هزة جائحة كورونا وامكانية احداث الصدمة الفكرية لترتيب اوراق المجتمعات \ م.م.حيدر علي كريم الاسدي/اكاديمي وكاتب (العراق)
بصراحة هزة تفشي وباء كورونا ليست قليلة بل حركت العديد من النوازع والوازع في الوجدان والسلوك، انها احدثت نقلة كبيرة على مستوى الوعي المجتمعي ، خلقت صدمة كبيرة من خلالها تم اعادة الاعتبار للعديد من المفاهيم ، اسهمت الصدمة بإعادة ترتيب بعض الفئات المجتمعية ، فتصدر الريادة والاهتمام (الطبيب ، رجل الامن ، الاعلامي المساهم بالتوعية الصحية) بعد ان كان المجتمع يصدر (المشاهير من الرياضيين والفنانين) للمشهد والواجهة والمتابعة والاهتمام ، صار الجهد منصب لتوجيه الدعم المعنوي لشريحة الاطباء وقواتنا الامنية ، اعيدت القيم لبعض مفاهيم التواصل بين الاسرة (داخل المنزل) كما تعززت بعض القيم الاقتصادية من خلال العولمة والتواصل الالكتروني وتعزيز التباعد الاجتماعي وما يمثله من (سلب وايجاب) ، راجت بعض السلع وبارت اخرى في خضم هذه الازمة ، وكل هذه المقدمات والوفيات والرعب المنتشر احدث جرس انذار في ذهن انسان العصر الحالي ، الانسان الذي كان متهكما متحرراً واجه المشكلة والوباء بموضوعية بعد ان انفلتت كل المشاعر والعواطف واصبح الملاذ الوحيد بعد الجانب الروحي هو التجربة العلمية للمتخصصين ، الكل اصبح يبحث عن الاكتشاف العلمي الذي يطيح بالوباء ، الكل اصبح يبحث عن الجوانب الروحية والعبادية التي تنقذه من هذه الاشكالية التي وقع اسيرها انسان اليوم وادرك انه بلا حول ولا قوة ، هذه الصدمة بصراحة اسهمت بوعي من نوع جديد ،لعل الانسان يتفهم مثل هذه التجربة التي عشناها والتي لا نعرف هل سنخرج منها سالمين ام سنذكر كراحلين في قادم الايام ، علينا الافادة من التجربة وتوظيفها (لما بعد ازمة كورونا) وما بعد الانفراج يجب ان تكون المجتمعات اكثر جدية بإعادة ترتيب العديد من مفاهيمها المفقودة وقيمها الجوهرية المتلاشية في خضم تسارع الاحداث ، وعليه يفترض منا كمجتمعات مابعد الازمة ، ان نعيد القيمة للعالم ، والمفكر والمثقف ليكون واجهة حقيقية للتفكير السليم واعادة الهيبة لمجتمعات التنوير والرفض وتعزيز وعي الذات والتنمية وترجيح العقلانية واعلاء صوت الموضوعية والعقل على صوت الجهل والظلام.