جلالة ملك ماليزيا إذ يزور الأردن
ـ أعد هذه المقالة التالية أسماؤهم:
ـ الأكاديمية يلينا
نيدوغينا: مُتَخَرِّجٌة من جامعتين أولها روسية في مدينة لينينغراد؛ وثانيها
أُردنيَّة في العاصمة الأردنية عمَّان، وكاتبة وإعلامية روسية – أردنية، وتحمل
شهادتين، أولها مهندسة كيمياء صناعية، وثاانيها متخصصة بالتاريخ والسياحة
الأُردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأُردنية، "سابقاً"؛
وتحمل أوسمة رفيعة من دولٍ صديقة وحليفة.
ـ الأكاديمي مروان
سوداح: مُتخرِّج مِن جامعة لينينغراد (سانت بطرسبورغ حالياً) الحكومية السوفييتية؛
والأكاديمية الدولية الروحية لوِحدة شعوب العالم؛ وكاتب وصحفي أردني قديم، يَحمل
الجنسيتين الروسية والأردنية؛ وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”؛ و”الاتحاد
الدولي للصحفيين”؛ وعضو فخري ناشط في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ورئيس “الاتحاد
الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ ورئيس عدة
منظمات دولية وروسية؛ ويحمل أوسمة من عدة دول صديقة وحليفة.
تَرتبط الدولتان
الشقيقتان الأردن وماليزيا بعلاقات رسمية وشعبية واسعة وعميقة الجذور، تمتد إلى
سنوات طويلة خلت. إضافة إلى ذلك، تجمعهما الرؤية والأولويات المشتركة والعلاقات الوثيقة
في مختلف الميادين والحقول، إذ تشهد ترابطاتهما تطورات متلاحقة وملموسة في البلدين،
تواكبها مشاريع مشتركة، كما يُلاحظ أن الأردنيين والماليزيين يُكمّلون بعضهم بعضاً
في قضايا كثيرة، ليس أولها المشتركات التي أنبلها وأهمها النظام الملكي للدولتين، كذلك
الديانة الإسلامية التي هي ديانة الأغلبية الساحقة في الشعبين، إضف إلى ذلك أن
العاصمتين تلعبان منذ تأسيسهما أدواراً ملحوظة ورئيسية وفاعلة في منطقتيهما: "الشرق
الأوسط" والعالم العربي الواسع بالنسبة للأردن، وبحر الصين الجنوبي، والمحيط
الهندي، وشرق وجنوب شرق آسيا بالنسبة لماليزيا. وزيادة على ذلك، تُعتبر ماليزيا
دولة صناعية وقطب تجاري ضخم، وعلاقاتها الدولية قوية وشاسعة وحكيمة، وتمتاز ماليزياً
بالتوازن الدقيق في صِلاتها بمختلف أنظمة الحُكم في منطقتها الجيوسياسية وعالمنا
المعاصِر.
لقد برزت لدينا فكرة كتابة هذه المقالة عقب
زيارة جلالة الأخ ملك ماليزيا السلطان عبدالله رعاية الدين المصطفى بالله شاه إلى
الأردن، والتي تم تنفيذها من قِبل جلالته يوم الأربعاء، الموافق لـِ 31 من مايو /
أيار 2023م، حيث استقبله جلالة الملك عبدالله الثاني في بيت الأردن، وشهد جلالة
ملك ماليزيا لدى وصوله إلى بيت الأردن مراسم استقبال رسمية تكريماً وإجلالاً له.
وكانت
مناسبة هذه الزيارة، حضور جلالة ملك ماليزيا حفل زفاف سمو الأمير الحسين بن
عبدالله الثاني ولي العهد.
وخلال اللقاء الذي جمع
الزعيمين في بيت الأردن، تم التأكيد على عمق العلاقات التي تجمع الدولتين
والشعبين، وحرصهما على توسيع التعاون ومواصلة التنسيق والتشاور إزاء القضايا ذات
الاهتمام المشترك لهما، بما يُحقَّقُ مصالحهما، ويخدم قضايا الأمة الإسلامية وهِبَةُ
الحياة المقدسة. وزد على هذا، أن اللقاء تطرَّق؛
بحضور سمو الأمير علي بن الحسين؛ لمسائل أخرى، ضمنها الجهود الكبيرة
والمتواصلة التي يبذلها الأردن في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس
المحتلة من منطلق الوصاية الهاشمية عليها. كما تناول هذا اللقاء المُفعم
بالأُخوَّة والتفاهم الكامل للزعيمين، آخر المستجدات الإقليمية والدولية، خصوصاً
القضية الفلسطينية، ومساعي التوصل لحلول سياسية للأزمات التي تشهدها المنطقة الجغرافية
التي تقوم فيها المملكة الأردنية الهاشمية.
وحضر اللقاء الذي تم بين
الزعيمين الماليزي والأردني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين
أيمن الصفدي، ومدير مكتب جلالة الملك، جعفر حسان، والسفير الماليزي في عَمَّان
محمد نصري بن عبدالرحمن.
والجدير بالذِكر، أن تاريخ العلاقات
الدبلوماسية بين القطرين ماليزيا والأردن، تعود إلى عام 1965 على مستوى التمثيل
غير المُقيم، وقد جاء في تعريف عن هذه العلاقات لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين
الأردنية، أن ماليزيا إفتتحت أول سفارة لها في الأردن في عام 1994، بينما افتُتحت
السفارة الأردنية في كوالالمبور بتاريخ 18 كانون الأول 1997. وقام جلالة الملك عبدالله
الثاني بن الحسين بزيارتين ملكيتين لماليزيا؛ في عام 2005، وفي عام 2008. كما شرع ملك
ماليزيا (السابق) سراج الدين؛ طيب الله ثراه؛ بزيارة الأردن في عام 2006.
ويُذكر، بأن جلالة الملك
عبدالله الثاني التقى رئيس الوزراء الماليزي خلال القمة الاستثنائية بخصوص القدس
التي عُقدت في اسطنبول بتاريخ 18 أيار 2018. وفي
ما يتصل بالاتفاقيات والتعاون التجاري، تقدِّم ماليزيا دورات في الدبلوماسية من
خلال المعهد الدبلوماسي الماليزي سنوياً، وهناك فرص للتعاون الثنائي في مجالات السياحة
والتبادل الطلابي، ويوجد مكتب مبيعات لخطوط الملكية الأردنية، وهو يُمَارِس دوراً
كبيراً في ماليزيا للترويج للأردن في الساحات المختلفة، كما يوجد مكتب إقليمي
لشركة البوتاس يغطي ماليزيا والدول المجاورة لها، ويعمل على تسويق الأردن بشكل
عام، وهنالك عدد من الشركات الماليزية التي تعمل داخل المملكة.
ولكل هذا ولغيره من العوامل
الإيجابية والتوافقات الكثيرة بين الدولتين وزعيميهما، يُلمس بجلاء التميِّز اليومي
الواضح للعلاقات بين الأردن وماليزيا، إذ تمتاز بثباتها ورسوخها واستقرارها على
الأُخوَّة والتفاهم الكامل والشامل بين الشعبين الشقيقين في القُطرَين، والتركيز
على القضايا الرئيسية للشعبين والحكومتين، وهو ما أكد وثبَّت ديمومة التواصل بلا
أي انقطاع بينهما طوال السنوات الطويلة المنصرمة، التي شهدت بلا أي انقطاع الكثير
من النقلات الواسعة في العملانيات الحميمية المتواصلة بين كوَالالَمبور وعَمَّان.
../انتهى/..