لأسد والفأر
قصة قصيرة من الادب الانكليزي \ ترجمه للعربية \هدى ظاهر حبيب طاهر البحراني
في يوم من الأيام أستيقظ الأسد من نومه على أثر سقوط فأر صغير على أحد قدميه، أضطرب الأسد وشعر بالغضب من هذا الفأر الذي ازعجه، فأمسك به وقال له في سخرية: الا تعلم أن ملك الغابة نائم فكيف تجرؤ على الاقتراب منه وتلعب وتلهو حوله من دون أن تهابه؟! أدرك الفأر ان مصيره الموت وبعد ان رأى مخالب الأسد، حاول أن يكون قوي وقال: جلالة الملك، إني أدرك بالطبع قوتك وسلطانك وأنا مجرد فأر صغير ولا يليق بملك مثلك ان يقتلني، فأنا لا أصلح وجبة لك، فأرجوك أن تتركني أعود الى زوجتي واولادي. سأله الأسد بسخرية واستهزاء: ولماذا قد اتركك دون عقاب وأنت ايقظتني من نومي وأقلقت راحتي؟! قال الفأر بدموع: ياسيدي الملك ان الجميع يعلم قوتك وعظمتك أرجوك أرحمني هذه المرة قد تحتاج الي في المستقبل...ضحك الأسد بصوت عال وهو يقول: أنا احتاجك انت أيها الفأر؟ كيف تتجرؤ على قول هذا؟ حاول الفأر أضهار شجاعته لأستفزاز الأسد وهو يقول: أتركني ياجلالة الملك وسوف ترى حاجتك الى ضعفي القي الأسد بالفأر المسكين بعيدآ وهو يقول: سوف أتركك وسأرى كيف ان يحتاج ملك الغابة الى من هو مثلك، أنطلق الفأر هاربآ وهو يقول: شكرآ لك ياسيدي، وتأكد دائمآ أنني سأكون في خدمتك...بعد مرور أيام قليلة سقط الأسد في شباك صياد ماهر كان قد جاء الى الغابة لصيد الحيوانات، فأخذ الأسد يزأر بقوه ويستغيث، حتى سمع الفأر زئيره سرعان ماعرفه فأنطلق بسرعه نحو الصوت، وبدأ يقرض الشبكه بأسنانه الحاده، حتى تمكن من عمل فتحة كبيرة في الشبكة خرج منها الأسد هاربآ وتمكن من النجاة بفضل هذا الفأر الصغير، أتجه الأسد الى الفأر وهو يقول في خجل: الآن فقد ادرك الملك مهما بلغت قوته وسلطته لن يتمتع بالحياة والحرية دون مساعدة الصغار الضعفاء، فكل كائن محتاج الى غيره.