الدور الصيني البنّاء في (الشرق الأوسط) وشمال أفريقيا
بقلم: عبد الإله المهنا*
#عبدالاله جبر المهنا: عضو ناشط في المجموعة الرئاسية العراقية الأُولى-الفرع العراقي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء (وحُلفاء) #الصين، وكاتب ومهتم بالتاريخ والنشاط الصحفي، وناشط في التيار الديمقراطي من أجل الاصلاح.
كلنا يعرف أن علاقة الصين مع دول (الشرق الأوسط) وشمال أفريقيا ليست بالجديدة، فهي تمتد لعشرات السنين، ونمت وازدهرت على مدار التاريخ الانساني، مرورًا بالتاريخيي القديم والحديث، وتطورت بشكل ملحوظ خلال الفترة 2003 امتدادًا للعام 2013، حتى أصبحت أكثر قوة وأهمية في فترة حكم الرئيس شي جين بينغ.
لقد حرص الرئيس شي جين بينغ على تقوية تلك العلاقات على كافة المستويات والمجالات الأقتصادية والتجارية والدبلوماسية، والتعاون العسكري، وفق مبدأ الفائدة المتبادلة بين الطرفين ومبدأ الكل رابح، وكان مجال التعاون في مجال الطاقة قد أخذ الحيز الأكبر، مع زيادة حجم الإستثمارات في البُنى التحتية والموانىء والمناطق الصناعية المشتركة في كافة أرجاء دول الشرق الاوسط مع زيادة واردات الصين من النفط من الدول العربية، مما ساهم في إرساء البُنى التحتية في تلك الدول، وقد أظهرت جائحة كورونا عمق العلاقة والتعاون بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية في آسيا وأفريقيا، حيث ظهر جليًا التعاون بين الطرفين لمواجهة الفيروس.
وبالرغم من تنامي الموقف العدائي من قبل الإدارة الأمريكية اتجاه الصين، إلا أن الصين استمرت في نهجها الذي يوصف بالشعور بالمسؤولية تجاه الإقتصاد العالمي للحد من هيمنة أمريكا على الإقتصاد الدولي، وكان لحضور الصين الإقتصادي نتائج ممتازة لمعظم دول العالم التي تضررت من جائحة كورونا .
قدمت الصين نموذجًا اشتراكيًا ديمقراطيًا لأنظمة وشعوب منطقة (الشرق الأوسط) وشمال أفريقيا، من خلال الدور الفعال بتقديم الإستثمارات المباشرة لأغلبها، مصحوبة بالخبرات الصناعية والاستشارات الفنية، بالأسلوب المباشر أو عن طريق مبادرة الحزام والطريق.
الصين الآن تعمل جاهدة لإعادة إحياء الروابط التجارية مع دول (الشرق الأوسط) وشمال أفريقيا، بعد تذليلها جائحة كورونا التي مارست تأثيرًا سلبيًا على العلاقات التجارية الصينية مع دول العالم.
لقد أبدت جمهورية الصين الشعبية مهارة عالية في إدارة الشؤون الاقتصادية والتجارية أثناء خلال الجائحة، مرفقًا بحرصها على لعب دور بارز في حل النزاعات والصراعات بين الدول بالوسائل الدبلوماسية إذ تمتلك جمهورية الصين موقف متوازن مع جميع دول المنطقة، ولا تفرض وصايتها على أحد.
والجدير بالذكر، أن أغلب دول المغرب العربي ترى في الصين شريكًا ممتازًا، وتفضلها على دول الإتحاد الأوربي وأمريكا، لأن جمهورية الصين الشعبية لا تتخذ من مسألة القروض الممنوحة لتلك الدول وسيلة ضغط وفرض شروط سياسية كما تفعل دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا، مع تساهل الصين في تمديد وتأجيل تسديد القروض.
جمهورية الصين تعمل الآن لأدامة التنمةه والبناء في معظم دول (الشرق الأوسط)، بهدف تجاوز ازمة كورونا، حيث قامت بأرسال ملايين الجرعات من لقاح سينوفارم الصيني المضاد للفايروس إلى هذه الدول. …