اسهامات أذربيجان في تعزيز وحدة العالم الإسلامي
كونول نوراللهييفا
عضو
البرلمان الأذربيجاني. عضو الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا
عضو المجلس التنفيذي للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي
ممثلة أذربيجان في منظمة القيادات السياسية النسائية
خلال السنوات العشرين الماضية، أصبحت مكانة أذربيجان كبيرة كعضو مهم في العالم الإسلامي. ففي عهد الرئيس إلهام علييف، ازدادت مكانة أذربيجان كأحد اهم مراكز الحضارة الإسلامية. حيث يولي الرئيس علييف أهمية خاصة للعلاقات مع العالم الإسلامي والتعاون داخل منظمة التعاون الإسلامي. وتتخذ أذربيجان الحديثة خطوات مهمة نحو الحفاظ على التقاليد التقدمية الراسخة للإسلام. كما يتم تنفيذ البرامج الفعالة المتعلقة بحماية القيم الأخلاقية وتعزيز العلاقات بين الدولة والدين. بشكل عام، قدم شعب أذربيجان تاريخيا مساهمات كبيرة في تطوير الثقافة الإسلامية. وبعد حرب قراباغ الثانية عام 2020، أصبحت أذربيجان أقوى عضو في العالم الإسلامي، مما يضمن سلامة ووحدة أراضيها وسيادتها.
هناك أيضًا دعم على المستوى الدولي لجدول أعمال السلام بعد الصراع، والذي يتضمن عملية إعادة التأهيل والبناء الإعمار للأراضي الأذربيجانية المحررة، فضلاً عن إقامة علاقات بين الدولة مع أرمينيا. وبهذا المعنى، فإن دعم العالم الإسلامي والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي له أهمية خاصة ليس لذربيجان وحسب، بل للسلام الإقليمي والعالمي.
بشكل عام، تعد أذربيجان واحدة من أكثر أعضاء منظمة التعاون الإسلامي نشاطا وتأثيرًا. فقد استضافت أذربيجان العديد من الفعاليات والمؤتمرات لمنظمة التعاون الإسلامي خلال السنوات الأخيرة. حيث تم إعلان عام 2017 "عام التضامن الإسلامي" في أذربيجان. وفي شهر مايو من نفس العام، أقيم الحدث الرياضي الأبرز لألعاب التضامن الإسلامي الرابعة لمنظمة التعاون الإسلامي في باكو. وفي عام 2018، تم اختيار مدينة ناخيتشيوان ذات التاريخ العريق الذي يعود إلى 5 آلاف عام، عاصمة للثقافة الإسلامية من قبل الإيسيسكو. وقبل ثلاث سنوات، تم إعلان مدينة شوشا التاريخية والغنية بالأثار والمعالم الحضارية، والتي تحررت من الإحتلال الأرمني، عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2024. ويعد هذا القرار تعبيرًا عن الاحترام الخاص لشوشا، الذي يظهر بشكل كامل ثروات الثقافة الإسلامية، والذي من شأنه أن يلعب دورًا فريدًا في توسيع علاقات التعاون المتبادل، حيث تصير مدينة شوشا رمزًا جديدا لوحدة وتضامن العالم الإسلامي.
اليوم تشارك أذربيجان بفاعلية كبيرة في الأنشطة الثقافية في العالم الإسلامي. فخلال فترة الاحتلال التي دامت 30 عامًا، تم تدمير الكثير من المعالم والآثار الثقافية الإسلامية على أراضي أذربيجان، وتم محو ونهب التراث الثقافي والديني. ودمر الإحتلال أكثر من 1000 معلم تاريخي وحضاري، بما في ذلك أكثر من 60 مسجدًا. ولم يحترم الأرمن القيم الإسلامية، فقد استخدموا المساجد كإسطبلات للحيوانات، حتي كانوا يجعلون من بعض المساجد حظائر للخنازير تنكيلًا بمشاعر المسلمين من خلال تدنيس هذه الأماكن المقدسة. فقط، وبعد النصر الكبير الذي حققته أذربيجان عام 2020، نجت الثقافة الإسلامية في قراباغ من الغزو والإهانة. وليس من قبيل الصدفة أنه خلال الاحتلال، وبأمر من رئيس أذربيجان، تم بناء مساجد مماثلة لتلك التي تم تدميرها في قراباغ في العديد من المناطق الأخرى من أذربيجان. وهذا يعني أن تلك المناطق سيتم تحريرها في المستقبل وسيتم ترميم المعالم الدينية فيها. وفي الوقت نفسه، تظهر أذربيجان التزامها بماضيها التاريخي كجزء من العالم الإسلامي. وتتواصل أعمال إعادة الإعمار والبناء والتأهيل بشكل سريع في منطقة قراباغ وشرق زانجازور التابعة لأذربيجان والتي تحررت من الاحتلال الأرمني. وتقوم حكومة أذربيجان بتشييد البنية التحتية لحياة عصرية ومزدهرة للمواطنين في هذه المناطق من مواردها المالية. كما تقوم مؤسسة حيدر علييف بترميم الآثار الدينية في الأراضي المحررة. وبعد أن حررت أذربيجان أراضيها التاريخية من الاحتلال، ارتفع الآذان مرة أخري من فوق مآذن المساجد. ويتم أيضًا بناء العديد من المساجد الجديدة في هذه المناطق.
ويدعم العالم الإسلامي أيضا الجهود التي تبذلها حكومة وشعب أذربيجان لإعادة البناء والإعمار في الأراضي المحررة من أجل تهيئة الظروف لعودة النازحين إلي أراضيهم المتضررة من العدوان العسكري الأرمني. وتدين القرارات الداعمة الصادرة عن مؤتمرات منظمة التعاون الإسلامي أعمال النهب والتدمير والإهانة والتزوير وسرقة التراث الثقافي والتاريخي والحضاري الإسلامي خلال فترة الاحتلال الأرمني لأراضي أذربيجان، وتعتبر هذه الأعمال مظهرصا من مظاهر التخريب والتدمير الثقافي والحضاري. وخاصة أن حماية التراث الثقافي والتاريخي تحظي بمكانة كبيرة في التعاون مع الإيسيسكو، التي تعد أذربيجان عضوًا نشطًا فيها. وليس من قبيل الصدفة أنه في ديسمبر 2022، في الاجتماع الحادي عشر للجنة التراث العالمي الإسلامي العاملة في إطار الإيسيسكو، تم إدراج 10 مواقع للتراث الثقافي غير المادي الذي يعكس الثقافة الغنية لأذربيجان، في قائمة التراث العالمي الإسلامي. وبهذا يصل عدد مواقع التراث الثقافي في قائمة التراث العالمي الإسلامي لأذربيجان إلى 15 موقعًا. وهذا مهم لتقييم عناصر التراث الثقافي غير المادي التي يملكها شعب أذربيجان، وكذلك لضمان حماية التراث الثقافي واستدامته. ويعد افتتاح المكتب الإقليمي للإيسيسكو في باكو، في إطار التعاون الدولي، خطوة مهمة للغاية على مستوى العلاقات مع المنظمة وعرض أجندة الإيسيسكو ككل في المنطقة. ولا بد من الإشارة بشكل خاص إلى الدعم المستمر الذي تقدمه الإيسيسكو لمبادرة "عملية باكو" للحوار بين الثقافات التي طرحها الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في عام 2008. ومنذ عام 2011، تم تمثيل المنظمة على مستوى عال في منتديات الحوار العالمي بين الثقافات التي عقدت في أذربيجان. ولا شك أن مشاركة الإيسيسكو في المنتدى المقبل الذي سيعقد في أذربيجان عام 2024 سيكون له نتائج إيجابية.
في السنوات الثلاث الماضية، بعد تحرير أذربيجان أراضيها التاريخية "قراباغ"، بدأت مرحلة جديدة من التطور في التعاون بين باكو والعالم الإسلامي. وهذا التعاون، الذي يستمر وفقا للحقائق الجديدة لفترة ما بعد الصراع، يعمل على تعزيز العالم الإسلامي ككل. ونتيجة للنشاط الناجح الذي قام به الرئيس إلهام علييف على مدى 20 عامًا، قدمت أذربيجان مساهمات هامة في تعزيز التضامن والوحدة في العالم الإسلامي والترويج للإسلام كدين سلام وثقافة وحضارة.