• اخر الاخبار

    التعاون الصيني الإماراتي في إنتاج اللقاحات.. تعميق التعاون أم “تعميق النفوذ”؟

     

    خلال زيارته الأخيرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حضر وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان حفلا افتراضيا بمناسبة إطلاق خط إنتاج مشترك بين البلدين لتعبئة سوائل اللقاحات الصينية.

    ووفقا لبيان صادر عن الشركة الإماراتية “جي 42″، ستتعاون الشركة مع شركة “سينوفارم” الصينية لإنتاج لقاح كورونا الذي يحمل اسم “حياة-فاكس” (نفس اللقاح المعطل الصيني الذي تم تسجيله رسميا من قبل وزارة الصحة ووقاية المجتمع في ديسمبر الماضي). وسيتم تشغيل مصنع اللقاحات الجديد هذا العام وسيحقق قدرة إنتاج سنوية تبلغ 200 مليون جرعة على مراحل.

    ومن التعاون في اللقاحات إلى استئناف الأعمال والإنتاج، دائما ما تحرص الصين والإمارات على اغتنام فرصة التعاون بروح الإبداع والريادة، الأمر الذي يعود بالفوائد الملموسة على الشعبين، وظلت الإمارات تقف في “الصف الأول” لتعزيز التعاون الدولي في مجال اللقاحات مع الصين.


    وفي يونيو من العام الماضي، تعاونت شركتا “جي 42″ و”سينوفارم” بنجاح في المرحلة الثالثة للتجارب الدولية للقاحات الصينية؛ وفي سبتمبر، قررت الإمارات توفير اللقاحات تحت ترخيص الاستخدام الطارئ لحماية العاملين الطبيين؛ وفي ديسمبر، أعلنت أنها قامت بالتسجيل الرسمي للقاح الصيني. وأظهرت التحليلات أن اللقاح الصيني يوفر فعالية بنسبة 86% ضد الإصابة.

    وحقق التعاون الصيني العربي في مجال اللقاحات رقما قياسيا للتجارب السريرية متعددة الجنسيات وواسعة النطاق، وقدم مساهمات مهمة في المكافحة العالمية للوباء. ويمثل إطلاق خط الإنتاج المشترك لتعبئة سوائل اللقاحات الصينية مرحلة جديدة من التعاون الصيني الإماراتي في مكافحة الجائحة.

    ومع ذلك، فسر مقال نشرته “بلومبرغ نيوز” يوم الأحد هذا التعاون على أنه “تعميق نفوذ بكين في الشرق الأوسط”، وقال إن إقامة الصين لعلاقات وثيقة مع دول الشرق الأوسط تمثل “تحديا فوريا” لإدارة بايدن. وهذا بالضبط عقلية “المحصل الصفري” لبعض الدول الغربية التي تسعى لقمع دول أخرى، لكنها تتعارض مع سعي الغالبية من دول العالم للتعاون متبادل المنفعة.


    لا تنوي الصين تحدي الولايات المتحدة ولا استبدالها. وفي العالم الذي يمر بأكبر التغيرات منذ قرن، لن تتراجع الصين عن التزامها بالسعي إلى التعلم والتعاون المتبادل، والعمل مع بقية الدول. وستوسع الصين من تقارب المصالح مع دول العالم، وتضيف قيمة للشراكات، وتوسع دائرة أصدقائها.

    وفي يوليو عام 2019، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ في لقائه مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى أنه يجب مواصلة العلاقات الصينية الإماراتية جيلا بعد جيل.

    وفي الوقت الحاضر، تعمل الصين على بناء نمط تنموي جديد وتعزيز المواءمة المعمقة بين مبادرة “الحزام والطريق” و”إستراتيجية التنمية الوطنية الإماراتية للـ50 سنة القادمة”. وفقط من خلال التعاون متبادل المنفعة والتنمية المشتركة يمكن تحقيق إنجازات كبيرة ومستدامة تعود بالفائدة على الجميع.

    *المصدر: سي جي تي إن العربية.

    ad728