الصين ونقاط أربع مضيئة
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
الصين ونقاط أربع مضيئة
بقلم: باسم محمد حسين
*التعريف بالكاتب: كاتب وإعلامي معتمد للنشر في شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية في الجزائر؛ وعضو ناشط في #الاتحاد_الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء #الصين؛ ورئيس فرع البصرة للنقابة الوطنية للصحفيين #العراقيين، ومدير التحرير المسؤول لمجلة “#الغد”، وعضو ناشط في الحزب #الشيوعي العراقي.
تحدث الرفيق وانغ يي، عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني أثناء ترأسه الاجتماع الافتراضي عبر الدائرة التلفزيونية لمجلس الأمن الدولي، في جلسته المنعقدة يوم الأحد 16/5/2021 حول الصراع والحرب غير المتكافئة بين الشعب الفلسطيني الأعزل والقوات الاسرائيلية المدججة بأنواع الاسلحة من مختلف الاحجام والاستخدامات، ناهيك عن المدفعية والصواريخ والطائرات، حيث تعدت الطلعات القتالية أكثر من 300 طلعة جوية هجومية لغاية يوم الإثنين 17 أيار 2021، الأمر الذي أدى الى وقوع عدد كبير من الضحايا الأبرياء ومنهم الكثير من الاطفال والنساء ناهيك عن الخسائر الجسيمة في البنى التحتية، والتي تحتاج لأشهر، وربما لسنوات لإعادتها لوضعها الطبيعي، موضحاً الحاجة الملحة لوقف اطلاق النار ووقف العنف ضد المدنيين.
وحمَّل وانغ يي المجتمع الدولي المسؤولية لمنع مزيد من التدهور في الموقف الحالي وانزلاق المنطقة الى حالٍ أسوأ. وأكد على أن حل القضية الفلسطينية بشكل سلمي وعادل هو حل لأغلب مشاكل الشرق الأوسط .
وطرح الرفيق الوزير مقترحاً من أربع نقاط رئيسية، باسم جمهورية الصين الشعبية، لحل هذا المشكل المعقد تاريخيًا. وهي:
أولاً: وقف اطلاق النار فوراً وفي كافة الجبهات البرية والجوية والقصف المدفعي والصاروخي بغية الحفاظ على أرواح وممتلكات المدنيين ووقف جميع الفعاليات المؤدية الى تدهور الوضع نحو الأسوأ وأوجب على اسرائيل ضبط النفس. لكونها القوة الأكبر والقادرة أكثر على التأثير في المشهد العسكري.
ثانياً: وجوب تقديم المساعدات الانسانية لمحتاجيها وأغلبهم من الشعب الفلسطيني الفقير، وحثَّ اسرائيل على الوفاء بالتزاماتها الانسانية بموجب المعاهدات الدولية التي يفترض أن تلتزم بها دون قيد أو شرط، وحث المجتمع الدولي لتقديم المساعدات العاجلة لإنقاذ حيوات عشرات آلاف المدنيين، كما دعا الى رفع الحصار الجائر عن غزة والمنطقة المحيطة بها. وأكد على الأمم المتحدة أن تأخذ دورها الطليعي في تنسيق تقديم المساعدات.
ثالثاً: أكد الرفيق وانغ يي على ضرورة الدعم الدولي للشعب الفلسطيني وحقة في مطالبه العادلة في الأرض والسلام والعيش الرغيد واستغلال ثروات هذه المنطقة المتنوعة والوفيرة. ومن الجدير ذكره هنا بأن الصين كانت ولا زالت تدعم جميع المنظمات المؤازِرة لتطلعات الشعب الفلسطيني مثل جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الاسلامي، وتساندها في اتخاذ مواقف أكثر شجاعة بغية الوصول للحل المتكامل.
رابعاً: حل الدولتين هو الحل الأمثل للوضع في الشرق الأوسط حيث العودة الى هذا الأمر ضروري. وحث المسؤول الصيني هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لاتخاذ مواقف شجاعة وقوية وصارمة تلزم اسرائيل ومَن يقف معها بالمثول لقراراتها بهذا الشأن ومنذ بداية المشكلة ولغاية اليوم ومنها قرارات مجلس الأمن الدولي 242 و 363 القاضية بترسيم الحدود بين الطرفين على اساس ما قبل 5/6/1967، وتحقيق التعايش السلمي بين العرب والإسرائيليين.
أن هذه النقاط الأربع في المقترح الصيني تمثل رؤية جمهورية الصين الشعبية الصديقة والحليفة للعرب والأمة العربية منذ فجر هذه الدولة، لحل المعضلة المتفاقمة منذ ما قبل عام 1947، عندما بدأت المنظمات الصهيونية والحركة الصهيونية العالمية والدول الاستعمارية والامبريالية بتهجير (يهود) و (يهوذ) العالم إلى فلسطين، وهي تقوم بهذا التهجير المخطط والممنهج لغاية اليوم. لقد أقيمت دولة اسرائيل على انقاض فلسطين العربية حيث كانت جنةً خصبةً للتعايش السلمي بين أتباع الأديان الإبراهيمية الثلاث (لأبي الإنبياء الآرامي العراقي الأصل من أور الكلدانيين إبراهيم عليه السلام) لحين دخول عصابات الصهاينة من الهجانا وغيرها التي غيّرت الطبيعة السكانية للمنطقة بالتهجير وقوة السلاح.
الصين تدخل اليوم المعترك السياسي بنقاط واقعية دقيقة تحمل أُسساً سامية وراقية مؤداها حل المعضلة المُستدَامة، وصولاً الى تعايش سلمي بين شعوب المنطقة وناسها، لتصل إلى عيش رغيد للجميع ومساواة تامة بينهم في كل شيء.