• اخر الاخبار

    اطلاقة عشوائية جعلتني تائهة بين حلم لم يتحقق وواقع لم يتوقع

     


    قصه صحفية: سندس الزبيدي

    سناء بنت الربيعين ولدت لترسم الفرحة على شفاه والديها بعد انتظارها سنيين منذ  زواجهما، ولدت لتملئ المكان فرحاً ومرحاً لأولئك المنتظرين من اب تحمل الكثير من اجل قدومها وصدر حنون لطالما ذرفت الدموع وهي تنتظر قدومها.

    كبرت سناء وكبرت احلامها وتطلعاتها كأي فتاة تحلم بنيل شهادة  لتصبح مهندسة كما كانت تتمنى وكبر  حب والديها  لها حتى كانت لا تفارق اباها حلت أينما حل, في عامها السادس دخلت المدرسة الابتدائية تلك الطفلة الفرحة التي تحمل أمنيات طفولتها لتسعد قلوب  من انتظروها طوال تلك السنيين.

    عاش الاب سعيداً يعمل ليوفر لها سبل العيش الرغيد هي الابنة المدللة حيث كانت ظروفه المادية جيده جداً

    وفي يوم مشؤوم كانت سناء ووالدتها في السيارة مع والدها وهم يتبضعون واثناء عودتهم الى المنزل حدث إطلاق نار عشواي بكثافة وخلال مرور سيارة سناء ووالدها شعرت سناء بحرقة في ظهرها وصرخت من الم  الحرقة توقف والد سناء عن السير ونزل مسرعا ليرى ماذا حصل وإذا بطلق ناري قد اخترق سقف السيارة  ليصيب سناء في ظهرها وهي جالسة في المقعد الخلفي للسيارة انطلق والدها وهو يقود السيارة بجنون ليحلق المستشفى وما ان وصل حتى هرع الأطباء لإنقاذ حياة الشابة التي أصيبت بطلق عشوائي اثناء مرور سيارتهم

    دخلت سناء صالة العمليات وبعد انتهاء العملية استطاع الأطباء انقاذ حياة سناء لكنهم لم يستطيعوا انقاذ أطرافها فالإصابة كانت مباشرة بالعمود الفقري مما تسبب بشلل الأطراف السفلية لها. اصبحت تلك الفتاة اليافعة جليسة الكرسي المتحرك وهي لازالت في ريعان  الشباب. أجريت لها ثلاث عمليات كبرى لكنها لم تستطع المشي مرة اخرى  صرف والدها كل ثروته لأجل علاجها لكن دون جدوى.

    عاشت سناء مقعدة بسبب استهتار البعض امام اعين والدها ووالدتها التي بدأت صحتها بالتدهور متأثرة بما ال  له حال ابنتها حتى فارقت الحياة تاركة سناء ووالدها يواجهون صعوبة الحياة لوحدهم  , حزنت سناء كثيراً وبقيت لأشهر طويله والحزن لا يفارقها وهي ترى والدها الذي انهكه القدر وقصم ظهره وبان عليه الكبر , قررت ان تقاوم الحياة لتساعد ذلك الاب الحنون الذي اصبح ضعيف البنية والحال بسبب صرف كل ما يملك من اجل العيش , وبدأت تمارس حياتها اليومية وهي على الكرسي لتقوم بواجبات والدها اليومية , وكانت تأتيهم المساعدات البسيطة من المعارف الذين شعروا بهم.

    وفي احد الايام  تقدم لسناء رجل كبير بالسن طالبا يدها  للزواج على الرغم من  فارق العمر الكبير  بينهم الا ان سناء ووالدها كانا مضطرين للموافقة كي  يساعدهم مادياً ولتعيش سناء حياة زوجية برغم العجز الذي تعانيه و الفوارق  بينهم , فرحت بهذا الزواج وشعرت انها ستبدأ حياة جديدة تتأمل منها شيئاً يغير حياتها , الا ان ظل الرصاصة الطائشة  بدد احلام سناء لأنها  لا تستطيع انجاب الطفل الذي كانت تتمناه , ولم يمهلها القدر وقتا طويلاً  لترتاح فقد رحل زوجها عنها وهي في امس الحاجة له ليلتحق بالباري تارك سناء ووالدها يواجهون قدرهم لوحدهم .

    بقيت سناء بعد وفاة زوجها تهتم بوالدها الذي اخذه الشيب والمرض وهي مقعدة على كرسي متحرك تعيش ظرفاً مادياً وصحياً صعباً تنتظر الراتب التقاعدي لزوجها الذي لا يكفي لسد علاجها وعلاج والدها لكنها مضطرة لتقاوم من اجل رعاية والدها. وجدت سناء منفذا يساعدها على تخطي بعض الأمها فهي تجري احيانا علاج طبيعي لا طرافها السفلى  في مركز جعفر الطيار لكن هذا لم يدوم بسبب عدم تمكنها من دفع اجور النقل التي توصلها  للمركز .

    لازالت سناء  تسعى خلف  اوراقها التي قدمت  للحكومة المحلية في البصرة منذ أكثر من 4 سنوات لأجل العلاج خارج القطر في محاولة لإعادة الحياة لقدميها  منتظرة الاجابة  من تلك الحكومة التي لا ترعى سوى مصالحها ومصالح معارفها.

    سناء المرأة العراقية التي عانت من حكومة لا تستطيع تحمل  مسؤوليتها  لا شخاص مستهترين بحياة الناس ولا يوجد لديهم رادع فهم يستخدمون السلاح بشكل عشوائي وبرصاص حي  تقول غيرها كثيرين ولا زال هذا الموضوع بدون حل.

      تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR صحفيون من اجل حقوق الانسان والشؤون العالمية في كندا

    ad728