• اخر الاخبار

    الصين والموقف التاريخي الداعم لفلسطين


    شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

    الصين والموقف التاريخي الداعم لفلسطين 

    بقلم/ الاستاذ عامر جاسم العيداني*

     *كاتب وصحفي وعضو في الإتحاد الدولي للصحفيين، والإتحاد العام للصحفيين العرب؛ ومُعتمد للكتابة في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية بالجزائر؛ وعضو فاعل في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين؛ ورئيس تحرير وكالة السندباد الإخبارية؛ ورئيس تحرير وكالة الحرير الاخبارية؛ وعضو في نقابة الصحفيين العراقيين.

     جمهورية الصين الشعبية الصديقة والحليفة تحرص دائمًا على لعب دور رئيسي في عملية التسوية السياسية في منطقة (الشرق الأوسط)، وتعود هذه الرغبة إلى ارتكاز الصين إلى علاقات الأُخوّة المتجذرة التي تجمعها عبر تاريخها الطويل مع الأمة العربية منذ ألوف السنين، وتجذّر علاقاتها العربية على جانبي طريق الحرير الصيني الذي ربط العرب بالصين بقوة كبيرة ما تزال قائمة إلى يومنا هذا.

     ليست للصين مصالح مغرضة من طرف واحد في العالم العربي، وهو ما يشهد عليه التاريخ وعلاقات الدول العربية بالصين. فالصين لا تسخّر العرب لمصالحها كالدول الاستعمارية، وتحرّك الصين في فلسطين هو حق لها لا سيّما وأنها دولة كبرى وعضو دائم في مجلس الأمن الدولي لمنظمة الأمم المتحدة. لذلك ها هي الصين، تطرح مبادرات سلمية ترفضها أمريكا والغرب بأكمله، لأنهم يتطلعون للابقاء على هيمنتهم السياسية والاقتصادية على العرب، لإبعادهم عن حليف تاريخي موثوق لهم هو الصين، ويُعتبر منذ العام الماضي 2020، الاقتصاد الأول في العالم.

     تحرك الصين نحو فلسطين ليس الأول من نوعه، والمواقع الإخبارية الصينية الكثيرة الناطقة بالعربية تتضمن الأخبار والمعلومات عن الصين وفلسطين وبلدان (الشرق الأوسط) العربية ومبادرة النقاط الأربع الصينية للسلام. إلا أن الدعاية الغربية تحاول طمس كل ذلك وتغييبه من خلال تكثيف التخرصات وتحريف المعلومات، في محاولة منها للحفاظ على موقعها الأقوى والقيادي في البلدان العربية وفي الاوساط الشعبية وعلى مستوى القمم الحاكمة. ولهذا، تعمل الصين في الأطارات الدولية الشرعية المعترف بها من جميع الأطراف، كوسيط دولي فاعل لنشرالاستقرار ولإحقاق الحق والمساعدة بالتخفيف من الالام التي يعانيها الشعب الفلسطيني، ولأجل تمتعه بالسيادة والاستقلالية وغيرها على ترابه الوطني، استنادًا للقانون القانون الدولي، تمسّكًا بمبادىء العلاقات الانسانية والوضوح السياسي. وما المساعدات الصينية لفلسطين منذ عشرات السنين إلا دليل ناصع على كل ذلك للمساهمة بشد أزر الشعب الفلسطيني وليتمتع بالسلام المنشود والاستقلالية. إضافة إلى ذلك، لا يمكن للصين أن تكون غير منحازة للحق في السياسة والعلاقات الدولية، لأن ذلك يتعارض تمامًا مع عقيدتها الاشتراكية وتوجهات حزبها الشيوعي الحاكم.

     وانطلاقًا من كل ذلك، نلاحظ انه وعلى ضوء الأحداث الجارية على (الساحة الأوسطية) بما يُسمّى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المتصاعد حاليًا، والذي أدّى الى مزيد من التأزيم في المنطقة، وسقوط الضحايا الكثيرة، بادرت الصين وعلى لسان عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني “وانغ يي” لطرح خطة الأربع نقاط لحل القضية الفلسطينية، ووقف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك على هيئة مجلس الأمن خلال ترؤس المندوب الصيني للجلسة، استنادًا إلى رئاسة الصين الدورية في هذا الشهر مايو / أيار لمجلس الأمن الدولي.

     تحدث الوزير وانغ يي عن إن الصراع المتصاعد بين (إسرائيل) وفلسطين أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا، من بينهم نساء وأطفال، وإن الوضع حرج وخطير للغاية وهناك حاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار ووقف العنف.

     ان هذا الخطاب الصيني يُشدّد على الجانب الانساني الذي يتطلب وقف العنف ضد العوائل الفلسطينية الآمنة في بيوتها، وضرورة حمايتها من قصف الطائرات الإسرائيلية التي لا تفرق بين امرأة وطفل وشيخ طاعن في السن .

     وأضاف، أنه ينبغي على المجتمع الدولي المضي قدمًا على وجه السرعة للحيلولة دون مزيدٍ من التدهور، ولمنع المنطقة من الانزلاق إلى الاضطراب مرة أخرى، ولحماية أرواح السكان المحليين، وهنا يحذر “وانغ يي” المجتمع الدولي من مغبة الصمت وعدم التحرك لوقف هذه التداعيات، ويحمّل الدول الراعية لمجلس الأمن المسؤولية الكبرى في عدم تحركها لايقاف هذا النزيف من الدم وحماية للمواطنين الفلسطينيين، ويُحذّر من إتّساع دائرة الصراع، الذي قد يمتد على مساحة أكبر، وبالتالي من الصعوبة إيقافه .

     وتابع وانغ يي، أن القضية الفلسطينية تعد جوهر قضايا (الشرق الأوسط) على الدوام، وفقط عندما يتم حل القضية الفلسطينية بشكل شامل وعادل ودائم، يمكن تحقيق السلام الدائم والأمن الشامل في (الشرق الأو سط).

     وطرح الوزير وانغ يي اقتراحًا صينيًا مكونًا من أربع نقاط، استجابة للوضع المتوتر متمثلًا بوقف اطلاق النار، ووقف العنف مع ادانته الشديدة لاعمال العنف ضد المدنيين، واعتبره على رأس الاولويات، مع الحاجة الملحة الى المساعدة الانسانية، مطالبًا (اسرائيل) الوفاء بالتزاماتها بجدية بموجب المعاهدات الدولية ورفع الحصار عن قطاع غزة بشكل شامل، وشدد على ان الدعم الدولي أمر واجب، ويجب على مجلس الأمن الدولي اتخاذ اجراءات قوية بشأن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وإعادة تأكيد دعمه لـِ “حل الدولتين”، ودفع تهدئة الوضع في وقت مبكر. 

     ودعت الصين الولايات المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها المناطة بها واتخاذ موقف عادل ودعم مجلس الأمن للعب دوره المناسب في تهدئة الوضع، واعادة بناء الثقة ودفع التسوية السياسية للأمام، وان هذه الدعوة تأتي من منطلق المسؤولية الدولية التي تتحملها الولايات المتحدة بأعتبارها عضوًا رئيسيًا في مجلس الامن الدولي، ويقع على عاتقها بذل الجهود من أجل إحلال السلام وعدم الانحياز إلى طرف على حسب الطرف الآخر .وأردف وانغ يي، إلى ان “حل الدولتين” هو المخرج الأساسي. وتدعم الصين الجانبين لاستئناف محادثات السلام على أساس “حل الدولتين” في أسرع وقت ممكن، لإقامة دولة فلسطين المستقلة التي تتمتع بسيادة كاملة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وتحقيق التعايش السلمي بين فلسطين و (إسرائيل) بشكل جوهري وتحقيق التعايش المتناغم بين الأمتين العربية واليهودية وتحقيق السلام الدائم في (الشرق الأوسط).

     الموقف الصيني يستجيب للحالة الانسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، التزامًا من الصين بالشرعية الدولية المتمثلة بقرارات الامم المتحدة ومجلس الامن، واثبتت الصين انها تبذل جهودًا كبيرة من أجل إحلال السلام في منطقة (الشرق الاوسط) ودعوتها المستمرة الى ضرورة استمرار الحوار بين كل الاطراف، وخصوصًا بين الفلسطينيين والإسرائيليين من اجل ايجاد افضل الحلول، وتكرر الصين في خطابها الدعوة لصانعي السلام من فلسطين و (اسرائيل) إلى إجراء حوار في الصين .

    ad728