دور الصين يتواصل في إطار مبدأ حل الدولتين
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية
دور الصين يتواصل في إطار مبدأ حل الدولتين
د. عبد الكريم بن خالد*
*عضو في الفرع الجزائري للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، أستاذ محاضر بالجامعة الأفريقية بالجزائر
يُعتبر مبدأ حل الدولتين من المبادئ التاريخية التي يُنادي بها قادة جمهورية الصين الشعبية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك بدعوة الأطراف المعنية كافة إلى الالتزام بقرارات منظمة الأمم المتحدة المنوط بها بحل الخلافات عن طريق المفاوضات وتدعيم السلام والاستقرار الاقليميين.
أُعلن عن المشروع الصيني للسلام في المنطقة بعد تصاعد وتيرة المواجهات الفلسطينية – الإسرائيلية والتي أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا بعد جمود عملية السلام في (الشرق الأوسط) عن مسارها الأصلي وانتهاك حق الشعب الفلسطيني في بناء دولة مستقلة، إضافة إلى حدّة المواجهات الفلسطينية – الإسرائيلية، والنزاعات المتكررة وفقًا لتصريح عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني الرفيق وانغ يي في جلسة أممية لمجلس الأمن الدولي.
هذا، وقد نوّه الوزير وانغ يي إلى أن الطريق النهائي إلى حل القضية الفلسطينية إنما يكمن في تنفيذ حل الدولتين، من خلال جهود مجلس الأمن الدولي بشأن حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، والتطلع إلى “حل موحّد” لجميع الأطراف بشأن هذه القضية، وأن الصين تتبنى وجهة نظر ثابتة وهي التأكيد على حل الدولتين، وحث الفلسطينيين والإسرائيليين على استئناف محادثات السلام على هذا الأساس في أقرب وقت.
من جهة اخرى أعرب سفير دولة فلسطين لدى جمهورية الصين الشعبية فريز مهداوي في بيان أُرسل إلى صحيفة (جلوبال تايمز)، يوم الأحد 16 مايو 2021، عبّر فيها نيابة عن القيادة والشعب الفلسطينيين عن خالص امتنانه وتقديره الكبير للتصريحات الهامة والمسؤولة والصادقة، الأخيرة، لوزير الخارجية الصيني وانغ يي.
ويُضيف السيد السفير، إن وزير الخارجية الصيني وانغ يي تطرق بجد الى الجذور الحقيقية للصراع عندما أشار إلى أن الاحتلال العسكري الإسرائيلي الطويل جدًا لفلسطين هو السبب المحوري للصراع، وأكد على أهم أولويات ومسؤوليات المجتمع الدولي من خلال مجلس الأمن الدولي الذى ترأسه الصين هذا الشهر (مايو/أيار)، لضمان الوقف الفوري لإراقة الدماء المستمرة في النزف في غزة على وجه الخصوص.
يأتي الرد الصيني المشرّف إتجاه القضية الفلسطينية في إطار حل الدوليتين، إذ أن جمهورية الصين الشعبية التي تأسست في عام 1949، استمرت بالدعم المبدئي للحركات التحررية في العالم، بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية، في حين لم تلتزم الولايات المتحدة الأمريكية بالقرارات الداعمة للقضية الفلسطينية، على غرار قرارها الأخير المُجحف بالاعتراف فعليًا بالقدس عاصمة لإسرائيل، بعد إعلان الرئيس ترامب السيء الذكر، نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة في 6 كانون الأول/ديسمبر 2017، وبعده مباشرة جاء الرد الصيني المشرّف لانقاذ فلسطين بخطة متكاملة، والتي أفشلتها أمريكا في مجلس الأمن الدولي.
لقد أثمرت جهود الصين في هذا المَسعى السلمي في إطار حل الدولتين من خلال ندوة السلام التي عُقدت في بكين من 21 إلى 22 ديسمبر 2017، و شارك فيها مندوبون من فلسطين وإسرائيل، إضافة إلى مندوبين من الصين، بمن فيهم المبعوث الصيني الخاص غونغ شياو شنغ ، وقد انتهى اللقاء الى إعلان غير ملزِم “لتعزيز تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مع حل الدولتين كأساس له الذي سيشمل دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة، على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وتجميد بناء المستوطنات وتوسيعها في القدس”، وحث الجانبين على “تعزيز دعمهما للقوى الساعية إلى تحقيق السلام وتشجيع المجتمع الدولي على استئناف عملية السلام؛ والاعتراف بدور الصين القيّم والمحتمل في تعزيز الجهود الدولية لدفع محادثات السلام قدمًا.
وبناء عليه، يمكن وصف السياسة الخارجية الصينية للقضية الفلسطينية بسمتين رئيسيتين: تتمثل السّمة الأولى بأنها سياسة عملية وواقعية من خلال استمرارية دعمها اللامتناهي للقضية الفلسطينية، ونبذ كل أشكال العنف الإسرائيلي؛ ومن الجهة الأخرى تتمثل الّسمة الثانية بالثبات، أي أن موقفها تجاه القضية الفلسطينية ظل ثابتًا من خلال دعمها المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني، ذلك أن جوهر السياسة الصينية هو الحفاظ على بيئة دولية مستقرة لتسهيل استمرار الاصلاح والتنمية في (الشرق الأوسط) في إطار التعاون السلمي وإدارة الصراع بعملانية سلمية.