بالأربع نقاط.. الدور الصيني يتجدّد ويَعود شامخًا
الأنباط- الأردنية/
الأكاديمي مروان سوداح*
خطة الأربع نقاط الصينية لحلٍ شجاعٍ وعادلٍ ومنصفٍ للقضية الفلسطينية التي أعلن عنها عضو مجلس الدولة وزير الخارجية لجمهورية الصين الشعبية الرفيق النابه وانغ يي، في كلمته قبل أيام قليلة، أمام المجتمع البشري برمته من خلال منظمة الأمم المتحدة، يؤكد للمرة المليون أن الصين التي أصبحت تشغل منذ العام الماضي 2020 المركز العالمي الأول إقتصاديًا، أضحت تحوز على أوسع تأييد عربي وإسلامي بقوةِ مِثالها وعقيدتها السياسية والفكرية الثابتة، ولمساندتها فلسطين الجريحة النازفة دمًا كثيرًا وشعبها المُعذّب المحاصر بصواريخ الاستعمار التابعة لعواصم العدوان.
فلسطين دومًا موقعها في القلب العربي المركزي. الصين تعود لتأخذ مكانتها اللائقة في بلدان الضاد لتصطف بحزم معنا وإلى جانبنا في قلب فلسطين، من خلال موقفها الحازم والعادل لصالح أرض كنعان واستقلالها واستقرارها وتحررها وتقدمها، ولإبراز إنسانيتها الضاربة جذورها في التاريخ العربي وتراب العرب من المحيط إلى الخليج، وعبثًا حاول أجناد جهنم النّيل من القدس، قدس الأقداس، عبر التاريخ واليوم أيضًا، ولم ولن يتمكنوا. ها هي صين اليوم تتصدر المشهد والموقف، وتشغل المكانة الدولية اللائقة بها حاليًا في خضم انتصارها لفلسطين المعذبة.
الصين تعود بكل قواها السياسية والثقافية والمادية والمعنوية إلى فلسطين والحِراك الفلسطيني، مدعومةً من الشعب العربي والفلسطينيين وأنصار الحرية والتحرر والاستقلالية في كل القارات، لتنال عاصمة العالم – بكين، شرف تأييد شرفاء العالم وأنصار العدالة لها. تطبيق النقاط الأربع الصينية كفيلة بإعادة الحق إلى إصحابه والأرض لأسيادها، لكن الإمبريالية الأمريكية التي تصطف من خلفها قوى الشر الكثيرة، وأسلحة الموت والقنص التي يتم تطويرها بتسارع لقتل الفلسطينيين، تعيق الحل العادل والناجز لهذه القضية التي يؤيدها أصحاب العقول السوية والدول الشريفة.
الأربع نقاط الواردة في الخطة الصينية للسلام في فلسطين تعكس النضارة الروحية لجمهورية الصين الشعبية، التي تسعى باجتهاد متصل ومُثير للإعجاب على مدار العقود الطويلة منذ تأسيسها، إلى تكريس السلام الدائم والشامل في قارة آسيا التي شهدت على مساحة كل التاريخ وما زالت تشهد أزمات واختناقات دامية وأحداث دموية متلاحقة. هذه الحالة غير الصحية تؤكد ضروة تغليب السلام الحقيقي والنوايا الطيبة على الحروب والنزاعات، وفي سبيل إعلاء قيمة العقل في كل قضية ومسألة، وصولًا إلى اعتماد البشرية للمقترح الصيني بمجتمع المصير الواحد السلمي الموحِّد للشعوب وآمالها المشروعة، وهو ما نطمح نحن إليه في فلسطين وفي العالم العربي بمساهمة صينية فاعلة وبتحالفنا مع الصين الصديقة والحليفة.
الخطة الصينية للسلام الشامل في فلسطين تنال اعجاب وتأييد الأمة العربية وفلسطين وشعبها العربي الرازح منذ عشرات السنين تحت حِراب الاحتلال المدعوم أمريكيًا، وستبقى هذه الخطة الصينية ماثلة وقابلة للتطبيق في كل الأوقات، برغم المعارضة الأمريكية الشرسة لها.
المبادرة الصينية تتسم وتتصف كذلك بالصدق والصراحة والانفتاحية التي اعتدنا عليها من رئاسة الدولة الصينية حِيال الحقوق العربية. هذه الرئاسة ممثلة بالصديق والحليف الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني رئيس جمهورية الصين الشعبية الرفيق شي جين بينغ، الذي يقف مشجعًا للعمل والكفاح اليومي في سبيل الحق والعدالة ولإنصاف الفلسطينيين المظلومين والمُشردين والنازفين دمًا وألمًا مِمن لا حياة لهم على بقعة صغيرة المساحة لكونها محاصرة بالصواريخ والقذائف التي تقتلهم بالجملة بسياسة “الأرض المحروقة”، لتفريغها منهم بعد تدمير مساكنهم وعمائرهم واحدة وراء أخرى.
شكرًا كبيرةً للرفيق العزيز شي جين بينغ، صاحب المبادرات السلمية لإنقاذ فلسطين التي ترتبط بالأردن والعالم العربي بعرى عميقة من الصداقة والأُخوّة منذ آلاف السنين من خلال طريق الحرير الصيني القديم الذي سلك دروب الأردن وفلسطين من جنوبها وإلى شمالها، وأفضى إلى خلق الجماعة العربية في الصين (عرب خانه)، التي تنشط مُنْذُ عَهْدٍ بَعِيدٍ بدورٍ كبيرٍ ووازنٍ لتعزيز علاقاتنا الثنائية الصينية العربية ولتأكيد محبتنا لبعضنا البعض.