• اخر الاخبار

    #تحت_قباب_الجوامع_والكنائس ثائرة اكرم العگيدي

    أنا مُثقلة يا الله..
    مثقلة من الحياة الكاذبة في هذا الوطن والثواني الهاربة من إطار ساعة الزمن.. متعبة بالأشياء التي غادرتني قبل قدومها..كتلويحةٍ بِيَدٍ مبتورة
    ومملوء بِفَراغ فضاء الغربة ..
    منهارة أنا يا إلهي كأوراق الخريف من وقاحة الحرب واغتصاب الامان من بيوت الفقراء..من سذاجة العيش
    وسخرية القَدَر..أنا صنيعتك البائسة يا الله..ابنة تُرابك المُبلل بالدموع ..
    طِفلتك التي لا تملك سوى الأحلام ..
    وماذا تفعل الأحلام يا الله لأمرأه تنهشها سِباع الواقع ومزقتها أسلاك الحقيقة الشائكة..ماذا تفعل لأمرأه شاخ ريعان الشباب فيها وهي تبحث عن حُلم تاه في جمجمة الأوجاع الوحشية..
    رباه.. كان يجب أن أموت كما يموت
    السلام في هذا البلد.. كأَن أموت بحفلة موت جماعية أو على احدى الطرق السريعة..كان يجب أن أموتُ يا الله ..ولو بأسلاك الكهرباء التجارية المكشوفة..أو برصاصة قناص قبل ان اغادر مدينتي أو حتى بانفجارٍ في السوق السوداء..
    رباه.. لا أعلم كيف إِحتملتُ نَزَق هذه الحياة كل هذا الوقت ..
    وانا اعيش في وطن الموت يولد منه كل ليلة مئات المرات..
    أما اليوم وقد بلغ النبض أرذلهُ أيها الرب.. ها أنا الآن أكتبُ لكَ في تمام الاحتضار إلا نصف شهقة بتوقيت الموتى بعد منتصف الرحيل..
    أكتبُ لكَ وأنا على درورب البرزخ
    أقتفي أثراً بخُطَى فان جوخ
    مهتدية ببوصلات الراحلين
    ومواقع النجوم التي أقسمت بها لنبيك.. أكتب لكَ وتلك القبور تراودني للنهاية ..وهذه الجنائز تشَيّعني إلى ربيع القيامة..أكتب لكَ بينما فراشات المنية هنا وهناك .تُلَوّح لي بأيدي الوداع ..وشقائق النعمان تنمو جوار قبري..عزيزي الله سَأُغادر
    نحو ربيع فان جوخ...

    ad728