القط ذو الحذاء ...قصة قصيرة من الادب الانكليزي ترجمها للعربية الطالب علاء تحسين انتيش حسن
القط ذو الحذاء
ترجمة : علاء تحسين نتيش
في قديم الزمان كان هناك صاحب طاحونة فقير ، توفي وترك لأبنائه الثلاثة طاحونة وحمارا وقطا ۔
ورث الابن الأكبر الطاحونة ، وأخذ الابن الثاني الحمار ، ولم يحصل الابن الأصغر سوى على القط الذي كان يبدو بلا فائدة . ايستطيع أخواي أن يتعاونا ويعيشا باستخدام الطاحونة والحمار ... كان الأخ الأصغر حزينة جدا يحدث نفسه لا إراديا : " ماذا سأفعل كي أعيش ؟ " لا تحزن يا صاحبي ! " فجاة تحدث القط ، يكفي أن تعطيني کیسا وزوج أحذية ، وسوف أجعلك تكسب الكثير ، بل ستعيش حياة أفضل بكثير من أخويك ! " ماذا ! قط يتكلم ! أصيب الشاب بالدهشة و ذلك . إن قط يتكلم من المؤكد أنه بالغ الذكاء ، وربما سيفي فعلا بوعده ! " هكذا رأى الشاب الأمر ، وأخذ آخر ما لديه من نقود واشترى زوج أحذية جلدي وأعطاه للقط . " حسنا ، إلى أين ستذهب الآن أيها القط ذو الحذاء ؟ " سأل الشاب القط بفضول . " انتظر ما سيحدث ؟ أجاب القط الشاب وهو يضع الكيس على منكبه ، وظهر كإنسان مستقيم القامة ، واتجه مسرعا نحو الغابة . وصل القط إلى الغابة ، واختبأ قرب جحر أرنب وفتح الكيس . وبسرعة دخل أرنب إلى الكيس ، فحمل القط الكيس على ظهره وسار يختال في مشيته متجها إلى قصر الملك .
: وبعد وصوله إلى بوابة قصر الملك ، طلب القط لقاء الملك ، فأحضره الحراس إلى قصر الملك . قال القط بنبل شديد : " جلالة الملك ! لقد أمرني صاحبي الماركيز كاراباس أن أقدم هذا الأرنب إلى جلالتكم . " وطبعا كان لقب " المركيز كاراباس " مجرد لقب أطلقه القط على الابن الأصغر . كان الملك في غاية الرضى بهذه الهدية التي استلمها . وبعد ذلك ظل القط يصطاد مختلف الحيوانات البرية ذات اللحوم اللذيذة ويهديها للملك باسم المركيز ، وشيئا فشيئا تولد لدي الملك شعور طيب تجاه هذا " المركيز " . وذات يوم سمع القط أن الملك سيخرج في رحلة مع ابنته ، وهي أجمل أميرة في العالم ، وسيمرون من جانب النهر على عربتهم . فأسرع إلى الابن الشاب وقال اله : اصاحبي ! إنك محظوظ اليوم ! كل ما تحتاج أن تفعله الآن هو الذهاب للاستحمام في النهر ، أما الباقي فدعه علي أنا ! "
ورغم أن الشاب لم يكن يدرك ما يخطط له القط ، لكنه استمع إلى نصيحته وذهب إلى النهر ، وبعد أن خلع ملابسه ودخل النهر ، مرت عربة الملك من جانب النهر . وبدأ القط الواقف على النهر ينادي ويقول : " النجدة ! النجدة ! سيغرق صاحبي المركيز كاراباس ! " وعندما رأى الملك أن من يطلب النجدة هو القط الذي كان يحضر له الهدايا دائما ، أمر حراسه " بإنقاذ " الشاب . قال القط : اشكرا لكم جلالة الملك ، لكن ماذا سيفعل صاحبي المسكين ؟ لقد سرق سارق ملابسه بعد ما خلعها للاستحمام . " وعندما رأى الملك الشاب في وضعية حرجة ، أمر حراسه بإحضار طقم من الملابس الفاخرة . ولبس الشاب هذا الطقم ويدا فعلا يشبه المركيز ، ووقعت الأميرة فورا في حبه .
وكان الملك يحب المركیز " كثيرا بسبب تلك الهدايا التي أهداه ، ودعاه بكرم إلى مرافقته في رحلته . وقبل الشاب الدعوة ، وركب العربية فورا ، وجلس بالقرب من الأميرة ، وواصلت العربة السير نحو الأمام . وفي هذا الوقت كان القط قد سبقهم في الطريق نحو الأمام . وفي الطريق أمامهم توجد مزرعة بها رعاة يقطعون العشب . طلب منهم القط التوقف وأمرهم قائلا : " إن الملك في طريقه إلى هنا ، وسوف تخبرونه بأن هذه الأرض هي ملك ل المركيز كاراباس " وإلا فسأقوم بتمزيقكم وتقطيعكم ! " ظهر القط بمظهر متوحش وهو يخيف أولئك المزارعين ، فاضطروا إلى تنفيذ أوامره . تقدم القط نحو الأمام ، وفي طريقه التقى بحاصدي القمح والفلاحين والحطابين ... إلخ ، وجميعهم سمعوا أوامره ، وفعلوا مثل ما فعل الرعاة تماما . وعندما مر الملك من هذا المكان ورأى أن " المركيز كاراباس " يملك كل هذه الأرض الواسعة تغيرت نظرته له تماما ، لكن في الحقيقة أن هذه الأرض يملكها غول عملاق ، وهذا الغول يسكن في قلعة فخمة ليست بعيدة عن هذا المكان .
أصبح الآن من الضروري أن يذهب القط للتصدي لهذا الغول . فوصل إلى تلك القلعة الفخمة وطرق بابها ووقف أمام الغول . خلع القط قبعته وقال بتقدير : " أيها الملك ! سمعت أنك تقدر على كل شيء ، فهل يمكن أن تتحول إلى أسد ؟ " قال الغول بفخر : " طبعا أستطيع ! " بعد ذلك تحول فعلا إلى أسد ، وأصدر زئيرا مخيفا ، هز القلعة وجدرانها . تظاهر القط بالخوف ، وقفز على سطح الخزانة يرتعد خوفا ، ولا يجرؤ على النزول . وبعد ذلك بقليل عاد الغول إلى شكله الأول ، نزل القط بحذر من فوق الخزانة .
تظاهر القط بإعجابه الشديد به قائلا: " أأأه ، يا إلهي ! فعلا أنت لست عاديا ! سمعت أيضا أنك تستطيع أن تتحول إلى حيوان صغير ، مثل الفأر ، لكن أنا أعتقد أن هذا غير ممكن ! " غير ممكن ؟
" قال الغول بصوت عال : " بالنسبة لي أنا لا يوجد شيء مستحيل ! " وفي غمضة عين تحول الغول إلى فأر يصول ويجول على الأرض ، اغتنم القط الفرصة وقفز وقبض عليه ، وابتلعه فورا . وهكذا أكل القط ذلك الغول المخيف
وفي هذه اللحظة كانت عربة الملك قد وصلت لتوها إلى القلعة الفاخرة . وقرر الملك أن ينزل بنفسه لزيارة مالك القلعة . وعندها كان القط واقفا على سلالم القلعة يستعد لاستقبالهم . وقد أصبح مولاه مركيز تماما كمن يسميه القط ! قال القط بصوت عال : " مرحبا بكم جلالة الملك في قلعة صاحبي المركيز كاراباس ! " تفاجأ الملك مرة أخرى عندما سمع أن الشاب يسكن في هذه القلعة الفخمة . دعا الشاب الملك والأميرة إلى دخول القلعة ، وكانت صالة القلعة قد جهزت بطاولة طعام وضعت عليها أطعمة كثيرة ، كان قد أعدها الغول لأصدقائه . ولحسن الحظ لم يأت أصدقاء الغول . وبعد أن تناول الجميع الطعام وشبعوا جيدا ، أعلن الملك : بما أن المركيز والأميرة يحبان أحدهما الآخر إلى هذه الدرجة ، فسيتزوجان إذا ! فعلا كان الشاب والأميرة يتطلعان بشغف لذلك ، فسرعان ما نظما حفل زفاف فاخرا ، وأصبح الشاب أسعد شخص في العالم بعد أن كان فقيرا محروما ! وفيما يتعلق بالقط ذي الحذاء ، فقد عاش إلى الأبد مع المركيز والأميرة ، حيث عاشوا حياة كريمة ممتازة .
