مصر والاحتفاء بالذكرى المئوية للحزب الشيوعى الصينى ...بقلم الدكتورة كريمة الحفناوي \مصر
تناولنا فى مقالنا السابق "65 عاما على العلاقات المصرية الصينية" عمق العلاقة بين مصر والصين والتعاون بينهما وخاصة فى السنوات الأخيرة فى جميع المجالات الاقتصادية التجارية والتنموية وفى المجالات الثقافية والعلمية والتكنولوجية، كما أشرنا إلى التعاون والدعم فور انتشار فيروس كورونا وذلك لمواجهة الفيروس صحيا ومواجهة تداعياته الاقتصادية والاجتماعية مع الوصول إلى تصنيع لقاح سينوفارم فى مصر.
وفى هذا المقال نتناول الحديث عن الندوة الافتراضية التى أقيمت الأسبوع الماضى بين الحزب الشيوعى الصينى والأحزاب المصرية، بشأن "تعزيز بناء المستقبل المشترك للبشرية"، و"تطوير الإدارة والحوكمة"، وذلك بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعى الصينى.
وتضمن الاحتفال كلمة لكل من السيد “Liao Liqiang” السفير الصينى لدى مصر، وكلمة للسيد Zhu Rui مساعد وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى، وحضر الندوةكبار المسئولين فى السفارة بالقاهرة.
وتركز الحوار فى ثلاث محاور رئيسية:
الأول: تطلعات الشعوب إلى حياة أفضل ومجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
الثانى: رؤية المستقبل بين الصين ومصر.
الثالث: رسائل الأحزاب والقوى السياسية ومسئولياتها.
وحضر اللقاء أكثر من 10 من قيادات الأحزاب المصرية، وممثلين لشباب الأحزاب السياسيين، وخبراء أكاديميين، ورئيس الوزراء المصرى الأسبق الدكتور عصام شرف وآخرين.
وتضمنت كلمة الأمين العام للحزب الاشتراكى المصرى السيد أحمد بهاء الدين شعبان الإشارة إلى أن " تطلعات الشعوب إلى حياة أفضل، ومجتمع المستقبل المشترك للبشرية، الذى طرحته القيادة الصينية، إنما هو انعكاس للقيم الأخلاقية الرفيعة والمبادىء السامية النبيلة الموروثة، والتى ينتهجها شعب جمهورية الصين الصديقة، فلقد أثبتت التجربة المباشرة لشعوب العالم أن تداخل المصالح بين الشعوب يجعل من المستحيل استئثار دولة واحدة أو حتى عدة دول بالتقدم والازدهار والرفاهية، فيما يرزح الباقون فى مستنقع الفقر والتخلف والجهل والمرض على نحو ماتفعله نظم النيوليبرالية المتوحشة متخلية عن واجبها الأخلاقى والاجتماعى باعتبارها مسئولة عن فقر وتخلف قطاع واسع من البشر نتيجة لممارسات عهود الاستعمار والنهب الإمبريالى الممتدة لقرون".
وأشار الأمين العام للحزب الاشتراكى المصرى فى مداخلته إلى أن مصر كانت من أول الدول التى اعترفت بجمهورية الصين الشعبية بعد إعلان تأسيسها، وشهدت مسيرة العلاقات بين الشعبين والبلدين مراحل تعاون عظيمة تدعمت بالتساند والتضامن والتشارك والعلاقات الوثيقة طوال العقود الماضية، وأكد خلال كلمته على أن فرص تدعيم وتوسيع أفق العلاقة بين مصر والصين لاحدود لها وعلى جميع المستويات السياسية والاقتصادية ةالتكنولوجية والعلمية والثقافية.
ولفت الأمين العام للحزب الاشتراكى المصرى تعبيرا عن الرأى العام المصرى والسودانى وعن الزملاء المصريين المشاركين فى هذا اللقاء إلى أن مصر كلها وشقيقتها السودان يواجهان خطرا جسيما بتأثير التوجهات الإثيوبية السلبية فى قضية "سد النهضة" والتى تهدد شعبى مصر والسودان (130) مليونا بالعطش والمجاعات وأرضهما بالبوا ر، كما تهدد المنطقة بمرحلة من القلاقل وعدم الاستقرار والاضطراب، نتيجة لرفض إثيوبيا التوصل إلى اتفاق ملزم وقانونى يُرضى جميع أطراف القضية (مصر والسودان وإثيوبيا) ويحافظ على مصالحها جميعا ولايكون سببا فى دمار وخراب أى من البلدان الثلاثة. وأشار إلى أن "البلدين ،مصر والسودان، يتطلعان إلى دولة الصين الصديقة انطلاقا من العلاقات التاريخية الوثيقة بيننا لبذل مساعيها المشكورة من أجل إيجاد حل إيجابى ينزع فتيل الانفجار فى القارة الإفريقية والمنطقة، ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث دون إضرار أو تعنت، وهو أمر على درجة كبيرة من الأهمية، مؤكدا أن الدور الصينى المأمول سينعكس انعكاسا إيجابيا عظيما على العلاقة بين البلدين الصديقين وفى القارة الإفريقية والعالم أجمع".
إن الصين دولة كبرى تتقدم بثقة وثبات إلى موقع الصدارة العالمى ومصر دولة رائدة فى منطقتها ومحيطها العربى والإفريقى والإقليمى، وهى أيضا دولة محورية على مسار مشروع "الحزام والطريق" لاغنى عنها وعن دورها ولاحدود أو نهاية لفرص وأبعاد العلاقة بين الدولتين الصديقتين على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
دكتورة كريمة الحفناوى.
7 يونيو 2021.