لِمَا هي عليه في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وهو ما يَعني عملياً الشروع روسياً في تطبيقات مسار جديد وثابت على المدى في روسيا برمتها، ما يعنى التماثل الشامل مع كوريا الديمقراطية في الأنماط الحياتية اليومية، والعقيدة الفكرية، والنهج السياسي الكوري الذي يتميز بدوام العملانية تصليب وِحدة التطلعات المشروعة للشعب الكوري كرجل واحد، واستعداده التام للشهادة في معارك الوغى دفاعاً عن الوطن – الأُم بلا أي وجل، وفي سبيل رد وردع العدوان مهما كان مصدره وغزارته النارية، ولحماية الشعب والقيادة السياسية – العسكرية للدولة التي يتحول شعبها إلى رجل واحد عظيم النضال بهراوة فولاذية لا يقوَى الأجنبي الدخيل على مواجهتها، وصولاً إلى تدمير العدو بكل الوسائل المتاحة، ورده خائباً ومكسوراً كما كان أمر التحالف الدولي المضاد لكوريا الديمقراطية بعد الحرب العالمية الثانية، حين توحَّد الشعب هناك في رجل واحد، وبالتالي تمكن من كَسَرَ شوكة العدو الذي كان يُفاخر بأنه قوة لا تقهر، لكنه انقهر رغماً عنه، وقهرته كوريا مُرغماً ليصبح ذليلاً على المدى في عيون شعوب المعمورة قاطبة وفي مدونات تاريخ الأُمم، إذ أسست كوريا كيم إيل سونغ العظيم دولة إشتراكية تمكنت من تخليق شعب حديدي وفولاذي القسمات تخشاه كل القوى الإمبريالية في عالمنا، وهو ما ورثه عن الخالد كيم إيل سونغ، الرفيق القائد العظيم كيم جونع وون، ما مكَّن كوريا البروز عالياً على مختلف الساحات بروافعها الصلدة التي تحمل شعار "إبداع كوريا زوتشيه".
... انتهى...