ماذا نقول للجاحظ والفراهيدي وجابر والبصري ؟ بعد فضيحة العيد الوطني
قبل ثلاث ليال كنت متعبا جدا بعد ليلة
امضيتها في طوارىء احدى المستشفيات ، ومن كثرة التعب لااعرف صليت الفجر ام لا بعد خوض معركة مع النعاس استسلمت له واجبرني على النوم . وفي خضم طلبات اطباء الطوارىء في تلك المستشفى من علاجات او فحوصات مختبرية غير متوفرة كان النقاش يحتدم بين مرافقي المرضى حول احتفال العيد الوطني المقام في بغداد وطريقته الا انهم اجمعوا على قدسية العيد الوطني واوجبوا ان الاحتفال لابد ان تتخلله اناشيد وطنية تقدمها مجاميع الفنانين والفنانات بازياء محتشمة تنسجم وقدسية العيد مع استعراض عسكري للقوى التي حررت العراق من براثن داعش بمختلف صنوفها لا ان يقام عرض ازياء لفتيات عرضن من اجسادهن مالذ وطاب ( والله يساعد المراهقين في تلك الليلة ) واخر منهم قال باي حال عدت ياعيد وطوراىء مستشفياتنا تخلوا من حبة براسيتول لوجع الراس او خفض خرارة مريض ارتفعت درجة حرارته ولانقول اسبرين اطفال لكون سعر الاسبرين ثلاثة الاف دينار وسعر البراسيتول مائتان وخمسون دينار . على العموم انتصر علي النعاس واجبرني على النوم وفي منامي رايت مجمعا من العلماء ومنهم الجاحظ والفراهيدي وابو الاسود الدؤلي وجابر بن حيان ورابعة العدوية والخوارزمي والحسن البصري وغيرهم من الذين ارسوا دعائم العلوم المختلفة ونشروها في اصقاع العالم وقد القوا باللوم علي وان اقص للفراهيدي كيف استبدلنا تفاعيل الشعر الى انغام الخشابة والى جابر الذي تركنا تراكيبه الكيميائية وغيرناها الى ضربات على الدفوف والى الخوارزمي كيف استبدلنا رموز الرياضيات الى تجاوز على القوانين والنظم والى عدوية شكوت اليها قلة حياء معظم نساءنا في كل مناسبة نحتفل بها لم نقدم بها كاظم الحجاج الذي بح صوته وهو ينادي ( ياحراس البصرة ... ياعمال الميناء ) ولا محمد خضير وهو يقص حكايات بصرة ياثا ولا طبيب ابدع في انقاذ حياة مريض باجراء عملية كبرى لاستئصال ورم خبيث على الرغم من شحة المستلزمات الطبية وكثير من المبدعين الذين يصرف النظر عنهم اصحاب القرار في العراق . وقدمنا رحمة رياض في بطولة خليجي ٢٥ عن البصريين بدل محمد خضير وكاظم الحجاج وفي العيد الوطني المقام قبل ايام قدمنا الراقصة شذى حسون وعدد من العاريات واغفلنا دماء الشهداء والجرحى وكل من اسهم بعودة الحياة الى العراقيين وفي الوقت ذاته هم لم يلقو اللوم على احد ابدا لكون كل من بيده القرار هو ملزم بطاعة اسياده باظهار مفاتن العراقيات بلا ملابس ومامورين على عدم اظهار عفة وستر النساء العراقيات لانها ليست برغبة الراقصة شذى حسون ومن يديرها خارج اسوار البلاد .فتحسروا حسرة كبيرة على العراق الذي كان مصدر الاشعاع الفكري في مامضى من التاريخ وحسرة ثانية على الحرية التي افقدت توازن معظم العراقيون ايقظتني من النوم وانصرفوا مطاطاين الرؤوس من الحياء لما فعله الاحفاد ..